عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 15 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 15 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
المقامة الرّمْليّة
صفحة 1 من اصل 1
المقامة الرّمْليّة
المقامة الرّمْليّة : حكى الحارثُ بنُ همّامٍ قال: كنتُ في عُنفُوانِ
الشّبابِ. ورَيْعانِ العيْشِ اللُّبابِ. أقْلي الاكتِنانَ بالغابِ. وأهْوى
الانْدِلاقَ منَ القِرابِ. لعِلْمي أنّ السّفَرَ ينفِجُ السُّفَرَ.
ويُنتِجُ الظّفَرَ. ومُعاقَرَةَ الوطَنِ. تَعْقِرُ الفِطَنَ. وتحْقِرُ
مَنْ قطَنَ. فأجَلْتُ قِداحَ الاستِشارَةِ. واقْتدَحْتُ زِنادَ
الاستِخارَةِ. ثمّ استجَشْتُ جأشاً أثْبَتَ منَ الحِجارَةِ. وأصْعَدْتُ
الى ساحِلِ الشّامِ للتّجارَةِ. فلمّا خيّمتُ بالرّملَةِ. وألقَيتُ بها
عَصا الرّحلَةِ. صادَفْتُ بها رِكاباً تُعَدّ للسُّرى. ورِحالاً تُشَدّ
الى أمّ القُرى. فعصَفَتْ بي ريحُ الغَرامِ. واهْتاجَ لي شَوْقٌ الى
البيتِ الحَرامِ. فزمَمْتُ ناقَتي. ونبذْتُ عُلَقي وعَلاقَتي.
وقلتُ للائِمي أقصِرْ فـإنّـي سأخْتارُ المَقامَ على المُقـامِ وأُنفِقُ
ما جمَعتُ بأرضِ جمْعٍ وأسْلو بالحَطيمِ عنِ الحُطـامِ ثم انتَظَمْتُ معَ
رُفقَةٍ كنجومِ اللّيلِ. لهُمْ في السيرِ جِرْيَةُ السّيلِ. والى الخيرِ
جرْيُ الخَيلِ. فلمْ نزَلْ بينَ إدْلاجٍ وتأوِيبٍ. وإيجافٍ وتقْريبٍ. الى
أنْ حبَتْنا أيْدي المَطايا بالتُّحْفَةِ. في إيصالِنا الى الجُحْفَةِ.
فحلَلْناها متأهّبينَ للإحْرامِ. مُتباشِرِينَ بإدْراكِ المَرامِ. فلمْ
يكُ إلا أنْ أنَخْنا بها الرّكائِبَ. وحطَطْنا الحقائِبَ. حتى طلعَ عليْنا
منْ بينِ الهِضابِ. شخْصٌ ضاحي الإهابِ. وهوَ يُنادي: يا أهْلَ ذا
النّادي. هلُمّ الى ما يُنْجي يوْمَ التّنادي! فانْخرَطَ إليْهِ الحَجيجُ
وانْصلَتوا. واحْتَفّوا بهِ وأنْصَتوا. فلمّا رأى تأثُّفَهُمْ حولَهُ.
واستِعْظامَهُمْ قولَهُ. تسَنّمَ إحْدى الإكامِ. ثمّ تنحْنَحَ
مُستَفْتِحاً للكلامِ. وقال: يا معْشرَ الحُجّاجِ. النّاسِلينَ منَ
الفِجاجِ. أتَعْقِلونَ ما تُواجِهونَ. والى منْ تتوجّهونَ؟ أم تدرونَ على
مَنْ تَقْدَمونَ. وعلامَ تُقدِمونَ؟ أتَخالونَ أنّ الحجّ هوَ اختِيارُ
الرّواحلِ. وقطْعُ المراحِلِ. واتّخاذُ المَحامِلِ. وإيقارُ الزّوامِلِ؟
أم تظنّونَ أنّ النُسْكَ هوَ نَضْوُ الأرْدانِ. وإنْضاءُ الأبْدانِ.
ومُفارقَةُ الوِلْدانِ. والتّنائي عنِ البُلْدانِ؟ كلاّ واللهِ بل هوَ
اجتِنابُ الخَطيّةِ. قبلَ اجْتِلابِ المطيّةِ. وإخلاصُ النّيّةِ. في قصْدِ
تلكَ البَنِيّةِ. وإمْحاضُ الطّاعةِ. عندَ وُجْدانِ الاستِطاعَةِ.
وإصْلاحُ المُعامَلاتِ. أمام إعْمالِ اليَعْمَلاتِ. فوالذي شرَعَ
المَناسِكَ للنّاسِكِ. وأرشَدَ السّالِكَ في اللّيلِ الحالِكِ. ما يُنْقي
الاغتِسالُ بالذَّنوبِ. منَ الانغِماسِ في الذُّنوبِ! ولا تعدِلُ تعرِيَةُ
الأجْسامِ. بتَعْبِيَةِ الأجْرام. ولا تُغْني لِبْسَةُ الإحْرامِ. عنِ
المتلبِّسِ بالحَرامِ. ولا ينفَعُ الاضْطِباعُ بالإزارِ. معَ الاضْطِلاعِ
بالأوْزارِ. ولا يُجْدي التّقرّبُ بالحَلْقِ. مع التّقلّبِ في ظُلْمِ
الخلْقِ. ولا يَرْحَضُ التّنسّكُ في التّقصيرِ. درَنَ التّمسّكِ
بالتّقصيرِ. ولا يَسعَدُ بعَرَفَةَ. غيرُ أهلِ المعرِفَةِ. ولا يزْكو
بالخَيْفِ. منْ يرغَبُ في الحَيْفِ. ولا يشْهَدُ المَقامَ. إلا منِ
استَقامَ. ولا يَحْظى بقَبولِ الحِجّةِ. منْ زاغَ عنِ المحَجّةِ. فرحِمَ
اللهُ امْرأً صَفا. قبلَ مسْعاهُ الى الصّفا. وورَدَ شَريعةَ الرّضى. قبلَ
شُروعِهِ على الأضا. ونزعَ عنْ تَلْبيسِهِ. قبلَ نزْعِ مَلبوسِهِ. وفاضَ
بمعْروفِهِ. قبلَ الإفاضَةِ منْ تعريفِهِ. ثمّ رفعَ عَقيرَتَهُ بصوتٍ
أسْمَعَ الصُمَّ. وكادَ يُزعزِعُ الجِبالَ الشُمَّ. وأنشدَ: ما الحَـجُّ
سـيرُكَ تـأويبـاً وإدْلاجـا ولا اعْتِيامُـكَ أجْـمـالاً وأحـداجـا
ألحَجُّ أن تقصِدَ البيتَ الحـرامَ عـلـى تجْريدِكَ الحَجّ لا تقْضي بـه
حـاجـا وتمْتَطي كاهِلَ الإنْصـافِ مـتّـخـذاً ردعَ الهَوى هادِياً
والحَقَّ مِنْـهـاجـا وأنْ تُؤاسـيَ مـا أوتـيتَ مَـقـدُرَةً مَنْ مدّ
كفّاً الى جدْواكَ مُـحْـتـاجـا فهَذهِ إنْ حوَتْـهـا حِـجّةٌ كـمُـلَـتْ
وإنْ خَلا الحجُّ منها كـان إخـداجـا حسْبُ المُرائينَ غَبْناً أنهُـمْ
غـرَسـوا وما جنَوا ولَـقـوا كـدّاً وإزْعـاجـا وأنّهُمْ حُـرِمـوا
أجْـراً ومَـحْـمَـدَةً وألحَموا عِرضَهم من عابَ أوْ هاجى أُخَيَّ فابْغِ
بمـا تُـبـدِيهِ مـنْ قُـرَبٍ وجْهَ المُهَـيمِـنِ ولاّجـاً وخـرّاجـا
فلَيسَ تخْفَى على الرّحمَـنِ خـافِـيَةٌ إنْ أخلَصَ العبدُ في الطاعاتِ
أو داجى وبادِرِ الموْتَ بالحُسْنـى تُـقـدّمُـهـا فما يُنَهْنَهُ داعي
المـوتِ إن فـاجـا واقْنَ التّواضُعَ خُـلْـقـاً لا تُـزايِلُـهُ عنكَ
اللّيالي ولوْ ألْبَسنَـكَ الـتّـاجـا ولا تَـشِـمْ كـلَّ خـالٍ لاحَ
بـارِقُـهُ ولوْ تَراءى هَتونَ السّكْبِ ثـجّـاجـا ما كُـلّ داعٍ بـأهـلٍ
أن يُصـاخَ لـهُ كم قد أصَمّ بنَعيٍ بعضُ منْ نـاجـى وما اللّبيبُ سوى
مَنْ باتَ مُقتنعاً ببُلْـغَةٍ تُـدرِجُ الأيّامَ إدْراجـا فكلُّ كُثْرٍ
الى قُلٍّ مَـغـبّـتُـهُ وكلّ نازٍ الى لينٍ وإنْ هاجـا قال الرّاوي:
فلمّا ألْقَحَ عُقْمَ ا لأفْهامِ. بسِحْرِ الكَلامِ. استَروَحْتُ ريحَ أبي
زيدٍ. ومادَ بيَ الارْتِياحُ إليْهِ أيَّ ميْدٍ. فمكثْتُ حتى استوْعَبَ
نثَّ حِكمَتِهِ. وانحدَرَ منْ أكمَتِهِ. ثمّ دلَفْتُ إليْهِ لأتصفّحَ
صفَحاتِ مُحيّاهُ. واستشِفّ جوهَرَ حِلاهُ. فإذا هوَ الضّالّةُ التي
أنشُدُها. وناظِمُ القَلائِدِ اللاتي أنشدَها. فعانَقْتُهُ عِناقَ اللامِ
للألِفِ. ونزّلتُهُ منزِلَةَ البُرْء عندَ الدّنِفِ. وسألتُهُ أن
يُلازِمَني فأبى. أو يُزامِلَني فنَبا. وقال: آلَيتُ في حِجّتي هذِهِ أن
لا أحْتَقِبَ ولا أعتَقِبَ. ولا أكتَسِبَ ولا أنتَسِبَ. ولا أرتَفِقَ. ولا
أُرافِقَ. ولا أُوافِقَ منْ يُنافِقُ. ثمّ ذهبَ يهرْوِلُ. وغادرَني
أوَلوِلُ. فلمْ أزَلْ أقْريهِ نظَري. وأوَدُّ لوْ يمشي على ناظِري. حتى
توقّلَ أحدَ الأطْوادِ. ووقفَ للَجيجِ بالمِرْصادِ. فلمّا شاهدَ إيضاعَ
الرُكْبانِ. في الكُثْبانِ. وقّعَ بالبَنانِ على البَنانِ. واندفَعَ
يُنشِدُ: ليسَ منْ زارَ راكِبـاً مثلَ ساعٍ على القـدَمْ لا ولا خـادِمٌ
أطــا عَ كعاصٍ منَ الخدَمْ كيفَ يا قوْمِ يسْتَـوي سعْيُ بانٍ ومَنْ
هـدمْ سيُقيمُ المُـفَـرِّطـو نَ غداً مأتَمَ الـنّـدَمْ ويقولُ الـذي
تـقـرّ بَ طوبَى لمنْ خـدَمْ ويْكِ يا نفْسُ قـدّمـي صالحاً عندَ ذي
القِدَمْ وازْدَري زُخْرُفَ الحيا ةِ فوُجْـدانُـهُ عـدَمْ واذْكُري
مصْرعَ الحِما مِ إذا خطْبُـهُ صـدَمْ وانْدُبي فعْلَكِ القَـبـي حَ
وسُحّي لـهُ بـدَمْ وادْبُـغـيهِ بـتـوْبَةٍ قبلَ أن يحْـلَـمَ الأدَمْ
فعسى اللـهُ أنْ يقـي كِ السّعيرَ الذي احتدَمْ يومَ لا عثْـرَةٌ تُـقـا
لُ ولا ينفعُ الـسّـدَمْ ثمّ إنّهُ أغمضَ عضْبَ لِسانِهِ. وانطلَقَ
لِشانِهِ. فما زِلْتُ في كلّ موْرِدٍ نرِدُهُ. ومعَرَّسٍ نتوسّدُهُ.
أتفقّدُهُ فأفْقِدُهُ. وأستَنْجِدُ بمَنْ يَنشُدُهُ فلا يجِدُهُ. حتى
خِلتُ أنّ الجِنّ اختَطفَتْهُ. أوِ الأرضَ اقتطَفَتْهُ. فما كابَدْتُ في
الغُربَة. كهذهِ الكُربَةِ. ولا مُنِيتُ في سَفْرَةٍ. بمِثلِها منْ
زفْرَةٍ.
