عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 8 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 8 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
فرنسا في الجزائـر بقلم فخر علماء الجزائر الشّيخ البشير الإبراهيميّ
صفحة 1 من اصل 1
فرنسا في الجزائـر بقلم فخر علماء الجزائر الشّيخ البشير الإبراهيميّ
فرنسا في الجزائـر بقلم فخر علماء الجزائر الشّيخ البشير الإبراهيميّ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
«جاء الاستعمار الفرنسيُّ إلى الجزائر يَحمل السَّيف والصَّليب: ذاك للتَّمكين، وذاك للتّمكّن.
فملك الأرض واستعبد الرِّقاب، وفرض الجِزى وسخّر العقول والأبدان.
ولو وقف عند حدود الدّنيويّات لقلنا: تلك هي طبيعة الاستعمار الجائع، تدفعه الشَّهوات إلى اللّذّات، فيجري إلى مداها ويقف، وتدفعه الأنانيّة إلى الحيوانيّة، فيلْتقم ولا ينتقم. ولكنّه كان استعمارًا دينيًّا مسيحيًّا عاريًا، وقف للإسلام بالمرصاد مِن أوّل يومٍ، فابتزَّ أمواله الموقوفة بالقهر، وتصرَّف في معابده بالتّحويل والهدم، وتحكّم في الباقي منها بالاحتكار والاستبداد، وتدخَّل في شعائره بالتّضييق والتّشديد، كلُّ ذلك بروحٍ مسيحيّةٍ رومانيّةٍ تشعُّ بالحقد وتفور بالانتقام، ولم يكتف بذلك حتَّى احتضن اليهوديّة، وحمى أهلها، وأشركهم في السِّيادة ليؤلِّبهم مع المسيحيَّة على حرب الإسلام، ويجنِّدهم في الكتائب المُغِيرة عليه.
وقد تبدَّلت الأوضاعُ بعد ذلك في فرنسا، وتطوّرت الأفكار، وترقّت المعارف، واستوْسَقَت الحضارة، وضاقت النُّفوس بالكنيسة فزَوَتْهَا عن الحكم، ونزعت من يدها المقاليد، ولكن ذلك كلّه كان مقصورًا على فرنسا، ومحدودًا بحدودها. أمَّا هنا في الجزائر... وحيث يوجد الإسلام، وكتابُهُ ولسانُهُ...فإنَّ المسيحَّيَة معدودةٌ مِن عُدَدِ الاستعمار وأسلحته لحرب الإسلام، وقرآنِهِ، ولغتِهِ، لا يختلف في ذلك رأي، ولا يضيق به صدر، ولا يسمع فيه قول مجرِّح ولا منتقِد، ولا تُقبل فيه دعوى أنّه منافٍ لمبادئ الجمهوريّة، أو الإنسانيّة، أو اللاَّدينيّة، وما أحمق مَن يقيسُ الجزائر بفرنسا! ...
أيُّها الأحمق، إنَّ الثَّوب مفصّلٌ على قدر لابسه، ولستَ بذاك. أنتَ مِنْ هُنَا، لا مِنْ هُنَاكَ...
محمّد البشير الإبراهيمي
رئيسُ جمعيّة العلماء بالجزائر».
[نُشِرَت في مجلّة «الفتح» للعلاَّمة المجاهد محبّ الدِّين الخطيب -رحمه الله - في عددها: (853)، السَّنة (18)، ربيع الأول 1367هـ، (ص:6)] [1].
[1] - كنتُ أحسَبُ أنَّ هذه الكلمات غيرُ موجودةٍ ضمنَ المطبوع مِن«آثار الإمام الإبراهيمي»، وعَدَدْتُها حينَها ممَّا يُستَدْرَكُ عليها، ثمَّ إذا هيَ قطعةٌ من مقالٍ منشورٍ في «عيون البصائر» بعنوان «الأديان الثّلاثة في الجزائر»، في (3/80).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
«جاء الاستعمار الفرنسيُّ إلى الجزائر يَحمل السَّيف والصَّليب: ذاك للتَّمكين، وذاك للتّمكّن.
فملك الأرض واستعبد الرِّقاب، وفرض الجِزى وسخّر العقول والأبدان.
ولو وقف عند حدود الدّنيويّات لقلنا: تلك هي طبيعة الاستعمار الجائع، تدفعه الشَّهوات إلى اللّذّات، فيجري إلى مداها ويقف، وتدفعه الأنانيّة إلى الحيوانيّة، فيلْتقم ولا ينتقم. ولكنّه كان استعمارًا دينيًّا مسيحيًّا عاريًا، وقف للإسلام بالمرصاد مِن أوّل يومٍ، فابتزَّ أمواله الموقوفة بالقهر، وتصرَّف في معابده بالتّحويل والهدم، وتحكّم في الباقي منها بالاحتكار والاستبداد، وتدخَّل في شعائره بالتّضييق والتّشديد، كلُّ ذلك بروحٍ مسيحيّةٍ رومانيّةٍ تشعُّ بالحقد وتفور بالانتقام، ولم يكتف بذلك حتَّى احتضن اليهوديّة، وحمى أهلها، وأشركهم في السِّيادة ليؤلِّبهم مع المسيحيَّة على حرب الإسلام، ويجنِّدهم في الكتائب المُغِيرة عليه.
وقد تبدَّلت الأوضاعُ بعد ذلك في فرنسا، وتطوّرت الأفكار، وترقّت المعارف، واستوْسَقَت الحضارة، وضاقت النُّفوس بالكنيسة فزَوَتْهَا عن الحكم، ونزعت من يدها المقاليد، ولكن ذلك كلّه كان مقصورًا على فرنسا، ومحدودًا بحدودها. أمَّا هنا في الجزائر... وحيث يوجد الإسلام، وكتابُهُ ولسانُهُ...فإنَّ المسيحَّيَة معدودةٌ مِن عُدَدِ الاستعمار وأسلحته لحرب الإسلام، وقرآنِهِ، ولغتِهِ، لا يختلف في ذلك رأي، ولا يضيق به صدر، ولا يسمع فيه قول مجرِّح ولا منتقِد، ولا تُقبل فيه دعوى أنّه منافٍ لمبادئ الجمهوريّة، أو الإنسانيّة، أو اللاَّدينيّة، وما أحمق مَن يقيسُ الجزائر بفرنسا! ...
أيُّها الأحمق، إنَّ الثَّوب مفصّلٌ على قدر لابسه، ولستَ بذاك. أنتَ مِنْ هُنَا، لا مِنْ هُنَاكَ...
محمّد البشير الإبراهيمي
رئيسُ جمعيّة العلماء بالجزائر».
[نُشِرَت في مجلّة «الفتح» للعلاَّمة المجاهد محبّ الدِّين الخطيب -رحمه الله - في عددها: (853)، السَّنة (18)، ربيع الأول 1367هـ، (ص:6)] [1].
[1] - كنتُ أحسَبُ أنَّ هذه الكلمات غيرُ موجودةٍ ضمنَ المطبوع مِن«آثار الإمام الإبراهيمي»، وعَدَدْتُها حينَها ممَّا يُستَدْرَكُ عليها، ثمَّ إذا هيَ قطعةٌ من مقالٍ منشورٍ في «عيون البصائر» بعنوان «الأديان الثّلاثة في الجزائر»، في (3/80).
nasrou- عضو نشيط
-
عدد المساهمات : 234
العمر : 33
العمل/الترفيه : etudiant
مواضيع مماثلة
» رِسَالَةٌ مِن الجزائر: بقلم الشّيخ مُبارك الميلي الجزائري
» قال علماء المسلمين عن العربيّة
» كلام نفيس للشيخ البشير الإبراهيمي حول كتب اللغة
» الشّاشيّة بقلم الأستاذ العلاّمة الجزائريّ ابن أبي شنب
» إنها قصة عجيبه لعالم من علماء لغة العرب .. إنه الأصمعي
» قال علماء المسلمين عن العربيّة
» كلام نفيس للشيخ البشير الإبراهيمي حول كتب اللغة
» الشّاشيّة بقلم الأستاذ العلاّمة الجزائريّ ابن أبي شنب
» إنها قصة عجيبه لعالم من علماء لغة العرب .. إنه الأصمعي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى