من أروع ما قيل فى المدح

من أروع ما قيل فى المدح .
- كما تحدثنا فى السابق عن المدح و عن انه من أهم فنون الشعر ،
فلقد حفلت عصور بأسماء المشاهير من شعراء المدح و ان كان من أشهرهم على
الاطلاق زهير و الأعشى و النابغه فى العصر الجاهلى ، وحسان و كعب و الحطيئه
فى العصر الاسلامى ، و الأخطل و الفرزدق و الراعى النمرى فى العصر الأموى ،
و أبو التمام و البحترى و المتنبى فى العصر العباسى .

- لعل من أروع المدح و أشهره و أبلغه مدح أبى الطيب المتنبى لسيف الدوله الحمدانى .

على قدر أهل العزم تأتى العزائم و تأتى على قدر الكرام المكارم

و تعظم فى عين الصغير صغارها و تصغر فى عين العظيم العظائم

يكلف سيف الدوله الجيش همه و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم

وقفت و ما فى الموت شك لواقف كأنك فى جفن الردى و هو نائم

تمر بك الابطال كلمى هزيمه ووجهك وضاح و ثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعه و النهى الى قول قوم أنت بالغيب عالم



– ومن جيد المدح ، ما قالته امرأه من اياد فى شجاعه ابن عمرو ، و سماحته و نجدته و عفته ، فتقول :

الخيل تعلم يوم الروع ان هزمت أن ابن عمرو لدى الهيجاء يحميها

لم يبد فحشا و لم يهدد لمعظمه و كل مكرمه يلقى يساميها

المستشار لأمر القوم يحزنهم اذا الهنات أهم القوم ما فيها

لا يرهب الجار منه غدوه أبدا و ان ألمت أمور فهو كافيها

- و بعد ، ننتقل لشاعر مبدع آخر هو أبو الطمحان حنظله بن
الشرقى ، أحد بنى القين . شاعر و فارس من فرسان الجاهليه ، أدرك الاسلام
فأسلم .

- و لأبى الطمحان فى مالك الشمخى مدح جيد نقتطف منه هذه الأبيات :



سأمدح مالكا فى ركب لقيتهم و أترك كل رذل

و قد عرفت كلابهم ثيابى كأنى منه و نسيت أهلى

نمت بك من بنى شمخ زناد لها ما شئت من فرع و أصل

و كم فيهم من سيد و ابن سيد و فى بعقد الجارحين يفارقه

يكاد الغمام الغر يرعد ان رأى وجوه بنى لأم و ينهل بارقه

بقلم: عُلا على.