الشّبابِ. ورَيْعانِ العيْشِ اللُّبابِ. أقْلي الاكتِنانَ بالغابِ. وأهْوى
الانْدِلاقَ منَ القِرابِ. لعِلْمي أنّ السّفَرَ ينفِجُ السُّفَرَ.
ويُنتِجُ الظّفَرَ. ومُعاقَرَةَ الوطَنِ. تَعْقِرُ الفِطَنَ. وتحْقِرُ
مَنْ قطَنَ. فأجَلْتُ قِداحَ الاستِشارَةِ. واقْتدَحْتُ زِنادَ
الاستِخارَةِ. ثمّ استجَشْتُ جأشاً أثْبَتَ منَ الحِجارَةِ. وأصْعَدْتُ
الى ساحِلِ الشّامِ للتّجارَةِ. فلمّا خيّمتُ بالرّملَةِ. وألقَيتُ بها
عَصا الرّحلَةِ. صادَفْتُ بها رِكاباً تُعَدّ للسُّرى. ورِحالاً تُشَدّ
الى أمّ القُرى. فعصَفَتْ بي ريحُ الغَرامِ. واهْتاجَ لي شَوْقٌ الى
البيتِ الحَرامِ. فزمَمْتُ ناقَتي. ونبذْتُ عُلَقي وعَلاقَتي.
وقلتُ للائِمي أقصِرْ فـإنّـي سأخْتارُ المَقامَ على المُقـامِ وأُنفِقُ
ما جمَعتُ بأرضِ جمْعٍ وأسْلو بالحَطيمِ عنِ الحُطـامِ ثم انتَظَمْتُ معَ
رُفقَةٍ كنجومِ اللّيلِ. لهُمْ في السيرِ جِرْيَةُ السّيلِ. والى الخيرِ
جرْيُ الخَيلِ. فلمْ نزَلْ بينَ إدْلاجٍ وتأوِيبٍ. وإيجافٍ وتقْريبٍ. الى
أنْ حبَتْنا أيْدي المَطايا بالتُّحْفَةِ. في إيصالِنا الى الجُحْفَةِ.
فحلَلْناها متأهّبينَ للإحْرامِ. مُتباشِرِينَ بإدْراكِ المَرامِ. فلمْ
يكُ إلا أنْ أنَخْنا بها الرّكائِبَ. وحطَطْنا الحقائِبَ. حتى طلعَ عليْنا
منْ بينِ الهِضابِ. شخْصٌ ضاحي الإهابِ. وهوَ يُنادي: يا أهْلَ ذا
النّادي. هلُمّ الى ما يُنْجي يوْمَ التّنادي! فانْخرَطَ إليْهِ الحَجيجُ
وانْصلَتوا. واحْتَفّوا بهِ وأنْصَتوا. فلمّا رأى تأثُّفَهُمْ حولَهُ.
واستِعْظامَهُمْ قولَهُ. تسَنّمَ إحْدى الإكامِ. ثمّ تنحْنَحَ
مُستَفْتِحاً للكلامِ. وقال: يا معْشرَ الحُجّاجِ. النّاسِلينَ منَ
الفِجاجِ. أتَعْقِلونَ ما تُواجِهونَ. والى منْ تتوجّهونَ؟ أم تدرونَ على
مَنْ تَقْدَمونَ. وعلامَ تُقدِمونَ؟ أتَخالونَ أنّ الحجّ هوَ اختِيارُ
الرّواحلِ. وقطْعُ المراحِلِ. واتّخاذُ المَحامِلِ. وإيقارُ الزّوامِلِ؟
أم تظنّونَ أنّ النُسْكَ هوَ نَضْوُ الأرْدانِ. وإنْضاءُ الأبْدانِ.
ومُفارقَةُ الوِلْدانِ. والتّنائي عنِ البُلْدانِ؟ كلاّ واللهِ بل هوَ
اجتِنابُ الخَطيّةِ. قبلَ اجْتِلابِ المطيّةِ. وإخلاصُ النّيّةِ. في قصْدِ
تلكَ البَنِيّةِ. وإمْحاضُ الطّاعةِ. عندَ وُجْدانِ الاستِطاعَةِ.
وإصْلاحُ المُعامَلاتِ. أمام إعْمالِ اليَعْمَلاتِ. فوالذي شرَعَ
المَناسِكَ للنّاسِكِ. وأرشَدَ السّالِكَ في اللّيلِ الحالِكِ. ما يُنْقي
الاغتِسالُ بالذَّنوبِ. منَ الانغِماسِ في الذُّنوبِ! ولا تعدِلُ تعرِيَةُ
الأجْسامِ. بتَعْبِيَةِ الأجْرام. ولا تُغْني لِبْسَةُ الإحْرامِ. عنِ
المتلبِّسِ بالحَرامِ. ولا ينفَعُ الاضْطِباعُ بالإزارِ. معَ الاضْطِلاعِ
بالأوْزارِ. ولا يُجْدي التّقرّبُ بالحَلْقِ. مع التّقلّبِ في ظُلْمِ
الخلْقِ. ولا يَرْحَضُ التّنسّكُ في التّقصيرِ. درَنَ التّمسّكِ
بالتّقصيرِ. ولا يَسعَدُ بعَرَفَةَ. غيرُ أهلِ المعرِفَةِ. ولا يزْكو
بالخَيْفِ. منْ يرغَبُ في الحَيْفِ. ولا يشْهَدُ المَقامَ. إلا منِ
استَقامَ. ولا يَحْظى بقَبولِ الحِجّةِ. منْ زاغَ عنِ المحَجّةِ. فرحِمَ
اللهُ امْرأً صَفا. قبلَ مسْعاهُ الى الصّفا. وورَدَ شَريعةَ الرّضى. قبلَ
شُروعِهِ على الأضا. ونزعَ عنْ تَلْبيسِهِ. قبلَ نزْعِ مَلبوسِهِ. وفاضَ
بمعْروفِهِ. قبلَ الإفاضَةِ منْ تعريفِهِ. ثمّ رفعَ عَقيرَتَهُ بصوتٍ
أسْمَعَ الصُمَّ. وكادَ يُزعزِعُ الجِبالَ الشُمَّ. وأنشدَ: ما الحَـجُّ
سـيرُكَ تـأويبـاً وإدْلاجـا ولا اعْتِيامُـكَ أجْـمـالاً وأحـداجـا
ألحَجُّ أن تقصِدَ البيتَ الحـرامَ عـلـى تجْريدِكَ الحَجّ لا تقْضي بـه
حـاجـا وتمْتَطي كاهِلَ الإنْصـافِ مـتّـخـذاً ردعَ الهَوى هادِياً
والحَقَّ مِنْـهـاجـا وأنْ تُؤاسـيَ مـا أوتـيتَ مَـقـدُرَةً مَنْ مدّ
كفّاً الى جدْواكَ مُـحْـتـاجـا فهَذهِ إنْ حوَتْـهـا حِـجّةٌ كـمُـلَـتْ
وإنْ خَلا الحجُّ منها كـان إخـداجـا حسْبُ المُرائينَ غَبْناً أنهُـمْ
غـرَسـوا وما جنَوا ولَـقـوا كـدّاً وإزْعـاجـا وأنّهُمْ حُـرِمـوا
أجْـراً ومَـحْـمَـدَةً وألحَموا عِرضَهم من عابَ أوْ هاجى أُخَيَّ فابْغِ
بمـا تُـبـدِيهِ مـنْ قُـرَبٍ وجْهَ المُهَـيمِـنِ ولاّجـاً وخـرّاجـا
فلَيسَ تخْفَى على الرّحمَـنِ خـافِـيَةٌ إنْ أخلَصَ العبدُ في الطاعاتِ
أو داجى وبادِرِ الموْتَ بالحُسْنـى تُـقـدّمُـهـا فما يُنَهْنَهُ داعي
المـوتِ إن فـاجـا واقْنَ التّواضُعَ خُـلْـقـاً لا تُـزايِلُـهُ عنكَ
اللّيالي ولوْ ألْبَسنَـكَ الـتّـاجـا ولا تَـشِـمْ كـلَّ خـالٍ لاحَ
بـارِقُـهُ ولوْ تَراءى هَتونَ السّكْبِ ثـجّـاجـا ما كُـلّ داعٍ بـأهـلٍ
أن يُصـاخَ لـهُ كم قد أصَمّ بنَعيٍ بعضُ منْ نـاجـى وما اللّبيبُ سوى
مَنْ باتَ مُقتنعاً ببُلْـغَةٍ تُـدرِجُ الأيّامَ إدْراجـا فكلُّ كُثْرٍ
الى قُلٍّ مَـغـبّـتُـهُ وكلّ نازٍ الى لينٍ وإنْ هاجـا قال الرّاوي:
فلمّا ألْقَحَ عُقْمَ ا لأفْهامِ. بسِحْرِ الكَلامِ. استَروَحْتُ ريحَ أبي
زيدٍ. ومادَ بيَ الارْتِياحُ إليْهِ أيَّ ميْدٍ. فمكثْتُ حتى استوْعَبَ
نثَّ حِكمَتِهِ. وانحدَرَ منْ أكمَتِهِ. ثمّ دلَفْتُ إليْهِ لأتصفّحَ
صفَحاتِ مُحيّاهُ. واستشِفّ جوهَرَ حِلاهُ. فإذا هوَ الضّالّةُ التي
أنشُدُها. وناظِمُ القَلائِدِ اللاتي أنشدَها. فعانَقْتُهُ عِناقَ اللامِ
للألِفِ. ونزّلتُهُ منزِلَةَ البُرْء عندَ الدّنِفِ. وسألتُهُ أن
يُلازِمَني فأبى. أو يُزامِلَني فنَبا. وقال: آلَيتُ في حِجّتي هذِهِ أن
لا أحْتَقِبَ ولا أعتَقِبَ. ولا أكتَسِبَ ولا أنتَسِبَ. ولا أرتَفِقَ. ولا
أُرافِقَ. ولا أُوافِقَ منْ يُنافِقُ. ثمّ ذهبَ يهرْوِلُ. وغادرَني
أوَلوِلُ. فلمْ أزَلْ أقْريهِ نظَري. وأوَدُّ لوْ يمشي على ناظِري. حتى
توقّلَ أحدَ الأطْوادِ. ووقفَ للَجيجِ بالمِرْصادِ. فلمّا شاهدَ إيضاعَ
الرُكْبانِ. في الكُثْبانِ. وقّعَ بالبَنانِ على البَنانِ. واندفَعَ
يُنشِدُ: ليسَ منْ زارَ راكِبـاً مثلَ ساعٍ على القـدَمْ لا ولا خـادِمٌ
أطــا عَ كعاصٍ منَ الخدَمْ كيفَ يا قوْمِ يسْتَـوي سعْيُ بانٍ ومَنْ
هـدمْ سيُقيمُ المُـفَـرِّطـو نَ غداً مأتَمَ الـنّـدَمْ ويقولُ الـذي
تـقـرّ بَ طوبَى لمنْ خـدَمْ ويْكِ يا نفْسُ قـدّمـي صالحاً عندَ ذي
القِدَمْ وازْدَري زُخْرُفَ الحيا ةِ فوُجْـدانُـهُ عـدَمْ واذْكُري
مصْرعَ الحِما مِ إذا خطْبُـهُ صـدَمْ وانْدُبي فعْلَكِ القَـبـي حَ
وسُحّي لـهُ بـدَمْ وادْبُـغـيهِ بـتـوْبَةٍ قبلَ أن يحْـلَـمَ الأدَمْ
فعسى اللـهُ أنْ يقـي كِ السّعيرَ الذي احتدَمْ يومَ لا عثْـرَةٌ تُـقـا
لُ ولا ينفعُ الـسّـدَمْ ثمّ إنّهُ أغمضَ عضْبَ لِسانِهِ. وانطلَقَ
لِشانِهِ. فما زِلْتُ في كلّ موْرِدٍ نرِدُهُ. ومعَرَّسٍ نتوسّدُهُ.
أتفقّدُهُ فأفْقِدُهُ. وأستَنْجِدُ بمَنْ يَنشُدُهُ فلا يجِدُهُ. حتى
خِلتُ أنّ الجِنّ اختَطفَتْهُ. أوِ الأرضَ اقتطَفَتْهُ. فما كابَدْتُ في
الغُربَة. كهذهِ الكُربَةِ. ولا مُنِيتُ في سَفْرَةٍ. بمِثلِها منْ
زفْرَةٍ.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى