الــــتــــــربــيـــة و الــتعــليـم
السلام عليكم

أسعدنا تواجدكم بيننا على أمل أن تستمتعوا وتستفيدوا
وننتظر مشاركاتكم وتفاعلكم فمرحباً بكم بين إخوانكم
ونسأل الله لكم التوفيق والنجاح والتميز،






انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الــــتــــــربــيـــة و الــتعــليـم
السلام عليكم

أسعدنا تواجدكم بيننا على أمل أن تستمتعوا وتستفيدوا
وننتظر مشاركاتكم وتفاعلكم فمرحباً بكم بين إخوانكم
ونسأل الله لكم التوفيق والنجاح والتميز،




الــــتــــــربــيـــة و الــتعــليـم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شرح معلقة عنترة 1-6110
عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin - 24432
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 
الوهراني - 5335
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 
sage - 4949
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 
mazouni - 4183
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 
رياض - 2903
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 
bouhadi - 2451
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 
fatima - 2183
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 
zahera - 2049
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 
جمال - 1981
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 
naima - 1924
شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10شرح معلقة عنترة Ligne_10 

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 35 بتاريخ الأربعاء فبراير 22, 2023 7:53 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع

شرح معلقة عنترة

اذهب الى الأسفل

شرح معلقة عنترة Empty شرح معلقة عنترة

مُساهمة من طرف sage السبت فبراير 25, 2012 10:47 pm

هو عنترة بن شداد العبسي أحد شعراء العرب وفرسانهم وأبطالهم ومن أصحاب المعلقات، أمه أمة حبشية يقال لها زبيبة، وكان لعنترة أخوة من أمه عبيد وكان هو عبدا أيضا لأن العرب كانت لا تعترف ببني الإماء إلا إذا امتازوا على أكفائهم ببطولة أو شاعرية أو سوى ذلك.
وسرعان ما اعترف به أبوه لبسالته وشجاعته وكان السبب في ذلك أن بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فلحقوهم وقاتلوهم وفيهم عنترة فقال له أبوه كر يا عنترة فقال له العبد لا يحسن الكر وإنما يحسن الحلاب والصر. فقال كر وأنت حر فكر وقاتل يومئذ فأبلى واستنفذ ما في أيدي القوم من الغنيمة فادعاه أبوه بعد ذلك.
عنترة أحد أغرب العرب وهم ثلاثة عنترة وأمه سوداء واسمها زبيبة، وخفاف بن ندبة وأبوه عمير من بني سليم وأمه سوداء وإليها نسب والسليك بن السلكة من بني سعد وأمه اسمها السلكة وإليها نسب وهو أحد الصعاليك العرب الشجعان.
كان عمرو بن معد يكرب الزبيدي يقول كنت أجوب الجزيرة العربية لا أخاف إلا من أبيضين وأسودين أما الأبيضان فربيعة بن زيد المكدم وعامر بن الطفيل وأما أسوداها فعنترة والسليك بن السلكة.
كان عنترة شجاعا لا كالشجعان وكان أجود العرب بما ملكت يداه ولم يكن ذلك الشاعر الذي يعتد به فكانت مقطوعاته قصيرة.
وسابه رجل فعيره بسواده وسواد أمه وأنه لا يقول الشعر فقال عنترة والله إن الناس ليترافدون الطعمة فما حضرت أنت ولا أبوك ولا جدك مرفد الناس وإن الناس ليدعون في الغارات فيعرفون بتسويمهم فما رأيتك في خيل مغيرة في أوائل الناس قط.
وإن اللبس ليكون بيننا فما حضرت أنت ولا أبوك ولا جدك خطة فصل وإني لأحضر اللبس وأوفي المغنم وأعف عند المسألة وأجود بما ملكت يدي وأفضل الخطة الصماء وأما الشعر فستعلم فكان أول ما قاله معلقته المشهورة هل غادر الشعراء من متردم.
ولكني لا أرى هذا فالشعر لا يكون هكذا ينتقل الإنسان من البيت والبيتين إلى المعلقة دفعة واحدة وإنما له مقطوعات كثيرة وقصائد إذا ما عرفنا أن القصيدة تزيد على عشرة الأبيات ولهذا فهو شاعر قبل المعلقة وقد تكون المعلقة قمة نتاجه من ناحية الطول إلا أن نفسه في قصائد كثيرة يظهر لمن يقرأ شعر عنترة.
ابتلى عنترة بعشق عبلة وأهاج ذلك شاعريته ورفض عمه أن يزوجه عبلة وهو عبد فكان حافزا ليدفعه إلى الأمام للمعالي وللفروسية.
حضر عنترة حرب داحس والغبراء وأبلى بلاء حسنا وصارت العرب تعده من فحولها بل إن السيرة اعتبرته أسطورة من أساطير العرب وسيرته من ست مجلدات ضخمة حوت التاريخ العربي الجاهلي فالغساسنة والمناذرة وملوك حمير وصراع العرب في ذي قار مع الفرس.
وهذه السيرة فيها الكثير من القيم الخلقية والمثل العليا الكثير. وقد كتبها الشيخ يوسف بن إسماعيل وكان متصلا بالعزيز الفاطمي بالقاهرة دونها في اثنين وسبعين كتابا جعل كل اثني عشر كتاب في مجلد.
عده صاحب الجمهرة ثاني أصحاب المجمهرات ويقول ابن قتيبة إن قصيدته هل غادر الشعراء تسميها العرب المذهبة.
أما أبو عبيدة فعده في الطبقة الثالثة من الشعراء.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه ما وصف لي أعرابي فأحببت أن أراه إلا عنترة.
معلقة عنترة
وقال: عنترة بن معاوية بن شداد بن قراد، وكذا يعقوب بن السكيت. وقال أبو جعفر أحمد بن عبيد: عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد أحد بني مخزوم بن ربيعة بن مالك بن قطيعة بن عبس العبسي.
وقيل: ابن عود بن غالب، وكانت أمه حبشية، ويكنى أبا المغلس وقال غيره هو عنترة بن شداد بن معاوية بن رباح. وقيل بن عوف بن مخزوم بن ربيعة بن مالك ابن قطيعة بن عبس.
هل غادر الشعراء من متـردم أم هل عرفت الدار بعد توهم
متردم: من قولك ردمت الشيء إذا أصلحته، ومعناه: هل أبقى لأحد معنى إلا وقد سبقوا إليه. وهل تهيأ لأحد أن يأتي بمعنى السبق إليه، ويروى من مترنم والترنم صوت ترجعه بينك وبين نفسك، وقوله أم هل إنما دخلت أم على هل: وهما حرفا استفهام، لأن هل ضعفت في حروف الاستفهام فأدخلت عليها أم كما أن لكن ضعفت في حروف العطف.
لا تكون مثقلة ومخففة وعاطفة، فلما لم تقف حروف العطف، أدخلت عليها الواو، ونظيره ما حكي عن الكسائي: أنه يجيز جاء في القوم إلا حاشا لأن حاشا ضعفت عنده إذا كانت تقع في غير الاستثناء ويروى: أم هل عرفت الربع، والربع المنزل في الربيع، ثم كثر استعمالهم حتى قالوا: لكل منزل ربع وإن لم يكن في الربيع وكذلك الدار من التدوير، ثم كثر استعمالهم حتى قيل لكل دار، إن لم يكن مدورا والتوهم: قل هو الابتكار ويحتمل أن يكون الظن.
أعياك رسم الدار لـم يتـكـلـم حتى تكلم كالأصـم الأعـجـم
إلا رواكد بينـهـن خـصـائص وبقية من نؤيها المـجـرنـثـم
ولقد حبست بها طويلا نـاقـتـي ترغو إلى سفع رواكد جـثـم]
يا دار عبلة بالجواء تـكـلـمـي وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
الجواء: بلد يسميه أهل نجد جواء عدنة، والجواء أيضا جو، وهو البطن من الأرض، الواسع في انخفاض، معنى تكلمي: أخبري عن أهلك، وسكانك وعمي قال الفراء: عمي وانعمي واحد، يذهب إلى أن النون حذفت كما حذفت فاء الفعل من قولك خذ وكل ويروى أن أبا ذر لما أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له: أنعم صباحا، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله قد أبدلني منها ما هو خير منها. فقال له أبو ذر: ما هي. قال السلام. ومعنى اسلمي: سلمك الله من الآفات.
دار لآنسة غضيض طرفها طوع العناق لذيذة المتبسم]
فوقفت فيها ناقتي وكأنهـا فدن لأقضي حاجة المتلوم
الفدن: القصر، والمتلوم: المنتظر، وعنى بالمتلوم نفسه، لأقضي منصوب بإضمار أن ولام كي بدل عنها واللام متعلقة بوقفت فيها.
وتحل عبلة بالجواء وأهلنا بالحزن فالصمان فالمتثلم
فالصمان، والصوان؛ ويقال: جبل الصوان، والصمان في الأصل لحجارة. والصوان: يستعمل لحجارة النار خاصة، وكانت العرب تذبح بها.
وقال أبو جعفر: الجواء بنجد، والحزن لبني يربوع، والصمان لبني تميم، والمتثلم مكان.
وتطل عبلة في الخزوز تجرها وأظل في حلق الحديد المبهم
حييت من طلل تقادم عـهـده أقوى، وأقفر بعد أم الهيثـم
أقوى: خلا، والمقوون الذين فني زادهم، كأنهم خلوا من الزاد، وقيل المسافرون كأنهم نزلوا الأرض القواء، وأقفر معناه كأقوى، إلا أن العرب قد تكرر إذا اختلف اللفظان، وإن كان المعنى واحدا كقول الحطيئة:
ألا حبذا هند وأرض بها هـنـد وهند أتى من دونها النأي والبعد
والنأي والبعد واحد.
وكقول الآخر:
فقد تركتـك ذا مال وذا نشب
وهما بمعنى واحد، وزعم أبو العباس أنه لا يجوز أن يتكرر شيء إلا وفيه فائدة قال والنأي لما قل، والبعد لا يقع إلا لما كثر، والنشب ما ثبت من المال كالدار وما أشبهها يذهب إلى أنه نشب ينشب، وكذلك قال في قوله تعالى (شرعة ومنهاجا) الشرعة: ما ابتدى من الطريق، والمنهاج الطريق المستقيم. وقال غيره: الشرعة والمنهاج واحد: وهما الطريق، ويعني بالطريق هنا الدين.
حلت بأرض الزائرين، فأصبحت عسرا علي طلابك ابنة محرم
وروى أبو عبيدة:
شطت مزار العاشقين فأصبحت عسرا علي طلابك ابنة مخرم
والزائرون: الأعداء كأنهم يزأرون كما يزأر الأسد، وعسرا منصوبة على أنه خبر أصبحت، وطلابها مرفوع به، واسم أصبحت مضمر فيه، ويجوز أن يكون عسر رفع على أنه خبر الابتداء، ويضمر في أصبح، ويكون المعنى، فأصبحت طلابها عسر علي ونصب ابنة مخرم على أنه نداء مضاف، ويجوز الرفع في ابنة على أنه في مذهب البصريين فأصبحت ابنة مخرم طلابها عسر علي كما تقول: هند أبوها منطلق. ومعناه: شطت عبلة مزار العاشقين أي بعدت مزارهم وفيه رجوع الغيبة إلى الخطاب ومثله قوله تعالى (وسقاهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء) ومن الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى (حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح).
ومخرم اسم رجل، وقيل اسمه مخرمة ثم رخم في النداء.
علقتها عرضا وأقتل قومـهـا زعما لعمرو أبيك ليس بمزعم
علقتها: أي أحببتها يقال علق، وعلاقة من فلانة، وقوله عرضا أي كانت عرضا من الأعراض، اعترضني من غير أن أطلبه، ونصبه على البيان، وفي قوله زعما قولان أحدهما في أحبها، وأقتل قومها فكأن حبها زعم مني، والقول الآخر أن أبا عمرو الشيباني قال يقال زعم يزعم زعما إذا طمع، فيكون على هذا الزعم اسما يعني الزعم.
وقال ابن الأنباري علقتها، وأنا أقتل قومها فكيف أحبها، وأنا أقتلهم؟! أي كيف أقتلهم وأنا أحبها؟ ثم رجع مخاطبا نفسه فقال: زعما لعمر أبيك ليس بمزعم أي هذا فعل ليس بفعل مثلي والزعم الكلام، ويقال أمر فيه مزاعم أي فيه منازعة، قال وقوله عرضا منصوب على المصدر والزعم كذلك.
ولقد نزلت فلا تظني غـيره مني بمنزلة المحب المكرم
الباء في قوله بمنزلة متعلقة بمصدر محذوف لأنه لما قال نزلت دل على المنزول وقال أبو العباس في قوله تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) إن الباء متعلقة بمصدر لأنه لما قال بمعنى على النصب على الإرادة، وقوله بمنزلة في موضع نصب، والمعنى لقد نزلت مني منزلة المحب، فلا تظني ما أنا عليه من محبتك والمحب جاء على أحب، وأحببت، والكثير في كلام العرب محبوب.
إني عداني أن أزورك فاعـلـمـي ما قد علمت وبعض ما لم تعلمـي
حالت رماح ابني بغـيض دونـكـم وزوت جواني الحرب من لم يجزم
[يا عبل لو أبصرتنـي لـرأيتـنـي في الحرب أقدم كالهزبر الضيغم]
كيف المزار وقد تربـع أهـلـهـا بعنيزتين وأهلـنـا بـالـغـيلـم
عنيزتين والغيلم موضعان يقول كيف أزورها، وقد بعدت عني، وتعذرت زيارتها، والمزار مرفوع بالابتداء على مذهب سيبويه، وبالاستقرار على مذهب غيره.
إن كنت أزمعت الفراق فإنما زمت ركابكم بليل مظلـم
يقال أزمعت، وأجمعت، فأنا مزمع، الإزماع توطين النفس على الشيء، والأزمة في الركاب، ولا يستعمل إلا في الإبل خاصة، والركب الجماعة الذين يركبون الإبل دائما، وإنما قصد الليل لأنه وقت تصفو فيه الأذهان، ولا يشتغل القلب بمعاش لا غيره.
ما راعني إلا حمولة أهـلـهـا وسط الديار تسف حب الخمخم
وسط: ظرف، وإذا لم يكن ظرفا، حركت السين، فقلت وسط الديار، وأسف تسف تأكل يقال سففت الدواء، وغيره أسفه سفا.
قال أبو عمرو الشيباني: الخمخم: بقلة لها حب أسود، إذا أكلته الغنم، قلت ألبانها وتغيرت، وإنما يصف أنها تأكل هذا لا تجد غيره.
وروى ابن الأعرابي الحمحم بالحاء المهملة غير المعجمة. ومعنى البيت أنه إذا أكلت حب الحمحم لجفاف العشب، والوقت خريف، وذلك أنهم كانوا مجتمعين في الربيع، فلما يبس البقل ارتحلوا:
وتفرقوا منها اثنتان وأربعون حلوبة سودا كخافية الغراب الأسـحـم
وروى خلية، والخلية أن تعطف على الحوار ثلاث نوق، ثم يتخلى الراعي بواحدة منهن فتلك الخلية، والحلوبة المحلوبة، تستعمل في الواحد، والجمع على لفظه واحد، والخوافي جمع خافية أواخر ريش الجناح مما يلي الظهر، والأسحم الأسود واثنتان مرفوع بالابتداء أو بالاستقرار، وأربعون معطوف عليه، وسودا: نعت لحلوبة لأنها في موضع الجماعة، ويروى سود بالرفع على أن يكون نعتا لقوله اثنتان وأربعون.
وإن قيل كيف جاز أن في أحدهما معطوفة على صاحبه قلت لأنهما اجتمعا فصارا بمنزلة جاءني زيد وعمرو الظريفان، والكاف في كخافية في موضع نصب والمعنى سودا مثل خافية الغراب الأسحم.
[فصغارها مثل الدبى وكبـارهـا مثل الضفادع في غدير مفعـم
ولقد نظرت غداة فارق أهلـهـا نظر المحب بطرف عيني مغرم
وأحب لو أسقيك غير تـمـلـق والله من سقم أصابك من دمي]
إذ تستبيك بذي غـروب واضـح عذب مقبله لذيذ الـمـطـعـم
تستبيك تذهب بعقلك، وسباه الله أي غربه الله، وغرب كل شيء حده، وأراد بثغر ذي غروب، وغروب الأسنان حدها، والواضح:الأبيض ويريد بالعذب أن رائحته طيبة، فقد عذب لذلك، ويريد بالمطعم: المقبل، وإذ في موضع نصب، والمعنى علقتها إذ تستبيك أو اذكر وقوله عذب نعت، ومقبله مرفوع به، ومعنى عذب: لذيذ كأن معناه مقبله عذب لذيذ المطعم.
[وكأنما نظرت بعينـي شـادن رشأ من الغزلان، ليس بتوأم]
وكأن فأرة تاجـر بـقـسـيمة سبقت عوارضها إليك من الفم
أي وكأن فأرة مسك، والتاجر هنا العطار، والعوارض منابت الأضراس واحدها عارض، وهذا الجمع الذي على فواعل لا يكاد يجئ إلا جمع فاعلة نحو ضاربة، وضوارب، إلا أنهم ربما جمعوا فاعلا على فواعل لأن الهاء زائدة كهالك وهوالك فعلى هذا جمع عارضا على عوارض.
أي سبقت الفأرة عوارضها، وإنما يصف طيب رائحة فمها، وخبر كأن قوله سبقت، وقوله بقسيمة هو تبيين وليس بخبر كأن، وهي الجونة، وقيل سوق المسك، وقيل هي العير التي تحمل المسك.
أو روضة أنفا تضمن نبتهـا غيث قليل الدمن ليس بمعلم
أي كأن ريحها ريح مسك، أو كريح روضة، وهي المكان المطمئن يجتمع إليه الماء، فيكثر نبته، ولا يقال في الشجر روضة، إنما الروضة في النبت، والحديقة في الشجر، ويقال أروض المكان: إذا صارت فيه روضة، والأنف التام من كل شيء، وقيل الأنف أول كل شيء ومنه استأنفت الأمر وأمر انف، واستأنف العمل والاستئناف، والائتناف بمعنى واحد.
والمعلم والمعلم، والعلامة واحد، والمعنى أن هذه الروضة ليس في وضع معروف فيقصدها الناس للرعي فيؤثروا فيها، ويوسخوها، وهي أحسن لها. المرفوع لأن الكلام قد طال، ألا ترى أنك إذا قلت ضربت زيدا وعمرو فقطعت عمرا على التاء كان حسنا لطول الكلام.
[أو عاتقا من أذرعات معتقـا مما تعتقه ملوك الأعجـم]
[نظرت إليه بمقلة مكحـولة نظر المليل بطرفه المتقسم
وبحاجب كالنون زين وجههـا وبناهد حسن وكشح أهضـم
ولقد مررت بدار عبلة بعدما لعب الربيع بربعها المتوسم]
جادت عليه كل بكـر حـرة فتركن كل قرارة كالدرهم
ويروى كل بكر ثرة، أي جادت بمطر جود، والبكر السحابة في أول الربيع التي لم تمطر، والحرة البيضاء، وقيل الخالصة، والثرة الكثيرة، والثرثار بمعناه، وإن لم يكن من لفظه، والقرارة الموضع المطمئن من الأرض، يجتمع فيه السيل. وكأن القرارة مستقر السيل، والهاء في عليه ضمير الموضع، وشبه بياضه ببياض الدرهم، لأن الماء لما اجتمع استدار أعلاه فصار كدور الدرهم.
حا وتسكابا، فكـل عـشـية يجري عليها الماء لم يتصرم
تسكاب تفعال من السكب، وهو بمعناه، وسحا منصوب على المصدر لأن قوله: جادت عليه يدل على السح، فصار بمنزلة قول العرب هو يدعه دعا.
وتسكابا مثله في إعرابهن كل عشية منصوب على الظرف والعامل فيه يجري لم يتصرم لم يتقطع،وخص مطر العشي لأنه أراد الصيف، وأكثر ما يكون بالليل مطره.
وخلا الذباب بها فليس ببارح غردا كفعل الشارب المترنم
الغرد: من قولهم غرد الشيء يغرد تغريدا إذا طرب، وأخرج غردا على قوله غرد يغرد غردا فهو غرد، وهو نصب على الحال والمعنى وخلا الذباب بها غردا كفعل الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف، والمعنى يفعل فعلا، مثل فعل الشارب، والذباب واحد، مؤدى على جماعة بدليل قوله تعلى (وإن يسلبهم الذباب شيئا) والجمع أذبة في أقل العدد، وذبان في الكثرة، ببارح أي بزائل، ويقال ما برحت قائما أي ما زلت.
هزجا يحك ذراعـه بـذراعـه فعل المكب على الزناد الأجزم
الهزج: السريع الصوت، المتدارك بصوته، والهزج خفة، وتدراكا يقال فرس هزج: إذا كان خفيف الرفع والوضع سريع المناقلة، ويروى هزجا بفتح الزاي، وهزجا بكسرها فمن كسرها فهو منصوب على الحال، وإذا فتحها، فهو مصدر والكسر أجود، ولأن بعده يحك، ولم يقل حكا، ويحك أيضا في موضع نصب على الحال ومعنى يحك ذراعه بذراعه: أي يمر بإحداهما على الأخرى وكذلك الذباب ويروى يسن بذراعه، وأصل السن التحديد.
يريد قدح المكب الأجذم على الزناد، فهو يقدح بذراعه، فشبه الذباب به إذا سن ذراعه بالأخرى، وقال بعضهم: الزناد هو الأجذم، وهو قصير، فهو أشد لإكبابه عليه، فشبه الذباب إذا سن ذراعه بالأخرى برجل أجذم قاعد يقدح نارا بذراعه. والأجذم المقطوع اليد.
وقال ابن الأنباري هزجا منصوب بالرد على الغرد، والقدح منصوب على المصدر وعلى الزناد صلة للمكب أي قدح الذي أكب على الزناد.
تمسي وتصبح فوق ظهر حشية وأبيت فوق سراه أدهم ملجم
ويروى فوق ظهر فراشها، ويروى فوق سراة أجرد صلدم، وهو الشديد يعني فرسه. أي تمشي عبلة هكذا، أي هي منعمة موطأ لها الفرش، وأبيت أنا على ظهر فرس، وسراة كل شيء أعلاه وسراة النهار أوله.
وحشيتي سرج على عبل الشوى نهد مراكله نبيل المحـتـرم
حشية: فراش والحشية من الثياب ما حشي والجمع الحشايا والنهد المشرف الصدر.
قوله لعنت: يدعو عليها بانقطاع اللبن من ضرعها، وأنها لا تحمل ولا تلد، والشراب هنا اللبن.
خطارة غب السـرى زيافة تطس الإكام بذات خف ميثم
يقال ناقة تخطر في سيرها بذنبها، تطس بكسر الطاء، والوطس الضرب الشديد بالخف، يقال وطس يطس، إذا كسر وكذلك وثم يثم، وميثم على التكثير وكذلك وفض يفض، ولثم يلثم وهرس يهرس إذا كسر وكذلك لكم يلكم. وقوله: خطارة أي بقوائم ذات خف.
وكأنما أقص الإكام عشـية بقريب بين المنسمين مصلم
يعني بذلك الظليم، وهو ذكر النعامة، والمصلوم المقطوع الأذنين.
تأوي له قلص النعام كما أوت حزق يمانية لأعجم طمطم
ويروى إلى قلص، والحزق بفتح الزاي، وكسرها وجمعه حزائق وهي الجماعات من الإبل يعني به هنا اجتماع النعام حول هذا الظليم، يسمعن كلامه ولا يفهمن ما يقوله، ويقال طمطم وطمطماني وبه طمطمة، إذا كان كلامه يشبه كلام العجم، ويقال ألكن: وبه لكنة إذا كان يعترض في كلامه اللغة الأعجمية، ورجل تمتام وبه تمتمة، إذا كان يكرر الياء، ورجل فأفاه وبه فأفأة إذا كان يكرر الفاء، ويقال به عقلة، إذا كان به التواء عند إرادة الكلام، وبه حسبة إذا تعذر عليه الكلام عند إرادته، ويقال: إنها تعرض من كثرة السكوت، واللغف إدخال بعض الحروف في بعض، والرئة والرتت كالريح تعرض في أول الكلام فإذا مر في الكلام انقطع ذلك، ويقال أنها تكون غريزة، والغمغمة ألا تعرف تقطيع الحروف وهي تستعمل في كل كلام لا يفهم، والتغمغم مثله واللثغة أن يدخل بعض الحروف في بعض، والغنة أن يخرج الصوت من الخياشيم، ويقال إنها تستحسن في الحديث للسن، فإن اشتدت قيل لها الخنة والخنن والترخيم حذف في الكلام.
يتبعن قلة رأسـه وكـأنـه حرج على نعش لهن مخيم
أي يتبعن القلص، وهن أولاد الظليم قلة رأسه، أي يطرن على رأسه والحرج: مركب من مراكب النساء، وهي أيضا عيدان الهودج، ويروى حرج بسكون الراء وفتحها وهي الجبال، والنعش يريد به الهودج.
صعل يعوذ بذي العشيرة بيضـه كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم
الصعل: ذكر النعام الصغير الرأس، والأصلم المقطوع الأذنين شبه به الناقة لسرعة عدوها ونشاطها وذو العشيرة موضع.
شربت يماء الدحرضين فأصبحت زوراء تنفر عن حياض الديلم
شربت من ماء الدحرضين، وهما ماءان، ويقال للواحد دحرض، والآخر وسيع فلما جمعهما غلب أحد الاسمين على الآخر، وهما يعرفان لبني سعد، والديلم: الأمة التي يقال لها الديلم، وهي صنف من الأتراك وأراد به العدو، والديلم: الداهية، والديلم: الظلمة، والديلم الجماعة.
وقال أبو زيد الكلابي حياض الديلم آبار معروفة عندنا وقد أوردت فيها إبلي غير مرة.
وكأنما ينأى بجانب دفها الـو شي من هزج العشي مؤدم
وبعضهم يكتبها بالألف مأدم والدف الجنب، الجانب الوحشي: الأيمن لأنه لا يركب منه، والأنس: الأيسر، والهزج: الذي يصوت، والمأدم: العظيم القبيح من الرؤوس ويقال أدم فهو مؤدم إذا كان عظيم الرأس.
هر جنيب كلما عطفت لـه غضبى اتقاها باليدين وبالفم
جنيب: وكأن بجانبها هرا، يخدشها من نشاطها، وجنيب بمعنى مجنوب، والمعنى كلما عطفت الناقة للهر اتقاها، ويروى تقاها، يقال: تقاه، واتقاه والأصل في اتقاه: أو تقاه ثم أبدلوا من الواو تاء لأنهم يبدلون من الواو تاء. وليس ثمة تاء نحو اتجاه وتخمة فإذا كانت معها تاء كان البدل حسنا.
أبقى لها طول الأسفار مفرقدا سندا ومثل دعائم المتـخـيم
أي المتخذ خيمة.
بركت على ماء الرداع كأنـمـا بركت على قصب أجش مهضم
الرداع: موضع، الأجش: الصوت فيه بحة، ويروى: بركت على جنب الرداع القصب هنا تقع أضلاعها من هزالها، والمهضم، المخرق.
المعنى: أنها حين بركت جشت في صوتها فشبه جنبيها بالقصب.
وكأن ربا أو كحيلا معـقـدا حش الوقود به جوانب قمقم
الرب الدبس، الكحيل القطران شبه عرق الناقة به وحش أي أحماه ويقال حششت النار إذا أوقدتها، والوقود الحطب وجوانب منصوبة، على أنها مفعولة لحش أو تقول: معنى حش: اتقد كما يقال: هذا لا يخلطه شيء، أي لا يختلط به شيء ويكون جوانب منصوبة على الظرف.
[نضحت به والذفرى فأصبح جاسدا منها على شعر قصار مـكـدم
بلت مغانيها بـه فـتـوسـعـت منه على سعن قصير مـكـرم]
ينباع من ذفرى عضوب جـسـرة زيافة مثل الفنـيق الـمـكـدم
قال ابن الأعرابي: ينباع: ينفعل من باع يبوع إذا مر مرا لينا فيه تلو كقول الآخر:
تمت ينـبـاع انبياع الشجاع
وأنكر أن يكون الأصل فيه ينبع، وقال ينبع كما ينبع الماء من الأرض، ولم يرد ذلك. وإنما أراد السيلان منه وتلويه على رقبتها كما تتلوى الحية.
وقال غيره: هو من نبع ينبع، ثم أشبع الفتحة فصارت ألفا والذفريان في أذنيها العظمان النابتان وراء الأذن، ومنتهى الشعر، وأول ما يعرق من البعير الذفريان، وأول ما يبدأ فيه السمن لسانه وكرشه، وآخر ما يبقى في السمن عيناه وسلاماه، ثم عظام أخفافه،والغضوب، والغضبى: واحد وأما غضوب للكثير كظلوم وغشوم، والجسرة الطويلة، وقيل الماضية في سيرها، وقيل الضخمة القوية، والزيافة المسرعة، والفنيق: الفحل، والكدم: العض.
إن تغدفي دوني القناع فإنني طب بأخذ الفارس المستلئم
الإغداف: إرخاء القناع على الوجه، والاغداف أيضا إرواء الرأس من الدهن، تغدفي: ترسلي وتحتجبي مني. يقال فلان مغدف: إذا غطى وجهه، والقناع مشتق من العلو، يقال: ضرع مقنع بفتح النون وكسرها، وإذا كان عاليا مرتفعا، والطب الحاذق، والمستلئم الذي قد لبس اللأمة، وهي الدرع.
يقول إن نبت عينك عني وأغدقت دوني قناعك فإني حاذق بقتل الفرسان وأسر الأقوام.
أثنى علي بما علمت فإننـي سهل مخالطتي إذا لم أظلم
ويروى سمح مخالقتي، ومخالطتي في موضع رفع بقوله سهل أي تسهل مخالقتي، وإذا ظرف، والعامل فيه سهل.
ومعنى البيت إذا رآك الناس قد كرهتني، فأغدقت دوني القناع، توهموا أنك استقللتني، وأنا مستحق لخلاف ما صنعت فأثني علي بما علمت.
فإذا ظلمت فإن ظلمي باسل مر مذاقته كطعم العلقـم
أي فإن ظلمني ظالم فظلمي إياه باسل لديه أي كريه، أي مذاقته مرة، ومر مذاقته مرفوع بقوله مر ويكون كطعم خبر بعد خبر، وإن شئت كانت نعتا لقوله مر، ويجوز على إضمار هي كأنه قال هي كطعم الحنظل.
[ولقد أبيت على الطوى وأظله حتى أنال به كريم المطعـم]
ولقد شربت من المدامة بعدمـا ركد الهواجر بالمشوف المعلم
أي بعدما ركدت الشمس، ووقفت، وقام كل شيء على ظله، والركود: السكون، والهواجر جمع هاجرة، وهي الظهيرة، ويقال لها هجير أيضا.
والمشوف الدينار والدرهم، وقيل الكأس، وقيل البعير المهنوء، يقال: شفت الدينار إذا نقشته قال النابغة الجعدي.
كهولا وشبانا كـأن وجـوهـهـم دنانير مما شيف في أرض قيصر
وشفت الشيء: إذا جلوته، وأصله مشووف، ثم ألقيت حركة الواو على الشين، فبقيت الواو ساكنة، وبعدها واو ساكنة فحدفت إحداهما لالتقاء الساكنين، والمخلوقة عند سيبويه الثانية لأنها زائدة، وعند الأخفش الأولى.
بزجاجة صفـراء ذات أسـرة قرنت بأزهر في الشمال مفدم
الأسرة: الخطوط واحدتها سرة، وسرر، وهذا عند أهل اللغة شاذ، وإنما الواجب أن يقال في واحد الأسرة: سرار، كما يقال في واحد الأمثلة: مثال. إلا أنه يجوز جمع سر على سرائر ويجمع سرارة على أسرة.
قرنت أي جعلت [قرينته]، والأزهر الإبريق من فضة أو رصاص. في الشمال: شمال الساقي، مفدم مسدود بالفدام وهي خرقة تجعل على رأسه تكون مصفاته.
فإذا شربت فإنني مستهـلـك مالي وعرضي وافر لم يكلم
يكلم: يثلم.
وإذا صحوت فما أقصر عن ندى وكما علمت شمائلي وتكرمي
وحليل غانية تركـت مـجـدلا تمكو فريصته كشدق الأعلـم
تمكو فريصته، تصفر، والفريصة في الأصل الموضع الذي يرعد من الدابة عند البيطار، وهي لحمة تحت الثدي والكتف، ترعد عند الخوف، والكاف في موضع نصب أي تمكو مكاء مثل شدق الأعلم.
سبقت يداي له بعاجل طعنة ورشاش نافذة كلون العندم
أي رشاش ضربة نافذة، فأقام الصفة مقام الموصوف، والعندم صبغ أحمر، وقيل هو البقم، وقيل هو العصفر، وقيل هو صبغ للعرب، وهو جمع عندمة والكاف في موضع خفض لأنها نعت للرشاش، ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ فيكون المعنى لونه كلون العندم.
[ف مغانم لو أشاء حـويتـهـا ويصدني عنها الحيا وتكرمي]
هلا سألت الخيل يابنة مـالـك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
[لا تسأليني واسألي بي صحبتي يملأ يديك تعففي وتكرمـي]

ولقد ذكرتك والرمـاح نـواهـل مني وبيض الهند تقطر من دمي
فهممت تقبيل السـيوف لأنـهـا لمعت كبارق ثغرك المتبـسـم
إذا لا أزال على رحالة سـابـح نهد تعاوره الكمـاة مـكـلـم
الرحالة سرج من سروج العرب، كانت تعمل من جلود الشياه واحدة الرحائل تتخذ للجري الشديد، تعاوره الكماة بفتح الواو وكسرها، وفتح الراء وضمها، أي طعنه ذا مرة وذا مرة، أي تتداوله بالطعن وأصله تتعاوره [فحذف إحدى التائين].
طورا يجرد للطـعـان وتـارة يأوي إلى حصد القسي عرمرم
العرمرم: الكثير: الشديد.
يخبرك من شهد الوقائع أنـنـي أغشى الوغى وأعف عند المغنم
ومدجج كره الكـمـاة نـزالـه لا ممعن هربا ولا مستسـلـم
نزاله: منازلته في الحرب، لا ممعن أي مسرع، فيذهب ويعدو هربا ولا يسلم نفسه.
فطعنته بالرمح ثم علـوتـه بمهند صافي الحديدة مخذم
جادت يداي له بالعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقوم
صدق أي صلب، الكعوب جمع كعب وهي أنبوب الرمح والجمع أنابيب.
برحيبة الفرغين يهدي جرسها بالليل معتس الذئاب الضرم
الرحيبة الواسعة: الفرغين: تثنية الفرغ، وهي مدافع الماء إلى الأودية الجرس: الصوت، المعتس من الذئاب: الطالب. الضرم جمع ضارم الجياع.
فشككت بالرمح الأصم ثيابـه ليس الكريم على القنا بمحرم
الكريم: الشريف السيد الفاضل ومنه قوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم) ويقال للصبوح الكريم لتفضله قال تعالى (إن ربي غني كريم) ويقال للكثير كريم قال تعالى (ورزق كريم) ويقال للحسن كريم لقوله تعالى (ومقام كريم) وقوله ليس الكريم أي ليس يمنعه كرمه من أن يقتل بالقنا فما عليه ذلك بحرام.
[أوجرت ثغرته سنانا لهذمـا برشاش نافدة كلون العندم]
فتركته جزر السباع ينشـنـه يقضمن قلة رأسه والمعصم
يقال: جزرته السباع، إذا تركته جزرا له، والجزر الشحم، والجزر الشاة، والجزر الناقة تذبح وتنحر، وينشنه يتناوله قال تعالى (وأنى لهم التناوش) وأنشد أبو عبيدة لغيلان بن حريث:
فمتى تنوش الحوض نوشا من علا نوشا به تقطع أجـراز الـفـلا
ومن قرأ التناؤش بالهمزة ففيه قولان: أحدهما بمعنى غير المهموز، وأن الواو أبدلت فيها همزة لما انضمت كما يقال أدؤر في جمع دار، والقول الآخر إنه من النيش وهي الحركة في إبطاء.
يقضمن: يقطعن، وإنما يكون بأطراف الأسنان خاصة والخضم بجميع الأسنان.
ومشك سابغة هتكت فروجـهـا بالسيف عن حامي الحقيقة معلم
السابغة: الدرع، هتكت فروجها أي خرقتها، والمعلم الذي يسم نفسه في الحرب بعلامة.
ربذ يداه بالقداح إذا شتـا هتاك غايات التجار ملوم
الربذ: السريع الضرب بالقداح، الخفيف اللعب، والقداح السهام، كانوا يقامرون بها وشتا: فعل من الشتا، يشتو. هتاك: قطاع، غايات جمع غاية وهي الرايات ينصبها الخمار ليعرف موضع داره والتجار جمع تاجر وهم الخمارون.
لما رآني قد نزلت أريده أبدى نواجذه لغير تبسم
أبدى: أظهر، فيقال أبدى يبدي، وبدا يبدو إذا ظهر وأنشد الأصمعي للربيع بن زياد العبسي:
قد كن يخبأن الوجوه تستـرا فاليوم حين بدون للنظـار
[فطعنته بالرمح ثم علـوتـه بمهند صافي الحديدة مخذم]
والمهند ما عمل بالهند، وقال أبو عمرو الشيباني النهنيد شحذ السيف.
عهدي به مد النهار كأنـمـا خضب البنان ورأسه بالعظلم
ويروى خضب اللبان، ومد النهار أي غاية النهار والعظلم صبغ أحمر تتخذه العرب.
بطل كأنه ثيابه فـي سـرحة يحذى نعال السبت ليس بتوأم
السرحة: الشجرة، والسبت بكسر السين النعال اليمانية المدبوغة بالقرظ لا شعر عليه، وأما السبت بالضم فنبت يشبه الخطمي.
قال حسان بن ثابت:
وأرض يحاربها المـدلـجـون ترى السبت فيها كركن الكثيب
والسبت أيضا بالضم ما قطر من الثلوج قال الشاعر:
كأن دموع الـعـين يوم تـرحـلـوا جمال تهادى خال في السلك أو سبت
والسبت بالفتح اليوم المعروف والتوأم الأجرد.
يا شاة ما قنص لمن حلت له حرمت علي وليتها لم تحرم
الشاة يريد بها المرأة، حلت له لمن قدر عليها، وحرمت علي لأنها بأرض الأعداء.
فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي فتحسسي أخبارها لي واعلمي
قالت رأيت من الأعادي غـرة والشاة ممكنة لمن هو مرتـم
والغرة مكان اغترار وغفلة، والشاة كناية عن المرأة وممكنة من التمكين ومرتم مفتعل من الرمي والواو الحال.
فكأنما التفتت بجـيد جـداية رشأ من الغزلان حر أرثم
الجداية من الظباء بمنزلة الجاء من الغنم، وهو الذي عليه خمسة أشهر، والأرثم الذي في شفته العليا بياض أو سواد فإن كان في السفلى فهو ألمظ ولمظاء.
نبئت عمرا غير شاكر نعمتي والكفر مخبثةٌ لنفس المنعم
مخبثة: مفعلة من الخبث.
ولقد حفظت وصاة عمي بالضحى إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم
تقلص بكسر اللام وضمها، ووضح الفم يعني به أسنانه.
في حومة الموت الذي لا تشتكي غمراتها الأبطال غير تغمغـم
ويروى الذي لا يشتكي والحومة من كل شيء معظمه وشدته، ويتقيك يتستر، والغمرة الشدة، والغمرات جمع غمرة وجمعت بالتحريك للتفريق بين الأسماء والصفات كما تجمع جفنة جفنات،وعبلة عبلات، وفي النعت عبلات بإسكان الباء، وكان النعت أحق بالإسكان لأنه أثقل إذا كان ثانيا، والعبل الممتلى، والعبلاء: الهضبة البيضاء. وامرأة عبلاء: إذا كانت بيضاء، والتغمغم صوت تسمعه، ولا تفهمه.
إذ يتقون بي الأسنة لم أخـم عنها ولكني تضايق مقدمي
ويروى نسابق مقدمي، ولم أخم، لم أنكل، ولم أضعف، ولم أجبن، ولم أعدل عنها وهو من خام يخيم؛ إذا أصاب رجله كسر.
لما سمعت نداء مرة قد عـلا وابني ربيعة في الغبار الأقتم
الأقتم:المرتفعن وقيل المتغير ومنه قول رويم "وقاتم الأعماق خاوي المخترق".
ومحلم يسعون تحت لوائهم والموت تحت لواء محلم
محلم مرفوع بالابتداء والجملة في موضع نصب على الحال كما تقول كلمت زيدا وعمرو جالس، قال الله تعالى: (يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم) والمعنى عند سيبويه.
أيقنت أن سيكون عند لقـائهـم ضرب يطير عن الفراخ الجثم
وقوله أيقنت أن سيكون عند لقائهم: أن ها هنا الثقيلة التي تعمل في الأسماء، ومفعول يطير محذوف والمعنى يطير الهام عن الفراخ الجثم، وإنما شبه ما حول الهام بالفراخ أي المقيمة في أوكارها وأعشاشها.
[ولقد هممت بغارة في لـيلة سوداء حالكة كلون الأدلـم]
لما رأيت القوم أقبل جمعهـم يتذامرون كررت غير مذمم
أي حملت عليهم غير مذموم، وقوله لما رأيت القوم أقبل جمعهم أي قد أقبل فحذف قد، وقوله يتذامرون أي يحض بعضهم بعضا وغير منصوب على الحال كأنه قال كررت مخالفا للمذمة، ويتذامرون موضعه في محل نصب على الحال، وأقبل جمعهم حال القوم.
يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم
ويروى عنتر وعنتر بالضم والفتح فمن فتح الراء رخم عنترة وترك ما قبل المحذوف على حاله مفتوحا ومن ضمها احتمل وجهين أحدهما أن يكون قد جعل ما بقي اسما على حاله لأنه قد صار كحروف الإعراب.
والوجه الثاني ما رواه المبرد عن بعضهم إنه كان يسميهم عنتراً، فعلى هذا الوجه لا يجوز إلا الضم، ويجوز أن يكون عنتراً في هذا الوجه منصوبا بيدعون. والواو في قوله والرماح واو الحال. والأشطان جمع شطن وهو حبل البئر يريد أن الرماح في صدر هذا الفرس بمنزلة حبال البئر من الدلاء؛ لأن البئر إذا كانت كبيرة كثيرة الوراد، فقد اضطربت الدلاء فيها فيجعل فيها حبلان لئلا تضطرب واللبان الصدر.
يدعون عنتر والسيوف كأنـهـا برق تلألأ في سحاب مظـلـم
يدعون عنتر والدروع كـأنـهـا حدق الضفادع في غدير نجـم
يدعون عنتر والنبـال كـأنـهـا طش الجراد على المنادح حوم
يدعون عنتر والوغى ترمي بهم والموت نحو لواء آل محـلـم
[كيف التقدم والرماح كـأنـهـا برق تلألأ في السحاب الأركم؟
كيف التقدم والسيوف كـأنـهـا غوغا جراد في كثيب أهـيم؟
فإذا اشتكى وقع القنا بلـبـانـه أدنيته من سل عضب مخـذم]
ما زلت أرميهم بغرة وجـهـه ولبانه حتى تسـربـل بـالـدم
يقول عن فرسه، ويروى بثغرة نحره، واللبان: الصدر تسربل صار بمنزلة السربال وهو القميص.
[يدعون عنتر والدماء سـواكـب تجري بفياض الدماء وتنهمـي
يدعون عنتر والفوارس في الوغى في حومة تحت العجاج الأقتـم
يدعون عنتر والرماح تنوشـنـي عادات قومي في الزمان الأول]
ولقد شفى قلبي وأبرأ سـقـمـه قول الفوارس ويك عنتر أقـدم
ويروى شفى نفسي، ويروى قيل الفوارس، وهو واحد من الأقيال وهم الملوك، ويك معناها: ألم تر وأما ترى، وروى سيبويه عن الخليل أن وي كلمة منفصلة يقولها المتندم إذا تنبه على ما كان منه. فكأنهم قالوا على التندم في قوله تعالى (وي كأنه لا يفلح الكافرون) وأنشدوا لنبيه بن الحجاج:
تسـألان مـالا وإن رأتـانـي قل مالي قد جئتماني بنـكـر
وي كأن من يكن له نشب يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضـر
يقال سقم وسقم بفتح القاف وضمها، ومعنى البيت إني كنت أكبرهم فلذلك خصوني بالدعاء.
وقوله ويك معناه ويحك وقد قال بعضهم معناه ويلك، وكلا القولين خطأ؛ لأنه كان يجب على هذا أن يقرأ: ويك أنه كما يقال: ويلك أنه، وويحك أنه.
على أنه قد احتج صاحب هذا القول بأن المعنى ويلك اعلم [لقوله تعالى] (وي كأنه لا يفلح الكافرون) وهذا خطأ من جهات: إحداها: حذف اللام من ويلك، وحذف اعلم، لأن مثل هذا لا يحذف؛ لأنه لا يعرف معناه. وأيضا وأن المعنى لا يصح؛ لأنه لا يدري من خاطبوا بهذا.
وروي عن أهل التفسير أن معنى ويك ألم تروا ما ترى، والأحسن في هذا ما روى سيبويه عن الخليل وهو وي مفصولة كأنه قالوا على التندم.
وازور من وقع القنا بلبانة وشكا إلي بعبرة وتحمحم
ازور مال، شكا إلي (مثل) يقول لو كان ممن تصح منه الشكاية لشكا.
والتحمحم صوت متقطع ليس بالصهيل.
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى ولكان لو علم الكلام مكلـمـي
المحاورة المراجعة ويحاور محاورة وحوارا وهو اسم تام، والمحاورة خبر لمبتدأ وما في موضع رفع مبتدأ وخبره في موضع نصب بقوله يدري.
وقوله ولكان جاء باللام فإنه محمول على المعنى. والتقدير لو كان يدري ما المحاورة لاشتكى، وهو عطف جملة على جملة.
[آسيته في كـل أمـر نـابـنـا هل بعد أسوة صاحب من مذمم
فتركت سيدهـم لأول طـعـنة يكبو صريعا لليدين ولـلـفـم
ركبت فيه صـعـدة هـنـدية سحماء تلمع ذات حد لـهـذم]
والخيل تقتحم الخبار عوابـسـا من بين شيظمة وأجرد شيظـم
الاقتحام الدخول في الشيء بسرعة، والخبار الأرض اللينة ذات الحجر والجرفة، والركض يشتد فيها، والعوابس: الكوالح من الجهد، والشيظم: الطويل، والأجرد القصير الشعر.
[ولقد كررت المهر يدمي نحره حتى اتقتني الخيل بابني حـذيم
إذ يتقى عمرو، وأذعـن غـدوة حذر الأسنة إذ شرعن لدلهـم
يحمي كتيبته ويسعى خلـفـهـا يفري عواقبها كلـدغ الأزقـم
ولقد كشفت الخدر عن مربـوبة ولقد رقدت على نواشر معصم
ولرب يوم قد لـهـوت ولـيلة بمسور ذي بارقين مـسـوم]
ذلل ركابي حيث شئت مشايعـي قلبي وأحفزه بأمـر مـبـرم
ويروى مشايعي همي، وأحفزه برأي مبرم.
ذلل جمع ذلول والذلول من الإبل وغيرها الذي هو ضد الصعب، وركابي في موضع رفع بالابتداء وينوى به التقديم، وذلل خبر وإن شئت كان ذلك رفع بالابتداء وركابي خبره، وإن شئت جعلت ركابي فاعلا يسد مسد الخبر فيكون على هذا قال: ذلل ولم يوجد لأنه جمع تكسير.
والمعنى أن ناقتي معتادة للسير ذلولة، وروى الأصمعي مشايعي، وقال معناه لا يعزب عقلي في حال من الأحوال واحفزه أدفعه، والمبرم المحكم.
ولقد خشيت بأن أموت ولم تكـن للحرب دائرة على ابني ضمضم
ويروى ولم تدر، ويروى ولم تقم. قال ابن السكيت هما هرم وحصين ابنا ضمضم المريان والدائرة ما ينزل وقيل في قوله [عز وجل] (ويتربص بكم الدوائر) يعني الموت أو القتل وهرم وحصين ابنا ضمضم اللذان قتلهما ورد بن حابس العبسي وكان عنترة قتل أباهما ضمضما فكانا يتوعدانه.
sage
sage
دائم الحضور
دائم الحضور

عدد المساهمات : 4949

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

شرح معلقة عنترة Empty رد: شرح معلقة عنترة

مُساهمة من طرف sage السبت فبراير 25, 2012 10:56 pm

الشاتمي عرضي ولم أشتمهما والناذرين إذا لقيتهما دمـي
ويروى إذا لم ألقهما دمي، يقولان إذا لقيناه لنقتله، وقوله الشاتمي عرضي أي
اللذان شتما عرضي، والنون تحذف في هذا كثيرا للتخفيف تقول جاءني الضاربا
زيد. ويقال نذرت النذر أنذره وأنذره إذا أوجبته على نفسك، وأنذرت دم فلان
إذا أبحته.
[أسد علي وفـي الـعـدو أذلة هذا لعمرك فعل مولى الأشأم]
إن يفعلا فلقد تركت أباهـمـا جزر السباع وكل نسر قشعـم
يقول: إن نذرا دمي فقد قتلت أباهما، وأجزرته للسباع أي تركته جزرا والقشعم الكبير من النسور، والقشعم أيضا الموت، والقشعم العنكبوت.
[لما استقام بصدره مـتـحـامـلا لا قاصدا صمد الطريق ولا عمي
إن العدو علـى الـعـدو لـقـائل ما كان يعلمه وما لـم يعـلـم]
لا تحسبن طعان قيس بـالـقـنـا وضرابهم بالسيف حسو التـرتـم
أمي زبيبة لست أنكر اسـمـهـا وأنا ابن فرق الجماجـم والـفـم
ملاحظة أخيرة وردت أبيات في العقد الفريد من قافية المعلقة وفيها بعض
التشابه منسوبة إلى أفنون التغلبي وهو شاعر جاهلي فأردت أن أثبتها قال
أفنون التغلبي:
ولقد أمرت أخاك عمـرا مـرة فعصى وضيعها بذات العجرم
في غمرة الموت التي لا تشتكي غمراتها الأبطال غير تغمغـم
وكأنما أقدامـهـم وأكـفـهـم سرب تساقط في خليج مفعـم
لما سمعت نداء مرة قـد عـلا وابني ربيعة في العجاج الأقتم
ومحلم يمشون تحـت لـوائهـم والموت تحت لواء آل محلـم
لا يصدفون عن الوغى بوجوههم في كل سابغة كلون العظـلـم
ودعت بنو أم الرقاع فأقـبـلـوا عند اللقاء بكل شاك مـعـلـم
وسمعت يشكر تدعي بخـبـيب تحت العجاجة وهي تقطر بالدم
‎يمشون في حلق الحديد كما مشت=أسد العرين بيوم نحس مظلم
والجمع من ذهل كأن زهاءهم جرد الجمال يقودها ابنا قشعم
والخيل تحت العجاج عوابسـا وعلى سنابكها مناسج من دم
وقال محقق العقد تنسب الأبيات في غمرة الموت، لما سمعت، ومحلم إلى عنترة
وأنا أنفي لما سمعت نداء مرة ومحلم فهي في الواقع أقرب إلى أفنون التغلبي
لأن محلم الشيباني وقف في الحرب مع بكر ضد بني تغلب ولم يكن في حرب مع
عنترة وكذلك آل مرة بن ذهل قاتلوا كليب بن ربيعة قتله جساس بن مرة وابني
ربيعة إنما هما حيا بكر وتغلب فهم أبناء ربيعة بن نزار بن معد. وبهذا انتهت
المعلقة.





المتردم : الموضع الذي يترقع ويستصلح لما اعتراه من الوهن ، والتردم أيضا
مثل الترنم ، وهو ترجيع الصوت مع تحزين يقول : هل تركت الشعراء موضعا
مسترقعا إلا وقد رقعوه وأصلحوه ؟ وهضا استفهام يتضمن معنى الإنكار ، أي لم
يترك الشعراء شيئا يصاغ فيه شعر إلا وقد صاغوه فيه ؛ وتحرير المعنى : لم
يترك الأول للآخر شيئا ، أي سبقني من الشعراء قوم لم يتركوا لي مسترقعا
أرقعه ومستصلحا أصلحه . وإن حملته على الوجه الثاني كان المعنى : أنهم لم
يتركوا شيئا إلا رجعوا نغماتهم بإنشاء الشعر وإنشاده في وصفة ورصفه . ثم
أضرب الشعر عن هذا الكلام وأخذ في فن آخر فقال مخاطبا نفسه : هل عرفت دار
عشيقتك بعد شكك فيها ، وأم ههنا معناه بل أعرفت ، وقد تكون أم بمعنى بل مع
همزة الاستفهام ، كما قال الأخطل : كذبتك عينك أم رأيت بواسط غلس الظلام من
الرباب خيالا أي : بل أرأيت ، ويجوز أن تكون هل ههنا ، بمعنى قد ، كقوله
عز وجل : (هل أتى على الإنسان) أي قد أتى 1
الجو : الوادي ، والجمع الجواء ، والجواء في البيت موضع بعينه ، عبلة : اسم
عشيقته : وقد سبق القول في قوله : عمي صباحا يقول : يا دار حبيبتي بهذا
الموضع ، تكلمي وأخبريني عن أهلك ما فعلوا . ثم أضرب عن استخباره إلى
تحيتها فقال : طاب عيشك في صباحك وسلمت يا دار حبيبتي 2
الفدن : القصر ، والجمع الأفداه ، المتلوم : المتمكث يقول : حبست ناقتي في
دار حبيبتي ، ثم شبه الناقة بقصر في عظمها وضخم جرمها ، ثم قال : وإنما
حبستها ووقفتها فيها لأقضي حاجة المتمكث يجزعني من فراقها وبكائي على أيام
وصالها 3
يقول : وهي نازلة بهذا الموضع وأهلنا نازلون بهذه المواضع4
الإقواء والإقفار : الخلاء ، جمع بينهما لضرب من التأكيد كما قال طرفة : (
متى أدن منه ينأ عني ويبعد ) جمع بين النأي والبعد لضرب من التأكيد ، أم
الهيثم : كنية عبلة يقول : حييت من جملة الأطلال ، أي خصصت بالتحية من
بينها ، ثم أخبر أنه قدم عهده بأهله وقد خلا عن المكان بعد ارتحال حبيبته
عنه 5
الزائرون : الأعداء ، جعلهم يزأرون زئير الأسد ، شبه توعدهم وتهددهم بزئير
الأسد يقول : نزلت الحبيبة بأرض أعدائي فعسر علي طلبها ، وأضرب عن الخبر في
الظاهر إلى الخطاب ، وهو شائع في الكلام ، قال الله تعالى : (حتى إذا كنتم
في الفلك وجرين بهم بريح) 6
قوله : غرضا ، أي فجأة من غير قصد له ، التعليق هنا : التفعيل من العلق
والعلاقة والعشق والهوى ، يقال: علق فلان بفلانة ، إذا كلف بها علقا وعلاقة
، العمر والعمر ، بفتح العين وضمها : الحياة والبقاء ، ولا يستعمل في
القسم إلا بفتح العين ، الزعم : الطمع . والمزعم : المطمع يقول : عشقتها
وشغفت بها مفاجأة من غير قصد مني : أي نظرت إليها نظرة أكسبتني شغفا وشغفت
بها وكلفا مع قتلي قومها ، أي مع ما بيننا من القتال ، ثم قال : أطمع في
حبك طمعا لا موضع له لأنه لا يمكنني الظفر بوصالك مع ما بين الحيين من
القتال والمعاداة ؛ والتقدير : أزعم زعما ليس بمزعم أقسم بحياة أبيك أنه
كذلك 7
يقول : وقد نزلت من قلبي منزلة من يحب ويكرم فتيقني هذا واعلميه قطعا ولا تظني غيره 8
يقول : كيف يمكنني أن أزورها وقد أقام أهلها زمن الربيع بهذين الموضعين
وأهلنا بهذا الموضع وبينهما مسافة بعيدة وشقة مديدة ؟ أي كيف يتأتى لي
زيارتها وبين حلتي وحلها مسافة ؟ المزار في البيت : مصدر كالزيارة ، التربع
: الإقامة زمن الربيع9
الإزماع : توطين النفس على الشيء ، الركاب : الإبل ، لا واحد لها من لفظها ،
وقال الفراء : واحدهما ركوب مثل قلوص وقلاص يقول : إن وطنت نفسك على
الفراق وعزمت عليه فإني قد شعرت به بزمكم إبلكم ليلا ، وقيل بل معناه : قد
عزمت على الفراق فان إبلكم قد زمت بليل مظلم ، فان على القول الأول حرف شرط
، وعلى القول الثاني حرف تأكيد 10
راعه روعا : أفزعه ، الحمولة : الإبل التي لا تطيق أن يحمل عليها ، وسط ،
بتسكين السين ، لا يكون إلا ظرفا ، والوسط بفتح السين اسم لما بين طرفي
الشيء ، الخمخم : نبت تعلفه الإبل ، السف والإستفاف معروفان . يقول : ما
أفزعتني إلا استفاف ابلها حب الخمخم وسط الديار ، أي ما أنذرني بارتحالها
إلا انقضاء مدة الانتجاع والكلإ فإذا انقضت مدة الانتجاع علمت أنها ترتحل
إلى دار حيها 11
الحلوبة : جمع الحلوب عند البصريين ، وكذلكة قلوبة وقلوب وركوبة وركوب ،
وقال غيرهم : هي بمعنى محلوب ، وفعلول إذا كان بمعنى المفعول جاز أن تلحقه
تاء التأنيث عندهم ، الأسحم : الأسود . الخوافي من الجناح : أربع من ريشها ،
والجناع عند أكثر الأئمة : ست عشرة ريشة ، أربع قوادم وأربع مناكب وأربع
أباهر ، وقال بعضهم : بل هي عشرون ريشة وأربع منها كلى يقول : في حمولتها
اثنتان واربعون ناقة تحلب سودا كخوافي الغراب الاسود ، ذكر سوادها دون سائر
الألوان لأنها أنفس الابل وأعزها عندهم وبذلك وصف رهط عشيقته بالغنى
والتمول 12
الاستباء والسبي واحد ، غرب كل شيء: حده ، والجمع غروب ، الوضوح : البياض ،
المقبل : موضع التقبيل يقول : إنما كان فزعك من ارتحالها حين تستبيك بثغر
ذي حدة واضح عذب موضع التقبيل منه ولذ مطعمه ، أراد بالغروب الأشر التي
تكون في أسنان الشواب ، وتحرير المعنى : تستبيك بذي اشر يستغذب تقبيله
ويستلذ طعم ريقه 13
أراد بالتاجر : العطار . سميت فارة المسك فارة لان الروائح تفور منها ،
والأصل فائرة فخففت فقيل فارة ، كما يقال : رجل خائل مال ، وخال مال ، إذا
كان حسن القيام عليه ، القسامة : الحسن والصباحة والفعل قسم يقسم ، والنعت
قسيم ، والتقسيم التحسين ، ومنه قول العجاج : ورب هذا الأثر المقسم ، أي
المحسن ، يعني مقام إبراهيم ، عليه السلام . العوارض من الأسنان معروفة
يقول: وكأن فارة مسك عطار بنكهة امرأة حسناء سبقت عوارضها إليك من فيها .
شبه طيب نكهتها بطيب ريح المسك ، أي تسبق نكهتها الطيبة عوارضها إذا رمت
تقبيلها 14
روضة أنف : لم ترع بعد ، وكأس انف استؤنف الشرب بها ، وأمر انف مستأنف ،
وأصله كله من الاستئناف والإئتناف وهما بمعنى ، الدمن جمع دمنة وهي السرجين
يقول : وكأن فأرة تارجر أو روضة لم ترع بعد وقد زكا نبتها وسقاه مطر لم
يكن معه سرجين وليست الروضة بمعلم تطؤه الدواب والناس يقول : طيب نكهتها
كطيب ريح فارة المسك أو كطيب ريح روضة لم ترع ولم يصبها سرجين ينقص طيب
ريحها ولا وطئتها الدواب فتنقص نضرتها وطيب ريحها 15
البكر من السحاب : السابق ، والجمع الأبكار ، الحرة : الخالصة من البرد
والريح . والحر من كل شيء : خالصة وجيده ، ومنه طين حر لم يخالطه رمل ،
ومنه أحرار البقول وهي التي تؤكل منها ، وحرر المملوك خلص من الرق ، وأرض
حرة لا خراج عليها ، وثوب حر لا عيب فيه ويروى : جادت عليه كل عين ثرة ،
العين : مطر أيام لا يقلع ، والثرة والثرثار : الكثير الماء ، القرارة :
الحفرة يقول : أمطرت على هذه الروضة كل سحابة سابقة المطر لا برد معها أو
كل مطر يدوم أياما ويكثر ملؤه حتى تركت كل حفرة كالدرهم لاستدارتها بالماء
وبياض مائها وصفائه 16
السح : الصب والانصباب جميعا ، والفعل سح يسح ، التسكاب : السكب ، يقال :
سكبت الماء أسكبته سكبا فسكب فهو يسكب سكوبا ، التصرم : الانقطاع يقول :
أصابها المطر الجود صبا وسكبا فكل عشية يجري عليها ماء السحاب ولم ينقطع
عنها يقول : أصابها المطر الجود صبا وسكبا فكل عشية يجري عليها ماء السحاب
ولم ينقطع عنها 17
البراح : الزوال ، والفعل برح يبرح ، التغريد : التصويت ، والفعل غرد ،
والنعت غرد ، الترنم : ترديد الصوت بضرب من التلحين يقول : وخلت الذباب
بهذه الروضة فلا يزايلنها ويصوتن تصويت شارب الخمر حين رجع صوته بالغناء ،
شبه الشاعر أصواتها بالغناء 18
هزجا : مصوتا ، المكب : المقبل على الشيء ، الأجذام : الناقص اليد يقول :
يصوت الذباب حال حكه إحدى ذراعيه بالأخرى مثل قدح رجل ناقص اليد قد أقبل
على قدح النار ، شبه حك الذباب إحدى يديه بالأخرى بقدح رجل ناقص اليد النار
من الزندين . لما شبه طيب نكهة هذه المرأة بطيب نسيم الروضة بالغ في وصف
الروضة وأمعن في نعتها ليكون ريحها أطيب ثم عاد إلى النسيب فقال : تمسي 19
السراة : أعلى الظهر يقول : تصبح وتمسي فوق فراش وطيء وأبيت أنا فوق فرس
أدهم ملجم ، يقول : هي تتنعم وأنا أقاسي شدائد الأسفار والحروب 20
الحشية من الثياب : ما حشي بقطن أو صوف أو غيرهما ، والجمع الحشايا ، العبل
: الغليظ ، والفعل عبل عبالة ، الشوى : الأطراف والقوائم ، النهد : الضحم
المشرف ، المراكل : جمع المركل وهو موضع الركل ، والركل : الضرب بالرجل :
والفعل ركل يركل ، النبيل السمين ، وبستعار للخير والشر لأنهما يزيدان على
غيرهما زيادة السمين على الأعجف ، المحزم : موضع الحزام من جسم الدابة 21
يقول : وحشيتي سرج على فرس غليظ القوائم والأطراف ضخم ، الجنبين فتفخهما ،
سمين موضع الحزام ، يريد أنه يستوطئ سرج الفرس كما يستوطئ غيره الحشية
ويلازم ركوب الخيل لزوم غيره الجلوس على الحشية والاضطجاع عليها ، ثم وصف
الفرس بأوصاف يحمدونها وهي : غلظ القوائم وانتفاخ الجبين وسمنهما شدن : أرض
أو قبيلة تنسب الإبل إليها . أراد بالشراب اللبن ، التصريم : القطع يقول :
هل تبلغني دار الحبيبة ناقة شدنية لعنت ودعي عليها بأن تخرم اللبن ويقطع
لبنها ، أي لبعد عهدها باللقاح ، كأنها قد دعي عليها بأن تحرم اللبن
فاستجيب ذلك الدعاء ، وإنما شرط هذا لتكون أقوى وأسمن وأصبر على معاناة
شدائد الأسفار لأن كثرة الحمل والولادة تكسبها ضعفا وهزالا 22
خطر البعير بذنبه : يخطر خطرا وخطرانا إذا شال به ، الزيف : التبخير ،
والفعل زاف يزيف ، الوطس والوثم : الكسر يقول : هي رافعة ذنبها في سيرها
مرحا ونشاطا بعدما سارت الليل كله متبخترة تكسر الإكام بخفها الكثير الكسر
للاشياء . ويروى : بذات خف ، أي برجل ذات خف ، ويروى : بوخد خف . الوخد
والوخدان : السير السريع ، الميثم : للمبالغة كأنه آلة الوثم ، كما يقال :
رجل مسعر حرب ، وفرس مسح ، كأن الرجل آلة السعر الحروب والفرس آلة لسح
الجري 23
المصلم : من أوصاف الظليم لأنه لا أذن له ، والصل الاستئصال ، كأن أذنه
استؤصلت يقول : كأنما تكسر الإكام لشدة وطئها عشية بعد سرى الليل وسير
النهار كظليم قرب ما بين منسميه ولا أذن له ، شبهها في سرعة سيرها بعد سرى
ليلة ووصل سير يوم به بسرعة سير الظليم ، ولما شبهها في سرعة السير بالظليم
أخذ في وصفه فقال : تأوي 24
القلوص من الإبل والنعام : بمنزلة الجارية من الناس ، والجمع قلص وقلائص ،
يقال : أوى يأوي أويا ، أي انضم ، ويوصل بالى يقال : أويت إليه ، إنما
وصلها باللام لأنه أراد تأوي إليه قلص له ، الحزق ، الجماعات والوحدة حزقة
وكذلك الحزيقة ، والجمع حزيق وحزائق ، الطمطم : الذي لا يفصح ، أي العي
الذي لا يفصح ، وأراد بالأعجم الحبشي يقول : تأوي إلى هذا الظليم صغائر
النعام كما تأوي الإبل اليمانية إلى راع أعجم عيي لا يفصح ، شبه الشاعر
الظليم في سواده بهذا الراعي الحبشي، وقلص النعام بإبل يمانية لأن السواد
في إبل اليمانيين أكثر ، وشبه أويها إليه بأوي الإبل إلى راعيها ، ووصفه
بالعي والعجمة لأن الظليم لا نطق له 25
قلة الرأس : أعلاه ، الحدج: مركب من مراكب النساء ، النعش : الشيء المرفوع ،
والنعش بمعنى النعوش ، المخيم : المجعول خيمة يقول : تتبع هؤلاء النعام
أعلى رأس هذا الظليم ، أي جعلته نصب أعينها لا تنحرف عنه ، ثم شبه خلقه
بمركب من مراكب النساء جعل كالخيمة فوق مكان مرتفع 26
الصعل والأصعل : الصغير الرأس ، يعود : يتعهد ، الأصلم : الذي لا أذن له ،
شبه الظليم بعبد لبس فروا طويلا ولا أذن له لأنه لا أذن للنعام ، وشرط
الفرو الطويل ليشبه جناحيه ، وشرط العبد لسواد الظليم ، وعبيد العرب
السودان ، ذو الشعيرة : موضع ثم رجع إلى وصف ناقته فقال : شربت 27
الزور : الميل ، والفعل ازور يزور ، والنعت أزور ، والأنثى زوراء ، والجمع
زور ، مياه الديلم : مياه معروفة ، وقيل : العرب تسمي الأعداء ديلما لأن
الديلم صنف من أعدائها يقول : شربت هذه الناقة من مياه هذا الموضع فأصبحت
مائلة نافرة عن مياه الأعداء ، والباء في قوله بماء الدحرضين زائدة عند
البصريين كزيادتها في قوله تعالى : "ألم يعلم بأن الله يرى " 28
الدف : الجنب ، الجانب الوحشي : اليمين ، وسمي وحشيا لأنه لا يركب من ذلك
الجانب ولا ينزل ، الهزج : الصوت ، والفعل هزج يهزج ، والنعت هزج ، المؤوم :
القبيح الرأس العظيمة ، قوله : من هزج العشي ، أي من خوف هزج العشي فحذف
المضاف ، والباء في قوله بجانب دفها للتعدية . يقول: كأن هذه الناقة تبعد
وتنحي الجانب الأيمن منها من خوف هر عظيم الرأس قبيحة ، وجعله هزج العشي
لأنهم إذا تعشوا فانه يصيح على هذا الطعام ليطعم . يصف الشاعر هذه الناقة
بالنشاط في السير وأنها لا تستقيم في سيرها نشاطا ومرحا فكأنها تنحي جانبها
الأيمن خوف خدش سنور إياه وقيل : بل أراد أنها تنحيه وتبعده مخافة الضرب
بالسوط فكأنها تخاف خدش سنور جانبها الأيمن 29
هر : بدل من هزج العشي ، جنيب : أي مجنوب إليها أي مقود ، أتقاها : أي
استقبلها يقول : تتنحى وتتباعد من خوف سنور كلما انصرفت الناقة غضبى لتعقره
استقبلها الهر بالخدش بيده والعض بفمه ، يقول : كلما أمالت رأسها إليه
زادها خدشا وعضا 30
رداع : موضع ، أجش : له صوت . مهضم أي مكسر يقول : كأنما بركت هذه الناقة
وقت بروكها على جنب الرداع على قصب مكسر له صوت ، شبه أنينها من كلالها
بصوت القصب المكسر عند بروكها عليه ، وقيل : بل شبه صوت تكسر الطين اليابس
الذي نضب عنه الماء بصوت تكسر القصب 31
الرب : الطلا ، الكحيل : القطران ، عقدت الدواء : أغليته حتى خثر ، حش
النار يحشها حشا : أوقدها ، الوقود : الحطب ، والوقود ، بضم الواو ،
الإيقاد . شبه العرق السائل من رأسها وعنقها برب أو قطران جعل في قمقم
أوقدت عليها النار فهو يترشح به عند الغليان، وعرق الإبل أسود لذلك شبهه
بهما وشبه رأسها بالقمقم في الصلابة ، وتقدير البيت : وكأن رب أو كحيلا حش
الوقود باغلائه في جوانب قمقم عرقها الذي يترشح منها32
أراد ينبع فأشبع الفتحة لإقامة الوزن فتولدت من أشباعها ألف ، ومثله قول
إبراهيم بن هرمة بن حرث : (ما سلكوا أذنو فانظروا) أراد فانظر فأشبعت الضمة
فتولدت من إشباعها واو ، ومثله قوله آمين والأصل أمين ، فأشبعت الفتحة
فتولدت من اشباعها ألف ، يدلك عليه أنه ليس في كلام العرب اسم جاء على
فاعيل ، وهذه اللفظة عربية بالإجماع ، ومنهم من جعله ينفعل من البوع وهو طي
المسافة . الذفرى : ما خلف الأذن ، الجسرة : الناقة الموثقة الخلق ، الزيف
: التبخير ، والفعل زاف يزيف ، الفنيق : الفحل من الإبل يقول : ينبع هذا
العرق من خلف أذن ناقة غضوب موثقة الخلق شديدة التبخير في سيرها مثل فحل من
الإبل قد كدمته الفحول ، شبهها بالفحل في تخترها ووثاقة خلقها وضخمها 33
الاغداف : الإرخاء ، طب : حاذق عالم ، استلأم : لبس اللامة يقول مخاطبا
عشيقته : إن ترخي وترسلي دوني القناع ، أي تستري عني ، فإني حاذق بأخذ
الفرسان الدارعين ، أي لا ينبغي لك أن تزهدي في مع نجدتي وبأسي وشدة مراسي ،
وقيل : بل معناه إذا لم أعجز عن صيد الفرسان الدارعين فكيف أعجز عن صيد
أمثالك 34
المخالفة : مفاعلة من الخلق يقول : أثني علي أيتها الحبيبة بما علمت من
مجامدي ومناقبي فإني سهل الخالطة والخالقة إذا لم يهضم حقي ولم يبخس حظي 35
باسل : كريه ، ورجل باسل شجاع ، والبسالة الشجاعة يقول : إذا ظلمت وجدت
ظلمي كريها مرا كطعم العلقم ، أي تجاه من ظلمني وعاقبته عقابا بالغا يكرهه
كما يكره طعم العلقم من ذاقه 36
ركد : سكن ، الهواجر : جمع الهاجرة وهي أشد الأوقات حرا ، المشوف : المجلو ،
المدام والمدامة : الخمر ، سميت بها لأنها أديمت في دنها يقول : ولقد شربت
من الخمر بعد اشتداد حر الهواجر وسكونه بالدينار المجلو المنقوش ، يريد
أنه اشترى الخمر فشربها ، والعرب تفتخر بشرب الخمر والقمار ، لأنهما دلائل
الجود عندها . قوله : بالمشوف ، أي بالدينار المشوف ، فحذف الموصوف ، ومنهم
من جعله من صفة القدح وقال : أراد بالقدح المشوف 37
الأسرة : جمع السر والسرر ، وهما من خطوط اليد والجبهة وغيرهما ، وتجمع
أيضا على الأسر ثم تجمع الأسرار على أسرار ، بأزهر أي بلإبريق أزهر ، مقدم :
مسدود الرأس بالفدام يقول : شربتها بزجاجة صفراء عليها خطوط قرنتها بإبريق
أبيض مسدود الرأس بالفدام لأصب الخمر من الإبريق في الزجاجة 38
يقول : فاذا شربت الخمر فانني أهلك مالي بجودي ولا أشين عرضى فأكون تام
العرض مهلك المال لا يكلم عرضي عيب عائب ، يفتخر بأ، سكره يحمله على محامد
الأخلاق ويكفه عن المثالب 39
يقول : وإذا صحوت من سكري لم أقصر عن جودي ، أي يفاقني السكر ولا يفارقني
الجود ، ثم قال : وأخلاقي وتكرمي كما علمت أيتها الحبيبة ، افتخر الشاعر
بالجود ووفور العقل إذا لم ينقص السكر عقله . وهذان البيتان قد حكم الرواة
بتقدمهما في بابهما 40
الحليل ، بالمهلة : الزوج ، والحليلة الزوجة ، وقيل في اشتقاقهما إنهما من
الحلول فسميا بها لأنهما يحلان منزلا واحدا وفراشا واحدا ، فهو على هذا
القول فعيل بمعنى مفاعل ، مثل شريب وأكيل ونديم بمعنى مشارب ومؤاكل ومنادم ،
وقيل : بل هما مشتقان من الحل لأن كلا منهم يحل لصاحبه ، فهو على هذا
القول فعيل بمعنى مفعل مثل الحكيم بمعنى المحكم وقيل : بل هما مشتقان من
الحل ، وهو على هذا القول فعيل بمعنى فاعل وسميا بهما لأن كل واحد منهما
يحل إزار صاحبه ، الغانية : ذات الزوج من النساء لأنها غنيت بزوجها عن
الرجال ، وقال الشاعر : أحب الأيامى اذ بثينة أيم وأحببت لما أن غنيت
الغوانيا وقيل : بل الغانية البارعة الجمال المستغنية بكمال جمالها عن
التزين ، وقيل : الغانية المقيمة في بيت أبويها لم تزوج بعد ، من غني
بالمكان إذا أقام به . وقال عمارة بن عقيل : الغنية الشابة الحسناء التي
تعجب الرجال ويعجبها الرجال ، والأحسن القول الثاني والرابع ، جدلته :
ألقيته على الجدالة ، وهي الأرض ، فتجدل أي سقط عليها ، المكاء : الصفير ،
العلم : الشق في الشفة العليا يقول : ورب زوج امرأة بارعة الجمال مستغنية
بجمالها عن التزين قتلته وألقيته على الأرض وكانت فريصته تمكو بانصباب الدم
منها كشدق الأعلم . قال أكثرهم : شبه سعة الطعن بسعة شدق الأعلم ، وقال
بعضهم : بل شبه صوت انصباب الدم بصوت خروج النفس من شدق الأعلم 41
العندم : دم الأخوين ، وقيل : بل هو البقعم ، وقيل : شقائق النعمان يقول :
طعنته طعنة في عجلة ترش دما من طعنة نافذة تحكي لون العندم 42
يقول : هلا سألت الفرسان عن حالي في قتالي إن كنت جاهلة بها 43
التعاور : التداول ، يقال : تعاوروه ضربا إذا جعلوا يضربونه على جهة
التناوب ، وكذلك الأعتوار ، الكلم : الجرح ، والتكليم التجريح يقول : هلا
سألت الفرسان عن حالي إذا لم أزل على سرج فرس سابح تناوب الأبطال في جرحه ،
أي جرحه كل منهم . ونهد : من صفة السابح وهو ضخم 44
الطور : التارة والمرة ، والجمع الأطوار يقول : مرة أجرده من صف الأولياء
لطعن الأعداء وضربهم وأنضم مرة إلى قوم محكمي القسي كثير ، يقول : مرة أحمل
عليه على الاعداء فأحسن بلائي وأنكي فيهم أبلغ نكاية ، ومرة أنضم إلى قوم
أحكمت قسيهم وكثر عددهم ، أراد أنهم رماة مع كثرة عددهم ، العرمرم : الكثير
، حصد الشيء حصدا : إذا استحكم ، والإحصاد الإحكام 45
يخبرك : مجزوم لأنه جواب هلا سألت ، الوقعة والوقيعة : اسمان من اسماء
الحرب ، والجمع الوقعات والقائع ، الوغى : أصوات أهل الحرب ثم استعير للحرب
، المغنم والغنم والغنيمة واحد يقول : إن سألت الفرسان عن حالي في الحرب
يخبرك من حضر الحرب بأني كريم عالي الهمة آتي الحروب وأعف عن اغتنام
الأموال 46
المدجج : التام السلاح ، الإمعان : الإسراع في الشيء والغلو فيه ،
الاستسلام : الانقياد والاستكانة يقول : ورب رجل تام السلاح كانت الابطال
تكره نزاله وقتاله لفرط بأسه وصدق مراسه ، فهو لايسرع في الهرب إذا اشتد
بأس عدوه ولا يستكين له إذا صدق مراسه 47
يقول : جادت يدي له بطعنة عاجلة برمح مقوم صلب الكعوب . والبيت جواب رب
المضمر بعد الواو في ومدجج . قوله بعاجل طعنة ، قدم الصفة على الموصوف ثم
أضافها اليه ، تقديره : بطعنة عاجلة ، الصدق : الصلب 48
الشك : الانتظام ، والفعل شك يشك ، الأصم : الصلب يقول : فانتظمت برمحي
الصلب ثيابه ، أي طعنته طعنة أنفذت الرمح في جسمه وثيابه كلها ، ثم قال :
ليس الكريم محرما على الرماح ، يريد أن الرماح مولعة بالكرام لحرصهم على
الإقدام ، وقيل : بل معناه أن كرهه لا يخلصه من القتل المقدر له 49
الجزر : جمع جزرة وهي الشاة التي أعدت للذبح ، النوش : التناول ، والفعل
ناش ينوش نوشا ، القضم : الاكل بمقدم الاسنان ، والفعل قضم يقضم يقول :
فصيرته طعمة للسباع كما يكون الجزر طعمه للناس ، ثم قال : تتناوله السباع
وتأكل بمقدم اسنانها بنانة الحسن ومعصمه الحسن ، يريد أنه قتله فجعله عرضة
للسباع حتى تناولته وأكلته 50
المشك : الدرع التي قد شك بعضها إلى بعض ، وقيل مساميرها يشير إلى أنه
الزرد ، وقيل : الرجال التام السلاح ، الحقيقة : ما يحق عليك حفظه أي يجب ،
العلم ، بكسر اللام : الذي أعلم نفسه أي شهرها بعلامة يعرف بها في الحرب
حتى ينتدب الابطال لبرازه ، والمعلم بفتح اللام : الذي يشار اليه ويدل عليه
بأنه فارس الكتيبة وواحد السرية يقول : ورب مشك درع ، أي رب موضع انتظام
درع واسعة ، شققت أوساطها بالسيف عن رجل حسام لما يجب عليه حفظه شاهر نفسه
في حومة الحرب أو مشار اليه فيها ، يريد أنه هتك مثل هذه الدرع عن مثل هذا
الشجاع فكيف الظن بغيره 51
الربذ : السريع ، شتا : دخل في الشتاء ، يشتو شتوا ، الغاية : راية ينصبها
الخمار ليعرف مكانه بها . أراد بالتجار الخمارين ، الملوم : الذي ليم مرة
بعد أخرى . والبيت كله من صفة حامي الحقيقة يقول : هتكت الدرع عن رجل سريع
اليد خفيفها في اجالة القداخ في الميسر في برد الشتاء ، وخص الشتاء لأنهم
يكثرون الميسر فيه لتفرغهم له ، وعن رجل يهتك رايات الخمارين ، أي كان
يشتري جميع ما عندهم من الخمر حتى يقلعوا راياتهم لنفاذ خمرهم ، فهو ملوم
على إمعانه في الجود وإسرافه في البذل ، وهذا كله من صفة حامي الحقيقة 52
يقول : لما رآني هذا الرجل نزلت عن فرسي أريد قتله كثر عن أنيابه غير متبسم
، أي لفرط كلوحه من كراهية الموت قلصت شفتاه عن أسنانه ، وليس ذاك لتكلم
ولا لتبسم ولكن من الخوف ، ويروى لغير تكلم 53
مد النهار ك طوله ، العظلم : نبت يختضب به ، العهد : اللقاء ، يقال : عهدته
أعهد عهدا إذا لقيته . يقول: رأيته طول النهار وامتداده بقد قتلي إياه
وجفاف الدم عليه كأن بنانه ورأسه مخضوبان بهذا النبت 54
المخذم : السريع القطع يقول : طعنته برمحي حين ألقيته من ظهر فرسه ثم علوته مع سيف مهند صافي الحديد سريع القطع 55
السرحة : الشجرة العظيمة ، يحذى : أي تجعل حذاء له ، والحذاء : النعل ،
والجمع الأحذية يقول : وهو بطل مديد القد كأن ثيابه ألبست شجرة عظيمة من
طول قامته واستواء خلقه تجعل جلود البقر المدبوغة بالقرظ نعالا له ، أي
تستوعب رجلاه السبت ، ولم تحمل امه غيره ، بالغ في وصفه بالشدة والقوة
بامتداد قامته وعظم أعضائه وتمام غذائه عند إرضاعه إذ كان فذا غير توأم 56
ما صلة زائدة ، الشاة : كناية عن المرأة يقول : يا هؤلاء أشهدوا شاة قنص
لمن حلت له فتعجبوا من حسنها وجمالها فإنها قد حازت أتم الجمال ، والمعنى :
هي حسناء جميلة مقنع لمن كلف بها وشغف بحبها ، ولكنها حرمت علي وليتها لم
تحرم على ، أي ليت أبي لم يتزوجها ، وقيل : أراد بذلك أنها حرمت عليها
باشتباك الحرب بين قبيلتيهما ثم تمنى بقاء الصلح 57
يقول : فبعثت جاريتي لتتعرف أحوالها لي 58
الغرة : الغفلة ، رجل غر غافل لم يجرب الأمور يقول : فقالت جاريتي ، لما
أنصرفت لي : صادفت الأعادي غافلين عنها ورمي الشاة ممكن لمن راد أن يرتميها
، يريد أن زيارتها ممكنة لطالبها لغفلة الرقباء والقرناء عنها 59
الجداية : ولد الظبية ، والجمع الجدايا ، الرشأ : الذي قوي من أولاد الظباء
، والغزلان جمع الغزال ، الحر من كل شيء : خالصة وجيدة ، الأرثم : الذي في
شفته العليا وأنفه بياض يقول : كأن التفاتها إلينا في نظرها التفات ولد
ظبية هذه صفته في نظره 60
التنبئة والتنبيئ : مثل الإنباء ، هذه من سبعة أفعال تتعدى إلى ثلاثة
مفاعيل ، وهي : أعلمت وأريت وأنبأت ونبأت وأخبرت وخبرت وحدثت ، وإنما تعدت
الخمسة التي هي غير أعلمت وأريت إلى ثلاثة مفاعيل لتضمنها معنى أعلمت يقول :
أعلمت أن عمرا لا يشكر ننعمتي ، وكفران النعمة ينفر نفس المنعم عن الإنعام
: فالتاء في نبئت هو المفعول الأول قد أقيم مقام الفاعل وأسند الفعل إليه ،
وعمرا هو المفعول الثاني ، وغير هو المفعول الثالث 61
الوصاة والوصية شيء واحد ، وضح الفم : الاسنان ، القلوص : التشنج والقصر
يقول : ولقد حفظت وصية عمي إياي باقتحامي القتال ومناجزتي الأبطال في أشد
أحوال الحرب ، وهي حال تقلص الشفاه عن الأسنان من شدة كلوح الأبطال والكماة
فرقا من القتل 62
حومة الحرب :معظمها وهي حيث تحوم الحرب أي تدور ، وغمرات الحرب : شدائدها
التي تغمر أصحابها ، أى تغلب قلوبهم وعقولهم ، التغمغم : صياح ولجب لا يفهم
منه شئ يقول : ولقد حفظت وصية عمي في حومة الحرب التي لا تشكوها الابطال
إلا بجلبة وصياح 63
الاتقاء : الحجز بين الشيئين ، يقول : اتقيت العدو بترسي ، أي جعلت الترس
حاجزا بيني وبين العدو ، الخيم : الجبن ، المقدم : موضع الإقدام ، وقد يكون
الإقدام في غير هذا الموضع يقول : حين جعلني أصحابي حاجزا بينهم وبين أسنة
أعدائهم ، أي قدموني وجعلوني في نحور أعدائهم ، لم أجبن عن أسنتهم ولم
أتأخر ولكن قد تضايق موضع اقدامي فتعذر التقدم فتأخرت لذلك 64
التذامر : تفاعل من الذمر وهو الحض على القتال يقول : لما رأيت جمع الأعداء
قد أقبلوا نحونا يحض بعضهم بعضا على قتالنا عطفت عليهم لقتالهم غير مذمم ،
أي محمود القتال غير مذمومة 65
الشطن : الحبل الذي يستقى به و ، والجمع الاشطان ، اللبان : الصدر . يقول :
كانوا يدعونني في حال إصابة رماح الاعداء صدر فرسي ودخولها فيه ، ثم شبهها
في طولها بالحبال التي يستقى بها من الآبار 66
الثغرة : الثقب في أعلى النحر ، والجمع الثغر يقول : لم أزل أرمي الاعداء
بنحر فرسي حتى جرح وتلطخ بالدم وصار الدم له بمنزلة السربال ، أي عم جسده
عموم السربال جسد لابسه 67
الازورار : الميل ، التحمحم : من صهيل الفرس ما كان فيه شبه الحنين ليرق
صاحبه له يقول : فمال فرسي مما أصابت رماح الأعداء صدره ووقوعها به ، وشكا
إلي بعبرته وحمحمته ، أي نظر إلي وحمحم لأرق له 68
يقول : لو كان يعلم الخطاب لاشتكى إلي مما يقاسيه ويعانيه ولكلمني لو كان
يعلم الكلام ، يريد أنه لو قدر على الكلام لشكا إليه مما أصابه من الجراح
69
يقول : ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها قول الفوارس لي : ويلك يا عنتره أقدم نحو
العدو واحمل عليه ، يريد أن تعويل أصحابه عليه والتجاءهم إليه شفى نفسه
ونفى غمه 70
الخبار : الأرض اللينة ، الشيظم : الطويل من الخيل يقول : والخيل تسير
وتجري في الأرض اللينة التي تسوخ فيها قوائمها بشدة وصعوبة وقد عبست وجوهها
لما نالها من الإعياء وهي لاتخلو من فرس طويل أو طويلة ، أي كلها طويلة 71
ذلل : جمع ذلول من الذل وهو ضد الصعوبة ، الركاب : الابل لا واحد لها من
لفظها عند جمهور الأئمة ، وقال الفراء : إنها جمع ركوب مثل قلوص وقلاص
ولقوح ولقاح ، المشايعة : المعاونة ، اخذت من الشياع وهو دقاق الحطب
لمعاونته على النار على الإيقاد في الحطب الجزل ، الحفز : الدفع ، الابرام :
الاحكام يقول : تذل إبلي لي حيث وجهتها من البلاد ويعاونني على أفعالي
عقلي وأمضي ما يقضيه عقلي بأمر محكم 72
الدائرة : اسم للحادثة ، سميت بها لأنها تدور من خير إلى شر ومن شر إلى خير
، ثم استعملت في المكروهة دون المحبوبة ت يقول : ولقد خاف أن أموت ولم تدر
الحرب على ابني ضمضم بما يكرهانه ، وهما حصين وهرم إبنا ضمضم 73
يقول : اللذان يشتمان عرضي ولم أشتمهما أنا ، والموجبان على انفسهما سفك
دمي إذا لم أراهما ، يريد أنهما يتوعدانه حال غيبته فأما في حال الحضور فلا
يتجاسران عليه 74
يقول : إن يشتماني لم أستغرب منهما ذلك فإني قتلت أباهما وصيرته جزر السباع وكل نسر مسن75
sage
sage
دائم الحضور
دائم الحضور

عدد المساهمات : 4949

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى