الــــتــــــربــيـــة و الــتعــليـم
السلام عليكم

أسعدنا تواجدكم بيننا على أمل أن تستمتعوا وتستفيدوا
وننتظر مشاركاتكم وتفاعلكم فمرحباً بكم بين إخوانكم
ونسأل الله لكم التوفيق والنجاح والتميز،






انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الــــتــــــربــيـــة و الــتعــليـم
السلام عليكم

أسعدنا تواجدكم بيننا على أمل أن تستمتعوا وتستفيدوا
وننتظر مشاركاتكم وتفاعلكم فمرحباً بكم بين إخوانكم
ونسأل الله لكم التوفيق والنجاح والتميز،




الــــتــــــربــيـــة و الــتعــليـم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المرأة في شعر أبي ريشة 1-6110
عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin - 24432
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 
الوهراني - 5335
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 
sage - 4949
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 
mazouni - 4183
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 
رياض - 2903
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 
bouhadi - 2451
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 
fatima - 2183
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 
zahera - 2049
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 
جمال - 1981
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 
naima - 1924
المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10المرأة في شعر أبي ريشة Ligne_10 

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 35 بتاريخ الأربعاء فبراير 22, 2023 7:53 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع

المرأة في شعر أبي ريشة

اذهب الى الأسفل

المرأة في شعر أبي ريشة Empty المرأة في شعر أبي ريشة

مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء مايو 20, 2014 6:08 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



ـ المرأة في شعر أبي ريشة ـ
"ملامسة وأسئلة"
محمود أسد
من مطلع بحثنا الموجز نجزم بأن المرأة تشغل الكثير من ذهن وعالم الرجل بشكل عام. وتتملك الكثير من عالم وتجربة المبدعين بشكل خاص. ولا نستطيع أن ننكر الحالة الثانية المعاكسة. فكلاهما صنوان يكمّلان معادلة التوازن في هذا الوجود. والرجل بما وهبه الله من جرأة وبما منحته الأعراف والمجتمعات من مساحات، يستطيع دخولها والعبور منها والتعبير عنها، ولن تمنح مثلها المرأة. فبدا لنا أكثر اقتراباً وبوحاً عن تجربته التي أصبحت مألوفة لدى الآخرين ومستساغة. بعكس المرأة التي يضيِّقها الحياء ُ والحشمة والخوف من لسان الناس، والتي تتحكَّم الأعرافُ والعادات بتصرفاتها وعواطفها، فإذا أطلقتها على الملأ تعرضت لسهام النقد والتعرية والمحاسبة. فقام بهذا الدور الرجل. فلم يخفِ الكثير من الشعراء حبهم للنساء وعلاقاتهم بهنّ على مختلف ميولهم ومكانتهم وثقافتهم. فعبَّرَ الشعراء عن هذه الجاذبية والسحر القادر على أسر الرجال فقال محمد بن عبد الله رزين المكنّى بأبي الشيعي:
شكوت ما بي إلى هند فما اكترثت
إذا مرضنا أتيناكم نعودكمُ

وهناك بيت لشاعر آخر:


يا قلبها! أحديد أنت أم شجرُ ؟
وتذنبون فنأتيكمْ ونعتذرُ


إنّ النساء رياحينٌ خلقْن لكم



وكلكم يشتهي شمّ الرياحينَ

هذا واقع الحال بين الرجل والمرأة، تقرُّ به الدواوين وتجارب المبدعين. فلا غرابة أن تأخذ المرأة حيّزاً واسعاً وجليّاً من حياة الرجال والشعراء في الشعر العربي عبر عصوره المتعاقبة. فما أكثر الشعراء الذين ارتبطت تجربتهم بمحبوبتهم، لأجلها نالوا العقاب، ودخلوا السجن وتعرضوا للموت والجنون.. فما زالت مصدر إلهامٍ للمبدعين، فهي مبعث الفرح والحزن، ومنهل النجوى والأمل، ومبعث الحيرة، والقلق. وعندما تذكر المرأة فتقدم لنا حبيبة وأمّاً ومناضلة وإنسانة لها إحساساتها وطباعها وأهواؤها التي تتحكم بمسارها وعلاقاتها مع الآخرين.
هذه مقدمة سريعة ومبسطة للولوج إلى عالم المرأة في شعر عمر أبي ريشة.. هذا العالَمُ الغنيّ الواسعُ والمتنوعُ والمثير للكثير من الأسئلة الموحية. هذا العالَمُ الذي يدعونا للغوص في أعماقه وتفحّص ما فيه وقد لا يسمح المجال.. ولا أدّعي بأنني متفرّد ببحثي فهناك أكثر من دراسة تعرضت للمرأة في شعر أبي ريشة استفدْتُ منها اقتراباً وبعداً وإيحاءً موافقاً ومعترضاً كدراسة الناقد محمود منقذ الهاشمي "عمر أبو ريشة فارس الشعر الرومنتي" ونشرت في مجلة الموقف الأدبي عدد 138-139/1982 ومقالة "عمر أبو ريشة" كما عرفته في مجلة الثقافة الدمشقية والعدد الخاص الصادر عن مجلة الضاد الحلبية /أيلول/ 1991 إضافة للديوان الذي اعتمدت عليه كل الاعتماد.. والديوان صادرٌ عن دار العودة عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين.
وقد أرّخ الشاعر قصائده والتي تنتهي عند عام ألف وتسعمائة وسبعين. وقد وعد الشاعر بإصدار المجلد الثاني ولمّا يصدر. ولذلك هناك تجربة غنية وقصائد كثيرة من شعره، لم أستطع الاطلاع عليها، ونحن بحاجة إليها لكشف ما فيها من تجارب تخصّ الشاعر في آخر مراحل العمر الحافلة بالتجارب. وننتظر من يقدّمها للنقاد والقراء لأنها من حق المجتمع والتاريخ..، ولتكتمل الدراسات وتتصف الآراء والدراسات.. في الديوان المذكور آنفاً قصائد كثيرة صنّفت تحت عنوان: "هي" وهي قصائد تخصّ الأنثى وتبلغ اثنتين وسبعين قصيدة متفاوتة الطول ولكنها تميل إلى المقطوعات القصيرة وهذا ما يميز شعره. وهذا لا يعني أنه لم يذكر المرأة في الأقسام والدواوين الثانية بل خصّها في شعره كموضوعات مستقلة أو بشكل عارض.. وهذه القصائد تتناول المرأة بعوالمها المختلفة، وبحالتها النفسية التي تعجّ بالانفعالات.. قدم الشاعر رؤيته في المرأة عن قرب ومن زوايا حياتية ونفسية مختلفة.. نحتها في قصائده كما نحت النحات تمثاله. اقترب منها، وهو يملك موهبة لا تجارى من رقة ألفاظ وخصوبة خيال وغنى في التجربة.. قدمها خجولة ومستسلمة وبنت هوى وعفيفة وحاقدة ومظلومة ورغم هذا لم يجرح عفتها ولم يقدمها رخيصة مبتذلة وأنا أقول إلى حدٍّ ما بالمقارنة مع الشاعر نزار قباني وغيره.. قدمها لنا من خلال تكوينه الاجتماعي والنفسي الذي يميل إلى التمسك بالجلال والكبرياء والعفة والرزان الذي يبدو على محيّاه.. وهذا ما دفعه للغضب والثورة عندما كانت تخرج عن هذه القيم والمفاهيم. ولكن غضبه معتدل يتركه في دائرة العقل والتوازن فلا يصبّ شتائمه ولا ينشر غسيلها، وهذه أحكام اتكأ عليها كثير من الدارسين له، ولكنها ليست قاطعة فهناك مواقف ستمرّ معنا ترسم لنا شيئاً من هذا.. والشاعر يميل إلى التوازن في علاقته مع المرأة فلا يغيب جمالها وحسنها عنه ولكنه يكتمل بمواقفها الراقية التي يحبها.
دائماً يربط جمال الحالة والجسد مع جلال الموقف فلا يطغى الوصف الحسّي على قصائده، وإن وصف تقاطيع الجسد فإنه يحرص على السمو أمام فتنة الروح والمعنى، وهنا تكمن أهمية تجربته مع المرأة. فلا يجرحك، ولا يثيرك. يمسّ المرأة بلطف، ويتقصاها كخبير قريب. قدّم المرأة لوحة تضجّ بالحركة والانفعال وتتقمّص الحالة التي عبر عنها.. تدعوك للتأمل أمام حالتها، فتشفق عليها وهي منحرفة.. وكانت المرأة إسقاطاً لرؤيته وبوحاً عمّا في نفسه. في قصيدته "في طائرة" أثناء رحلته إلى الشيلي كانت إلى جانبه حسناء إسبانيولية، حدثته عن قومها القدامى من العرب دون أن تعرف جنسيته: ص89.
وثبت تستقرب النجم مجالا
وحيالي غادةٌ تلعب في
طلعة ريّا، وشيء باهر



وتهادت تسحب الذيل اختيالا
شعرها المائج غنجاً ودلالا
أجمالٌ ؟ جل أن يسمى جمالا

فدقة في الوصف وروعة في تقديم المشهد ثم تتصاعد الأحداث:
قلت يا حسناء، من أنتِ ومن
فرنت شامخة، أحسبها
وأجابت أنا من أندلسٍ
وجدودي ألمحَ الدهر على
بوركت صحراؤهم كم زفرت
إلى أن تقول:


أي دوحٍ أفرعَ الغصن وطالا
فوق أنساب البرايا تتعالى
جنة الدنيا سهولاً وجبالا
ذكرهم يطوي جناحيه جلالا
بالمروءات راحاً ورمالا


هؤلاء الصيدُ، قومي فانتسبْ
أطرق القلب وغامت أعيني



إن تجد أكرم من قومي رجلا!
برؤاها وتجاهلتُ السؤالا..

والبيت الأخير يختزل الكثير مما انتابه ومما يريد قوله. وفي هذه القصيدة يتعانق الجمال الشفاف الموحي الذي عبر عنه حديث الفتاة ونضجها مع جلال الموقف وهذا ما جعل أبا ريشة يُسقط أفكاره على لسان المرأة. وكثيراً ما كان يلجأ إلى الأسلوب القصصي الذي يتقن استخدامه وتوظيفه فيهتم بالسرد والحوار واللحظة والدهشة والقفلة دون إغفال للمكان أو الزمان. ولو اقتربنا من المصطلحات والتعريفات الحديثة لقلْنا أنه يكتب القصة القصيرة جداً أو قصيدة الومضة. وهذا شاهدٌ على ذلك في مقطوعته "جميل منكِ" ومؤلفة من بيتين: ص270.
حكاية حبنا ختمت
جميلٌ منكِ أن تعفي



فما أشجى وما أقسى
وأجمل منه أن أنسى

وتبدو هذه الحالة في قصيدة "قطرة الزيت" ص216:
لن تعثري عبر الدجى.. إنه
حملته في غفلتي، بعدما
وما تلفت به، صوب ما
ليتك.. لما سرت في نوره



أسنى سراجٍ كان في بيتي!
أسرى بكِ التيهُ وأسرَيْتِ
أضحكتِ من عمري، وأبكيتِ
ذكرتِ فيه قطرة الزيت

ويتجلى الجانب القصصي المليء بالمشاهدات والمشاهد والانفعالات وتعدد الأماكن في قصيدة "دليلة" وفيها يحسن التقاط اللحظة وتوظيفها، ولا يقدم نفسه شاعراً وصّافاً للجسد فحسب بل شاعراً يستغرق في الحالة النفسية من خلال سرد متنام وموظف. وقسم القصيدة إلى مقاطع متدرجة الأحداث وتدور أحداثها في فيينا حيث عمل سفيراً. ويصف نهر الدانوب حيث اللقاء وفيها وصفٌ للملهى والمغنّي والمكان. ومن ثم العودة إلى بيت صديقته والمفاجأة الصارخة فيقول: ص24
عشيتْ مقلتاي حين تراءى
قد سمعت الصدى لقبلة عربيـ
وتراجَعْتُ تاركاً في سماعِ



لي طيفان يبغيان دخوله
د وسكرى وفاجر وخليله
الليل أشلاء قهقهاتٍ طويله

إلى أن يقول:
مزقي هذه الرسالة إني
ليس في هيكلي مجال لشمشو



قلت فيها.. ما لم أرد أن أقوله
ن جديد فعربدي يا دليلة

وهنا ينتصر النقاء العربي وكبرياء الرجل العربي الذي يأبى أن يكون شاهداً على الفجور والعهر وكيف يحتمل الغدر والخيانة؟ وقد صدق ظنه من مطلع القصيدة:
لم أصدق حين قلت: سيأتيك



وألقاك في فيينا الجميلة

شاعرنا محب وعاشق للجمال، ولكن لا يحبه مستهتراً ومتخلياً عن القيم. ومع هول اللحظة وما فيها من الخيانة والغدر لم يشأ أن يلقي التهم والشتائم بل ثار حفاظاً على كبريائه محافظاً على قدسية الجمال وهو القائل:"لم أجرح كبرياء امرأة، فالمرأة جمالٌ وللجمال قدسية وإني لأجد في عبارات" وفاجر وخليلة – عربدي.. مزقي" الكثير من التعبير الموحي والذي يغني عن الشتائم.
ومع تسامح الشاعر بالكبرياء والأنفة انتابته حالاتٌ من الضعف والاستكانة تدعو للتساؤل عن أسبابها بدا في قصيدة "لن أرمي به" ص231:
لم أزل أسحب قيدي متعباً
أنا أقبلتُ عليه راضياً..
كم تغاضيت حياءً، كلما
كل ُّ أهوائك كانت بدعة
أخذت من كبريائي ما اشتهت
ما تبقى.. غير هذا القيد لي
إنه عمري.. فلن أرمي به



وجراحي لم تزل تشتم قيدي
بعدما غيبتُ في عينيك رشدي
أومأت لي من كوى الإشفاق أيدِ
من غواياتٍ، عنيداتٍ التحدي
وتلهت بتباريحي ووجدي
في بقايا الليل .. من همٍّ وسهدِ
لا أطيق السير في الوحشة وحدي

ويبرز ضعفه مرة أخرى وبشكل مثير للريبة وكأننا لسنا مع شخص أبي ريشة الذي عهدناه أبياً.. في قصيدة /إن ذكرت/ ص234:
وتسائليني! ما يريحك ؟
غالبت فيك غوايتي ..
وتبعت طيفك عاقداً
كم وقفة لي دون دارك
وغضضتُ من طرفي، كأني
كم ليلة حرّى، على
وأهنْتُ تحت لهاثها
وتسائليني. ما يريحكَ؟
أنا إن ذكرتُ نشرتُ عاري



ما أجيبك ؟ لست أدري!
فخسرت فيها كل كبري
بالذيل منه زمام أمري
خضّبتْ بالذل صبري
ما لمحت خيال غيري!
إغرائها، أرخَصْتُ خمري
ما كان من زهري وعطري
ما أجيبك؟ لست أدري
أو نسيتُ طويتُ عمري

في هذه القصيدة يبرز الشاعر الصراع ويصطاد إحدى الحالات الصاعقة في حياة الرجل ويبدو ضعيفاً وحائراً.. وكأنه قصيدة أخرى "لست أحيا" ينتقم لنفسه ويثأر لكرامته ويتجاوز الصبر والحكمة: ص218
معولي في يدي.. وأصنام دنياكِ
لم يزل بعد، في بقية أيّامي
لست أحيا إن لم أُمِتْ كل يوم



تريني ما ضاق عنه خيالي
مجال إلى ثبات الليالي
فيك شيئاً.. عبدته في ضلالي

وهل يحق لنا أن نحاكم الشاعر على قصيدة قالها أم أننا نحاكمه على تجربته العامة ومسيرته؟ فالشاعر يعيش اللحظة التي تأسره وربما تفتّت أعصابه وتكسر عظام ظهره.. رؤيته للجمال وتقديسه له يجعله يسمو إلى أعلى المراتب. لأنه قدم المرأة ملاكاً طاهراً. ففي قصيدة "طهر" يصف خجل الفتاة وعدم ترددها عندما قبلها: ص309:
طوّقتها، يا للشذا
فما انثنت حائرة
ولا درت وجنتها
كأنها في طهرها



مطوّقاً، مقبلاً
ولا رنت تدلّلا
من خجل تبدُّلا
أطهر من أن تخجلا

يشعر القارئ مدى براعة الشاعر بالتقاط الجزئيات المعبرة.
ومرة أخرى يقدم لنا نفسه كفارس نبيل، يأبى الغدر ويرفض الخداع والخيانة ويحرص على المثل والقيم في قصيدة "وداع" والتي صاغها ببساطة وعفوية لم تجرح جمال الشعر ومضامينه وهذا دأبه. ص309:
قفي! لا تخجلي كمّي
كلانا مرّ بالنعمى




فما أشقاك أشقاني
مرور المتعب الواني


إلى أن يقول لها:
لنطو الأمس ولنسدل
فإن أبصرتني، ابتسمي
وسيري سير حالمة



عليه ذيل نسيانِ
وحيّيني بتحنان
وقولي: كان يهواني

وهناك موقف رائع مزيجٌ من الشفقة والكبرياء والحب قدمه بأسلوب فني رائع في قصيدة عودي حيث يجمع القصة والحوار والدهشة والكبرياء والجلال والجمال في قصيدة عودي: ص202:
قالت مللتك.. اذهبْ لست نادمةً
سقيتك المرّ من كأسي. شفيت بها
لن أشتهي بعد هذا اليوم أمنيةً
قالت.. وقالت.. ولم أهمس بمسمعها
تركت حجرتها.. والدفء منسرحاً
وسرت في وحشتي.. والليل ملتحفٌ
ولم أكد أجتلي دربي على حَدَسٍ
حتى.. سمعتُ.. ورائي رجع زفرتها
نسيتُ ما بي.. هزتني فجاءتها
وصحتُ.. يا فتنتي! ما تفعلين هنا؟؟



على فراقك.. إن الحبَّ ليس لنا!
حقدي عليك.. ومالي عن شقاك غنى!
لقد حملتُ إليها النعش والكفنا
ما ثار من غصصي الحرّى وما سكنا
والعطر منسكباً.. والعمر مرتهنا
بالزمهرير.. وما في الأفق ومضُ سنا
وأستلين عليه المركب الخشنا
حتى لمست حيالي قدّها اللدنا
وفجّرت من حناني كل ما كمُنا
البرد يؤذيك عودي.. لن أعود أنا

إنها لحظة إنسانية شفافة وعابرة، وتبدو سهلة التعبير ولكنه بما ملك من أدوات التعبير أحاط بها وألبسها ثوباً جميلاً نقيّاً تعبق منه العفة..
وبموقف آخر يشتدّ أوار قصيده ويتجاوز الهدوء أمام المرأة الحاقدة في قصيدة "لست أحيا" وقد مرّ ذكرها. الشاعر عمر أبو ريشة يبدو حريصاً على نكهة الشعر الصافية فيقدمها لنا عذبة الألفاظ وبعبارات موحية وصور أخّاذة، يرسمها رسماً تعبيرياً، ريشته الكلمة وألوانه الطبيعة وخلجات النفس، ورؤيته خيال وثّاب متوهّج. فقدم صورة من صور الجمال الخلابة والغنية ولكنها تبدو موغلة بالحسية لحدٍّ بارز فقال في إحدى قصائده المقروءة في مجلة الضاد ولم تردْ في الديوان:
أنا في خدر من أهوى
غطاء سريرها ملقى
ومئزرها على الكرسيِّ
أتت مرآتها ورنتْ
وبسمتها ولا أشهى
ولما ازّينت خلعت
وماست وهو مزهوّ
وقالت كيف تلقاني
فقلت وطرفيَ المشدو
جميلٌ لبس من أهوى



أراقب كلَّ ما تفعلْ
وراء وسادها مهملْ
لا يطوى، ولا ينقلْ
إليَّ بطرفها الأكحلْ
ونظرتها ولا أقتلْ
عليها بردها الأفضل
يحيط بقدّها الأمثلْ
به يا شاعري الأوّلْ
ه من آلائها ينهل
ولكن عريها أفضلْ

هذه قصة ولوحة فيها الكثير مما يقال عن الإيقاع الجميل والرويّ الساكن والانتقال بالحدث على مستوى الكلمة واللون والحالة النفسية، هناك قصائد أخرى تقترب من هذه الحالة التي تميل إلى الجسد تصفه بجزئياته وتلاحقه كعدسة مصوّر بارع. فوصف الراقصة العريانة التي شاهدها في عيد الكرنفال في "ريودي جنيرو" فقال في قصيدة " عودة الروح " ص 152:
ليلك هذا الليل يا زنجيّة
فاطويه في آفاقك الندية
وانطلقي أنشودة شجية
ورقصة مجنونة وحشية..

وأدهشته العبقرية الإنسانية في معبد / كاجورا / في الهند وهو من الروائع والتحف النادرة، وقد علق الشاعر على ذلك بقوله: " إنه رأى امرأة عجوزاً سمعها تقول لنفسها: ما أقذر هذه المناظرَ! وما أقذر صانعيها غير أن دهشته كانت بالغةً حدَّها لما رأى تلك المرأة في اليوم التالي تتملَّى من تلك المناظر وبيدها منظار مكبر... فيذكر في مقطع من مقاطعها: ص 112
وشقيةٍ قيلَ اجتباها
فتنتهما فتباريا
وتناسيا فيها هوى
والبدعة الحسناء بينهما



واصطفاها كاهنان
في حبَّها يتناحران
" شيفا " فما يتعبّدان
تعضُّ على البنان

ثم يصف الراقصة وما في المعبد من فنًّ وإبداع يجلُّه الشاعر ويتفاعل معه فيبدع أروع القصائد.
إن علاقة الشاعر بالمرأة لم تجعله يسفُّ بالوصف، ولكنه لم يكن خجولاً بل وصفها بجرأة وحرية ضبطتها عفة وجلال، فلم تدفعه للجري وراء نسج المغامرات. بل جعلت شعره يلامس المشاعر، لا تتحرج الفتاة والمرأة من قراءته ولا يتردد الأستاذ في قراءته أمام طلابه، وهذا عائد لتكوينه الأول ونشأته في بيت أسرته البدوية التي تشبعت من القيم البدوية والصوفية التي تأثر بها لحدًّ بعيد... إن عالم المرأة مفتوح الآفاق، لا تحدّه حدود.. وهذا ما جعل الشاعر يتناوله بصور إنسانية متعددة. فكانت خطاباً رمزيّاً شفافاً لكثير من أفكاره وتكوينه، فكانت محور إبداعه وصوره. فتنوعت تجربته، وتعمقت وهو ينهل من هذا العالم، عالمه حسَّيٌّ بادٍ ولكنه يخفي وراءَه ذهنية متألقة تبعث على التأمل بعكس الكثير من الشعراء الذين اقتربوا من المرأة جسداً واحتقروها روحاً، فمع المرأة يقتربُ من حالات التصوّف فيراها طيفاً سابحاً وثميناً يذكرنا بأطياف البحتري. في قصيدة " حرمان " ص 383:
ليلى أنا وحدي أقلّبُ في الربى
أسهو على ذكراك حتى انتشي
بيني وبينك عالمٌ لم يدنهِ
أقتاتُ بعدكِ بالخيال وقلّما
ليلى! يكاد هواكِ يجرحُ زهوتي



طرفاً يروحُ به الجمالُ ويرجع
متطلعاً.. لهفي لمن أتطلعُ!
شوقٌ، ولم يبلغ حماهُ تضرُّعُ
دفق الظلامُ وما احتوانا مضجعُ
فتبوحُ بالألم الدفين الأدمع

وهذه من القصائد الفريدة التي يذكر فيها الشاعر اسم المرأة التي يخاطبها وقد اعتاد تعميم الخطاب.. وهذا النقاءُ الذي يسبحُ في أعماقه ويحرص عليه يدفعه للثورة والانتقام من المرأة المتهالكة الراكضة وراء شَهَواتِها المتأججة فيقول في قصيدة " عاصفة " ص 344 والعنوان يوحي بالمضمون:
اشربي وانضحي اللذائذ حتّى
أتخافين؟ أقدمي لا تخافي
إن هذي العروق في جسمك الغضَّ



تتولاك رعشةُ الإعياءِ
أقدمي، وانفضي بقايا الحياء
أنابيبُ شهوةٍ لا دماءِ

لا يخفي الشاعر غضبه ولا يكتم مشاعره عندما يُلوَّث الجمالُ ويصبحُ سلعةً رخيصةً تتسلق المرأة عليها والمبدع الحقيقي لا يسترُ إبداعُه شخصَه، ولا يستطيع إخفاء ملامحه النفسيّةٍ، ولا تتوارى آراؤُهُ وراء ضباب المضامين وسراب الوهم. فالمبدع كائنٌ حسَّاسٌ ينتابه الضعف والاستكانة، وقد يستسلم لما هو آتٍ وواقعٌ لا محالة. وهذه إحدى قصائده الأخيرة التي قرأتها من مجلة الضاد بعددها المزدوج التاسع والعاشر من عام ألف وتسعمائةٍ وواحد وتسعين ص 106:
رفيقتي لا تخبري إخوتي
إنْ يسألوا عنَّي وقد راعهم
لا تجفلي، لا تطرفي خشْعةً
قولي لهمْ سافرَ، قولي لهم:



كيف الردى، كيفَ عليَّ اعتدى
أنْ يُبْصروا هيكليَ الموصدَ
لا تسمحي للحزنِ أنْ يولدا
إنَّ لهُ في كوكبٍ موعدا

لم يجدْ ملاذاً إلاَّ المرأة، وذلك في أصعب الظروف وأقساها فلم يتوجه إلى إخوته وأصدقائه بشكلٍ مباشرٍ بل حمَّل رسالته ومعاناتَهُ للمرأة، وهذا يدلّ على تملكها لحالات إبداعهِ. والشاعرُ عمر أبو ريشة لا يتصنَّعُ الموضوع الشعري. إنَّهُ صادقٌ مع فنَّه الشعريَّ وحالاته الشعرية. يضعُ نفسه أمام المرأةِ. يأتيها بعد ضعفٍ وذبول وبعدَ إفلاسٍ فيلومُها إن تهاونَتْ، يقول في قصيدة " محاجر البركان " ص 260:
لا تصفحي عني ولا تغفري
قولي ابتعدْ عني.. قولي انطلقْ
يجرح من زهوي تغاضيك عن
لو بينَ جَنْبيكِ بقايا هوىً
محاجرُ البركانِ لم تكتحِلْ



إني أحبُّ المرأة الحاقدةْ
ما شئتَ في أهوائِكَ الفاسدةْ
أمسي وعن أحلامكِ الشارده
لكنْتِ في هذا اللّقا زاهدة
بالثلجِ.. لولا نارُهُ الهامدةْ!

في تجربته يكتمل الصدق الفنّيُّ والصدق الموضوعي، فلا غروَ ولا مكابرة عندما يجد نفسهُ مُداناً.
ومن النماذج التي مرَّت معنا والتي ستمرُّ معنا نلحظ مدى إحساسهِ المرهفِ مع الحالة واللفظة والصورة. للشاعر نسيجُهُ الخاص، وله صورُهُ المحلّقةُ. فهو يتجاوزُ التقليدية وما فيها من منجزات دون إلغاء ثوابتها إيقاعاً ولغةً. بل انسكبَتْ شاعريته مجدَّفةً في بحرٍ واسعٍ من الفنَّ الجميل الذي يعتمد الحركة والإيحاءَ واللونَ والهمسَ.
في قصيدة / لا تنتقي كلماتِك / يقدم المرأة من خلال نفسه وتجربته، ويكشف الرجلَ من خلال شعره وقناعاته:
حدثيني عمَّا يضجُّ بجنبَيْكِ
عن لياليكِ.. عن شجونكِ.. عمّا
ما أنا منكِ؟؟.. ما تريدينَ منّي؟
حدّثيني.. قصَّي جناحَ ظنوني



وعمَّا يثورُ من رغباتكْ
خبَّأَتْهُ الدموعُ في بسماتِكْ
أنا بعض العثارِ من خطواتك!
حدثيني.. لا تنتقي كلماتكْ!

هذا التناغم بين الشاعر وبين المرأة مبعثٌ للتفكير ومبعثٌ للتواصل والجري وراءهما ولكنَّ مرحلةَ السباقِ قصيرة المدى. يخطفها الشاعر من اللحظة الراهنة، وفي قصيدة " المرأة " يقدم نموذج المرأة التي يصعب نوالها، فيراها جوهرة ثمينة شفافة، تحتاج لكاشف ومقدرة ومغامرٍ حريص ص 237:
حكاية مُزَوّرة
كانت على البعدينا
سعيتُ في طلابها
وخلفَ أقدامي نثيـ
واخيبتي! لم الفّ إلاَّ
وعدتُ للسفحِ.. وصحبي
تسألني عن رحلتي
ولم اجبْ.. خفت على
وكان منّي لفتةٌ
وشاعَ ملءَ ناظريَّ
والهفتي.. أقسم أنْ



من قال هذي جوهرةْ؟!
بيعَ السّنا المفجَّرةْ
على الشعابِ المقفرةْ
ـرٌ من جراحي الخيَّرةْ
كرةً مُبَلورةْ
أعينٌ مُسْتَفْسِرهْ!
العجيبة المظَّفره
خيالها أن أنحره
للقمَّةِ المسوّرةْ
الهالةُ المنوّرةْ
كانت أمامي جوهرةْ..

في الديوان قصائدُ كثيرةٌ موجّهَةٌ إلى المرأة ويستعمل فيها الضمائر التي تعود على المؤنث.. ويرى العناوين التي تخصُّ الأنثى/ هي الدنيا – عودي – حواء – عالم من نساء – المرأة – غجرية – مراهقة – لا تندمي.. امرأة – تمثال – من أنتِ/..
ويميل الشاعر إلى الأسلوب القصصي في أغلب القصائد. فهناك قصة شعرية موجزة ومعبَّرة، لها قفلتُها المدهشةُ، وساعَدَه على ذلك استعمالُ الأبحر المجزّأة في كثير من القصائد. ويكثر من أبحر معينة تساعده على الإيقاع السريع كالرمل ومجزوئه وكثيراً ما يتبنى الرويَّ الساكن الذي يُعطي وقعاً ملائماً وخاصةً في الحالات النفسية التي تعبَّرُ عن الصخب والقلق والحيرة، في قصيدة " الطيف " تصويرُ دراميٌّ رائعٌ. فهو يعتمد على المفارقة واستدعاء الماضي.. وذلك عندما كان يخاصرٌ فتاة في حلبة الرقص زارهُ طيفُ المحبوبة.. وهنا حالة تحوي الكثير من المفارقات وتستدعي التناغم والتنافر والرفض من القارئ والشاعر والراقص والمتلقي: ص 250
على شفتينا ثارَ طيفُكِ وارتمى
وتسألني مابي.. فأخنق زفرتي
وأرجعُ عنها.. حاملاً فيكِ وحشتي
وأُغْرِقُ في كأسي عهودكِ كلَّها
حنانك.. أبقي لي بقية سلوةٍ
فكلُّ جمالٍ صاحَ بي منهُ هاتفٌ
ولي خطواتٌ بعدُ في درب غربتي
وألقاكِ بالحبَّ الذي تعرفينه



فأبعد وهجَ الشوقِ والعطر عنهما
وأرنو إليها موجعاً.. متبسَّماً
وفي خافقي جوعٌ.. وفي مقلتي ظما
فما أعرفُ الأشياءَ إلاَّ توهُّما
ألوك بها الشهد الذي كان علقما
إليك تناهى، أو إلى سحركِ ارتمى
سأقطعها وثباً، وأخضبها دما
ولن تسألي عنه.. ولن أتكلّما

الحديث يطول عن تجربة أبي ريشة ودراسة قصيرة لا تستطيع الإلمام بكل الجوانب. فحاولْتُ الاقترابَ وملامَسَتَها عن قربِ. فالشاعر لم يتنازَلْ عن كبرياء الشعرِ وفنَّهِ. فتسلَّحَ بالرؤى والرؤية ووفّق بالأبحرِ والروي. ويضافُ إلى هذا جملتُهُ الانسيابية المتدفقةُ والتي تمتد من مطلع القصيدة لخاتمتها..
تأتي عفويّةً واضحةً ولكن دونَ إسفاف. وقد تفاوَتَ مستوى الخطاب الموجّهِ إلى المرأة. وهذا عائدٌ للحالةِ النفسية التي يعبر عنها وحالة المرأة التي يُعبَّر عنها، فهو يعبَّرُ عن المحسوسِ والمعنوي. ويبرزُ المحسوسَ والجسدَ ولكن يبرزها موظفة بعيداً عن المجّانية.
وتبقى مجموعةٌ من الأسئلةِ عن هذه التجربة الغنية. أينَ المرأةُ التي تخصُّ أبا ريشة. وقد لازمَتْهُ كغيره من الشعراء المعروفين في أدبنا؟ فالمرأة شاملةٌ موجودة في كلّ مكان وزمانٍ. فلا تجدُ قصيدةً تخصُّ بها امرأة معيّنة وهو الذي واكبَ حركة النضالِ القومي عن قرب. فما أكثرَ الشعراءَ الذين تغنوا بزنوبيا والخنساء وخولة وجميلة لاستنهاض الهمم.. وهذا الموقف غائبُ إلاَّ من بعض القصائد منها / لوعة / والتي قدَّمها بـ / سافر الحبيبُ على الشهابي مع الفجر فقال: ص 393
خطّ أختي لم أكنْ أجهلهُ
حدَّثَتْني أمس عن أهلي وعن
إلى أن يقول


إنَّ أختي دائماً تكتبُ لي
مضضِ الشوق وبعدِ المنـزلِ


قلب أختي لم أكن أجهلُهُ
مالَها تنحرني نحراً على



إنَّ أختي دائماً تُحسِنُ لي
قولها. مات ابنها.. مات علي

وأهدى قصيدة " دروب " إلى الدكتورة " سنية حبوب " وخصَّ شخصية " جان دارك " بقصيده وذلك بعد أن رأى تمثالاً لها في معرض اللوفر فقال منها: ص 163
الفجرُ أوما، والبتو
حتّى إذا أطيافُهُ
أخَذَتْ تمطّة والفتو
والناهدانِ بصدرِها



لُ بحلمها المعسول نشوى
نَفَرَتْ من الأجفانِ عدوا
رُ يهزُّها عضواً فعضوا
يتواثبانِ هوىَ وشجوا

وفي ملحمة محمد الشعرية ذكر " حليمة " وآمنة " ويبقى السؤال أين الأم والأخت والزوجة في شعر أبي ريشة؟ ويأتي سؤال آخر لماذا تجاهلهنَّ في ديوانه؟ وفي شعره؟ وربَّما لكونه لا يميل إلى التخصيص.. ويريدُ التميُّزَ عن الآخرين وتجاوزَ النهج المألوف.. وعدم السير على نهج الأقدمين لدرجة نرى ديوانَهُ لا يكشف الكثير عن علاقاته الاجتماعية كما يجب، فهل كتم التجاربَ الخاصَّة وأخفى قصائدها؟
ويأتي سؤالٌ آخرُ لماذا غابَتِ القضايا الاجتماعية التي تخضُّ المرأة في وطننا العربي وهو الذي عاصَرَ المعارك حوْلها، وواكب ما قيلَ عنها، فلم يلامِسِ القضايا الاجتماعية بشكل مباشر..
وهل كان يعيشُ هذه التجاربَ مع المرأةِ حقيقة أم أنَّها نزوة الفنَّ والجمالِ ألهمتْهُ، فهو يميل إلى حالاتٍ تخصُّ المرأة الغربية أكثر من المرأة الشرقية... ولذلك غاب الأثرُ الدينيَّ المباشر في تعامله مع المرأة ومن هنا يتولَّدُ السؤال التالي: أين أثرُ ثقافته وتكوينه؟ ورغم هذا تبقى المرأة في شعره حالة عامة، ولكنها جميلة. نراها مُحاطةٌ بسياجٍ من الفنَّ الجميل والشعرية الراقية مما جعله يحفر اسمه في سجل الشعراء الخالدين.
Admin
Admin
المشرف العام
المشرف العام

ذكر
عدد المساهمات : 24432

https://iqraa.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى