عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 12 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 12 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
التابو taboo
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التابو taboo
التابو taboo
المفهوم والتاريخ والمجالات
إن للكلمة في اللغة العربية دوراً نافذاً في نفوسنا؛ ولهذا فإننا نتخير أحسن الألفاظ التي تختزل في ذاكرتنا, بحيث تكون أكثر مناسبة بالمقارنة مع غيرها من الألفاظ لتكون هذه الألفاظ موافقة للحال الذي نتحدث فيها.
وفي أثناء حديثنا أو كتابتنا نحاول تجنب بعض الألفاظ؛ دفعا للأذى أو ترفعا عما يرتبط بتلك الألفاظ من معانٍ غير مقبولة اجتماعيا أو أنها تخدش الحياء العام أو تجرح الشعور.
وهذا الترفع عن بعض المصطلحات والإتيان بمصطلحات أقل حدة أو أكثر قبولا لدى الناس هو ما يصطلح عليه في اللغة العربية : المحظور اللغوي أو الكلام الحرام وفي الإنجليزية تابو taboo .
واللغة العربية من أغزر لغات العالم في الألفاظ حيث يكون للمصطلح الواحد أكثر من لفظ للدلالة عليه وخاصة الألفاظ التي تلك التي تخدش الحياء أو تجرح الشعور.
وهذا الموضوع شغل علماء العربية القدامى والمحدثين, فالجاحظ يشير إلى هذا الموضوع بمصطلح الكناية , و يفسر بعض آيات القران الكريم المتعلقة بهذا الموضوع حيث يقول تعالى ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ )
ويقول تعالى ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا )
وهذه كناية عن العورة ولمّا كثرت هذه المصطلحات وشاعت أصبحت تحل محل المصطلح الأصلي كان لابد من إيجاد مصطلح جديد يكنى به عن هذا الموضوع وقد قال بعض المفسرين عن قوله تعالى (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا) إنها كناية عن العورة والفروج .
أما المبرد فيتناول هذا الموضوع تحت اسم الكناية وقد قسمها إلى ثلاثة أواع التعمية والتغطية والرغبة عن اللفظ الخسيس المفحش إلى ما يدل على معناه من غيره يقول تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)
كناية عن الجماع وقوله تعالى (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ) فالغائط هو الوادي أو المطمئن من الأرض فقد استخدم للدلالة على قضاء الحاجة وفي السياق القرآني وحتى يثبت بشرية المسيح وأمه مريم فقد قال (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) وهو كناية عن الحدث الملازم للطعام والشراب.
ومن المحدثين كمال بشر فقد استعمل مصطلح حسن التعبير ويعني به إبدال كلمة بأخرى مع كل شيء مقدس وخطير أو مخيف.
واستعمل أحمد مختار عمر تلطيف التعبير وهو الإبدال بالكلمة الحادة كلمة أقل حدة أو أكثر قبولا .
والعامة في مصر تقول لذي الكلام النابي : حسّن ملافظك
ويمكننا تصنيف الكلمات المحظورة أو الممنوع تداولها في المجتمع إلى أنواع فمنها ما يتعلق بألفاظ الموت والمرض ومنا ما يتعلق ببعض عمليات جسم الإنسان كالكلمات التي تطلق على ما يطرح الجسم من فضلات وكلمات مرتبطة بالجنس والتناسل وتتفاوت المجتمعات في الانتباه إلى هذه القضايا تفاوتهم بالمستويات الثقافية والتعليمية.
ففي بعض المجتمعات المصرية لا يجوز ذكر الشيطان والجن لأنها ربما أتت عند سماع اسمها فيطلقون الأسياد على الجن والعفاريت على الشياطين
وبعض العراقيين يطلقون على الجن (بسم الله الرحمن الرحيم) تهيبا من ذكر اسمه ويطلقون على الموت : فلان قضى نحبه أو انتقل إلى جوار ربه, تحاشيا لكلمة مات فلان
وبعض المجتمعات العربية يطلقون على الأمراض الخطرة مثل السرطان تسمية (ذلك المرض)
ومن هذا أيضا تسمية المصريين الحصبة بالمبروكة وتسمية الحمى بالعافية .
حمانا الله من كل سوء ووفقنا لكل خير.
بقلم الدكتور
عبدالله ذنيبات
الأردن
المفهوم والتاريخ والمجالات
إن للكلمة في اللغة العربية دوراً نافذاً في نفوسنا؛ ولهذا فإننا نتخير أحسن الألفاظ التي تختزل في ذاكرتنا, بحيث تكون أكثر مناسبة بالمقارنة مع غيرها من الألفاظ لتكون هذه الألفاظ موافقة للحال الذي نتحدث فيها.
وفي أثناء حديثنا أو كتابتنا نحاول تجنب بعض الألفاظ؛ دفعا للأذى أو ترفعا عما يرتبط بتلك الألفاظ من معانٍ غير مقبولة اجتماعيا أو أنها تخدش الحياء العام أو تجرح الشعور.
وهذا الترفع عن بعض المصطلحات والإتيان بمصطلحات أقل حدة أو أكثر قبولا لدى الناس هو ما يصطلح عليه في اللغة العربية : المحظور اللغوي أو الكلام الحرام وفي الإنجليزية تابو taboo .
واللغة العربية من أغزر لغات العالم في الألفاظ حيث يكون للمصطلح الواحد أكثر من لفظ للدلالة عليه وخاصة الألفاظ التي تلك التي تخدش الحياء أو تجرح الشعور.
وهذا الموضوع شغل علماء العربية القدامى والمحدثين, فالجاحظ يشير إلى هذا الموضوع بمصطلح الكناية , و يفسر بعض آيات القران الكريم المتعلقة بهذا الموضوع حيث يقول تعالى ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ )
ويقول تعالى ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا )
وهذه كناية عن العورة ولمّا كثرت هذه المصطلحات وشاعت أصبحت تحل محل المصطلح الأصلي كان لابد من إيجاد مصطلح جديد يكنى به عن هذا الموضوع وقد قال بعض المفسرين عن قوله تعالى (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا) إنها كناية عن العورة والفروج .
أما المبرد فيتناول هذا الموضوع تحت اسم الكناية وقد قسمها إلى ثلاثة أواع التعمية والتغطية والرغبة عن اللفظ الخسيس المفحش إلى ما يدل على معناه من غيره يقول تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)
كناية عن الجماع وقوله تعالى (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ) فالغائط هو الوادي أو المطمئن من الأرض فقد استخدم للدلالة على قضاء الحاجة وفي السياق القرآني وحتى يثبت بشرية المسيح وأمه مريم فقد قال (وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَامَ) وهو كناية عن الحدث الملازم للطعام والشراب.
ومن المحدثين كمال بشر فقد استعمل مصطلح حسن التعبير ويعني به إبدال كلمة بأخرى مع كل شيء مقدس وخطير أو مخيف.
واستعمل أحمد مختار عمر تلطيف التعبير وهو الإبدال بالكلمة الحادة كلمة أقل حدة أو أكثر قبولا .
والعامة في مصر تقول لذي الكلام النابي : حسّن ملافظك
ويمكننا تصنيف الكلمات المحظورة أو الممنوع تداولها في المجتمع إلى أنواع فمنها ما يتعلق بألفاظ الموت والمرض ومنا ما يتعلق ببعض عمليات جسم الإنسان كالكلمات التي تطلق على ما يطرح الجسم من فضلات وكلمات مرتبطة بالجنس والتناسل وتتفاوت المجتمعات في الانتباه إلى هذه القضايا تفاوتهم بالمستويات الثقافية والتعليمية.
ففي بعض المجتمعات المصرية لا يجوز ذكر الشيطان والجن لأنها ربما أتت عند سماع اسمها فيطلقون الأسياد على الجن والعفاريت على الشياطين
وبعض العراقيين يطلقون على الجن (بسم الله الرحمن الرحيم) تهيبا من ذكر اسمه ويطلقون على الموت : فلان قضى نحبه أو انتقل إلى جوار ربه, تحاشيا لكلمة مات فلان
وبعض المجتمعات العربية يطلقون على الأمراض الخطرة مثل السرطان تسمية (ذلك المرض)
ومن هذا أيضا تسمية المصريين الحصبة بالمبروكة وتسمية الحمى بالعافية .
حمانا الله من كل سوء ووفقنا لكل خير.
بقلم الدكتور
عبدالله ذنيبات
الأردن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى