عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 18 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 18 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
لُمَعٌ من رسائل الجاحظ
صفحة 1 من اصل 1
لُمَعٌ من رسائل الجاحظ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لُمَعٌ من رسائل الجاحظ أَكْثَرُ النّاسِ سَماعًا أَكْثَرُهُمْ خَواطِرَ ، وَأَكْثَرُهُمْ خَواطِرَ أَكْثَرُهُمْ تَفَكُّرًا ، وَأَكْثَرُهُمْ تَفَكُّرًا أَكْثَرُهُمْ عِلْمًا ، وَأَكْثَرُهُمْ عِلْمًا أَرْجَحُهُمْ عَمَلًا - كَما أَنَّ أَكْثَرَ الْبُصَراءِ رُؤْيَةً لِلْأَعاجيبِ أَكْثَرُهُمْ تَجارِبَ ؛ وَلِذلِكَ صارَ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الْأَعْمى ، وَصارَ السَّميعُ الْبَصيرُ أَكْثَرَ خَواطِرَ مِنَ الْبَصيرِ ! وَعَلى قَدْرِ شِدَّةِ الْحاجَةِ تَكونُ الْحَرَكَةُ ، وَعَلى قَدْرِ ضَعْفِ الْحاجَةِ يَكونُ السُّكونُ - كَما أَنَّ الرّاجِيَ وَالْخائِفَ دائِبانِ ، وَالْآيِسَ وَالْآمِنَ وادِعانِ !
__________________
"قال مصطفى صادق الرافعي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] :" ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ"
nacera- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 169
رد: لُمَعٌ من رسائل الجاحظ
لَوْلا أَنَّ اللّهَ - تَعالى ! - أَرادَ أَنْ يَجْعَلَ الِاخْتِلافَ سَبَبًا لِلِاتِّفاقِ وَالِائْتِلافِ ، لَما جَعَلَ واحِدًا قَصيرًا وَالْآخَرَ طَويلًا ، وَواحِدًا حَسَنًا وَآخَرَ قَبيحًا ، وَواحِدًا غَنيًّا وَآخَرَ فَقيرًا ، وَواحِدًا عاقِلًا وَآخَرَ مَجْنونًا ، وَواحِدًا ذَكيًّا وَآخَرَ غَبيًّا . وَلكِنْ خالَفَ بَيْنَهُمْ لِيَخْتَبِرَهُمْ ، وَبِالِاخْتِبارِ يُطيعونَ ، وَبِالطّاعَةِ يَسْعَدونَ ؛ فَفَرَّقَ بَيْنَهُمْ لِيَجْمَعَهُمْ ، وَأَحَبَّ أَنْ يَجْمَعَهُمْ عَلَى الطّاعَةِ لِيَجْمَعَهُمْ عَلَى الْمَثوبَةِ ؛ فَسُبْحانَه وَتَعالى ! ما أَحْسَنَ ما أَبْلى وَأَوْلى ، وَأَحْكَمَ ما صَنَعَ ، وَأَتْقَنَ ما دَبَّرَ ! لِأَنَّ النّاسَ لَوْ رَغِبوا كُلُّهُمْ عَنْ عارِ الْحِياكَةِ لَبَقينا عُراةً ، وَلَوْ رَغِبوا بِأَجْمَعِهِمْ عَنْ كَدِّ الْبِناءِ لَبَقينا بِالْعَراءِ ، وَلَوْ رَغِبوا عَنِ الْفِلاحَةِ لَذَهَبَتِ الْأَقْواتُ وَلَبَطَلَ أَصْلُ الْمَعاشِ ؛ فَسَخَّرَهُمْ عَلى غَيْرِ إِكْراهٍ ، وَرَغَّبَهُمْ مِنْ غَيْرِ دُعاءٍ ! وَلَوْلَا اخْتِلافُ طَبائِعِ النّاسِ وَعِلَلُهُمْ لَمَا اخْتاروا مِنَ الْأَشْياءِ إِلّا أَحْسَنَها وَمِنَ الْبِلادِ إِلّا أَعْدَلَها وَمِنَ الْأَمْصارِ إِلّا أَوْسَطَها . وَلَوْ كانوا كَذلِكَ لَتَناجَزوا عَلى طَلَبِ الْأَواسِطِ ، وَتَشاجَروا عَلَى الْبِلادِ الْعُلْيا ، وَلَما وَسِعَهُمْ بَلَدٌ ، وَلَما تَمَّ بَيْنَهُمْ صُلْحٌ ؛ فَقَدْ صارَ بِهِمُ التَّسْخيرُ إِلى غايَةِ الْقَناعَةِ !
nacera- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 169
رد: لُمَعٌ من رسائل الجاحظ
قَدْ هَجَوْهُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ ، وَهاجى أَصْحابُه شُعَراءَهُمْ ، وَنازَعوا خُطَباءَهُمْ ، وَحاجُّوهُ فِي الْمَواقِفِ ، وَخاصَموهُ فِي الْمَواسِمِ ، وَبادَوْهُ الْعَداوَةَ ، وَناصَبوهُ الْحَرْبَ ؛ فَقَتَلَ مِنْهُمْ ، وَقَتَلوا مِنْهُ ، وَهُمْ أَثْبَتُ النّاسِ حِقْدًا ، وَأَبْعَدُهُمْ مَطْلَبًا ، وَأَذْكَرُهُمْ لِخَيْرٍ أَوْ لِشَرٍّ ، وَأَنْفاهُمْ لَه ، وَأَهْجاهُمْ بِالْعَجْزِ ، وَأَمْدَحُهُمْ بِالْقوَّةِ - ثُمَّ لا يُعارِضُه مُعارِضٌ ، وَلَمْ يَتَكَلَّفْ ذلِكَ خَطيبٌ وَلا شاعِرٌ ! وَمُحالٌ فِي التَّعارُفِ وَمُسْتَنْكَرٌ فِي التَّصادُقِ أَنْ يَكونَ الْكَلامُ أَخْصَرَ عِنْدَهُمْ وَأَيْسَرَ مَئونَةً عَلَيْهِمْ وَهُوَ أَبْلَغُ في تَكْذيبِهِمْ وَأَنْقَضُ لِقَوْلِه وَأَجْدَرُ أَنْ يَعْرِفَ ذلِكَ أَصْحابُه ، فَيَجْتَمِعوا عَلى تَرْكِ اسْتِعْمالِه وَالِاسْتِغْناءِ بِه وَهُمْ يَبْذُلونَ مُهَجَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَيَخْرُجونَ مِنْ دِيارِهِمْ فِي إِطْفاءِ أَمْرِه وَفي تَوْهينِ ما جاءَ بِه ، وَلا يَقولونَ ، بَلْ لا يَقولُ واحِدٌ مِنْ جَماعَتِهِمْ : لِمَ تَقْتُلونَ أَنْفُسَكُمْ ، وَتَسْتَهْلِكونَ أَمْوالَكُمْ ، وَتَخْرُجونَ مِنْ دِيارِكِمْ ، وَالْحيلَةُ في أَمْرِه يَسيرَةٌ ، وَالْمَأْخَذُ في أَمْرِه قَريبٌ ؛ لِيُؤَلِّفْ واحِدٌ مِنْ شُعَرائِكُمْ وَخُطَبائِكُمْ كَلامًا في نَظْمِ كَلامِه ، كَأَقْصَرِ سورَةٍ يُخَذِّلُكُمْ بِها ، وَكَأَصْغَرِ آيَةٍ دَعاكُمْ إِلى مُعارَضَتِها ! بَلْ لَوْ نَسوا ما تَرَكَهُمْ ، حَتّى يُذَكِّرَهُمْ ، وَلَوْ تَغافَلوا ما تَرَكَ أَنْ يُنَبِّهَهُمْ ، بَلْ لَمْ يَرْضَ بِالتَّنْبيهِ دونَ التَّوْقيفِ .
nacera- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 169
رد: لُمَعٌ من رسائل الجاحظ
كانَ يُقالُ : لا يَزالُ النّاسُ بِخَيْرٍ ما تَعَجَّبوا مِنَ الْعَجَبِ
قالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الْمُزَنيُّ : كُنّا نَعْجَبُ مِنْ دَهْرٍ لا يَتَعَجَّبُ أَهْلُه مِنَ الْعَجَبِ ، فَقَدْ صِرْنا في دَهْرٍ لا يَسْتَحْسِنُ أَهْلُهُ الْحَسَنَ ! وَمَنْ لا يَسْتَحْسِنُِ الْحَسَنَ لَمْ يَسْتَقْبِحِ الْقَبيحَ ! وَقالَ بَعْضُهُمُ : الْعَجَبُ تَرْكُ التَّعَجُّبِ مِنَ الْعَجَبِ !
قالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الْمُزَنيُّ : كُنّا نَعْجَبُ مِنْ دَهْرٍ لا يَتَعَجَّبُ أَهْلُه مِنَ الْعَجَبِ ، فَقَدْ صِرْنا في دَهْرٍ لا يَسْتَحْسِنُ أَهْلُهُ الْحَسَنَ ! وَمَنْ لا يَسْتَحْسِنُِ الْحَسَنَ لَمْ يَسْتَقْبِحِ الْقَبيحَ ! وَقالَ بَعْضُهُمُ : الْعَجَبُ تَرْكُ التَّعَجُّبِ مِنَ الْعَجَبِ !
nacera- عضو نشيط
- عدد المساهمات : 169
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى