عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 18 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 18 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
الهزيمة أمام الشهوة .متاع الغرور
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الهزيمة أمام الشهوة .متاع الغرور
الهزيمة أمام
الشهوة
من نازعته نفسه إلى لذة محرمة فشغله نظره إليها عن تأمل عواقبها وعقابها
وسمع هتاف العقل يناديه: ويحك لا تفعل فإنك تقف عن الصعود وتأخذ في
الهبوط ويقال لك ابق بما اخترت فإن شغله هواه فلم يلتفت إلى ما قيل له لم
يزل في نزول.
وكان مثله في سوء اختياره كالمثل المضروب: أن الكلب قال للأسد: يا سيد
السباع غير اسمي فإنه قبيح فقال له: أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم
قال: فجربني فأعطاه شقة لحم وقال: احفظ لي هذه إلى غد وأنا أغير
اسمك.
فجاع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر.
فلما غلبته نفسه قال: وأي شيء باسمي وما كل إلا إسم حسن.
فأكل وهكذا الخسيس الهمة القنوع بأقل المنازل المختار عاجل الهوى على آجل
الفضائل.
فالله الله في حريق الهوى إذا ثار وانظر كيف تطفئه.
فرب زلة أوقعت في بئر بوار ورب أثر لم ينقلع والفائت لا يستدرك على
الحقيقة.
فابعد عن أسباب الفتنة فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم والسلام.
فصل فضل المجاهدة فأما المخلطون فصرعى من أول وقت اللقاء.
وأما المتقون ففي جهد جهيد من المجاهدة فلا بد مع طول الوقوف في المحاربة
من جراح فهم يجرحون ويداوون إلا أنهم من القتل محفوظون بلى! إن الجراحة
في الوجه شين باق فليحذر ذلك المجاهدون.
متاع الغرور
من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.
ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه " وتخشى
الناس واللّه أحق أن تخشاه ".
تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن.
أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك.
تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم.
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك.
كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر! فإن كنت
لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الرّيح بعدك والقبر! كم رأيت صاحب منزل
ما نزل لحده حتى نزل!.
وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل!.
فيا من كل لحظة إلى هذا يسري وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري.
وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر من أيّ المحلين تنزل فصل لا تحم حول
الحمى من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة.
ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه.
ورب نظرة لم تناظر!.
وأحق الأشياء بالضبط والقهر اللسان والعين.
فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة.
فإن الهوى مكايد.
وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه!
واذكر حمزة مع وحشي.
واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين فبلاء الفتى موافقة النف -
س وبدء الهوى طموح العين فصل حالة القلب مع العبادة أعظم المعاقبة أن لا
يحس المعاقب بالعقوبة.
وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من
الذنوب.
ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.
وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها
ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة.
فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه والواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو
مراء.
فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق.
ومن خفي عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد.
إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل
أجلى وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى وهممهم عند الثريا بل أعلى.
فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك
السماء.
نسأل الله معز وجل التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم.
من صيد الخاطر لابن الجوزى رحمه الله
الشهوة
من نازعته نفسه إلى لذة محرمة فشغله نظره إليها عن تأمل عواقبها وعقابها
وسمع هتاف العقل يناديه: ويحك لا تفعل فإنك تقف عن الصعود وتأخذ في
الهبوط ويقال لك ابق بما اخترت فإن شغله هواه فلم يلتفت إلى ما قيل له لم
يزل في نزول.
وكان مثله في سوء اختياره كالمثل المضروب: أن الكلب قال للأسد: يا سيد
السباع غير اسمي فإنه قبيح فقال له: أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم
قال: فجربني فأعطاه شقة لحم وقال: احفظ لي هذه إلى غد وأنا أغير
اسمك.
فجاع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر.
فلما غلبته نفسه قال: وأي شيء باسمي وما كل إلا إسم حسن.
فأكل وهكذا الخسيس الهمة القنوع بأقل المنازل المختار عاجل الهوى على آجل
الفضائل.
فالله الله في حريق الهوى إذا ثار وانظر كيف تطفئه.
فرب زلة أوقعت في بئر بوار ورب أثر لم ينقلع والفائت لا يستدرك على
الحقيقة.
فابعد عن أسباب الفتنة فإن المقاربة محنة لا يكاد صاحبها يسلم والسلام.
فصل فضل المجاهدة فأما المخلطون فصرعى من أول وقت اللقاء.
وأما المتقون ففي جهد جهيد من المجاهدة فلا بد مع طول الوقوف في المحاربة
من جراح فهم يجرحون ويداوون إلا أنهم من القتل محفوظون بلى! إن الجراحة
في الوجه شين باق فليحذر ذلك المجاهدون.
متاع الغرور
من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر.
ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه " وتخشى
الناس واللّه أحق أن تخشاه ".
تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن.
أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك.
تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم.
لقد أراك مصرع غيرك مصرعك وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك.
كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر! فإن كنت
لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الرّيح بعدك والقبر! كم رأيت صاحب منزل
ما نزل لحده حتى نزل!.
وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل!.
فيا من كل لحظة إلى هذا يسري وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري.
وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر من أيّ المحلين تنزل فصل لا تحم حول
الحمى من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة.
ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه.
ورب نظرة لم تناظر!.
وأحق الأشياء بالضبط والقهر اللسان والعين.
فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة.
فإن الهوى مكايد.
وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه!
واذكر حمزة مع وحشي.
واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين فبلاء الفتى موافقة النف -
س وبدء الهوى طموح العين فصل حالة القلب مع العبادة أعظم المعاقبة أن لا
يحس المعاقب بالعقوبة.
وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من
الذنوب.
ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة.
وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها
ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة.
فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه والواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو
مراء.
فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق.
ومن خفي عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد.
إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل
أجلى وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى وهممهم عند الثريا بل أعلى.
فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك
السماء.
نسأل الله معز وجل التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم.
من صيد الخاطر لابن الجوزى رحمه الله
جمال- دائم الحضور
- عدد المساهمات : 1981
رد: الهزيمة أمام الشهوة .متاع الغرور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جمال- دائم الحضور
- عدد المساهمات : 1981
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى