فوائد ولطائف من كتاب تاج العروس، ومجلس سماعه

من طرف **Admin** الثلاثاء فبراير 10, 2015 5:08 pm

فوائد ولطائف من كتاب تاج العروس، ومجلس سماعه

من الكتاب:

- يجوز هذا الوجه في قراءة الأعداد، وإن كان خلاف الأولى: قال الزبيدي: (عِدَّة مستعمل الكلام كله ومهمة: ستة آلاف ألف وتسعة وخمسون ألفا وأربعمائة) [6950400] فقرأها من اليسار إلى اليمين، وليس من اليمين إلى اليسار، والأولى القراءة من اليمين، لأن العرب تكتب من اليمين، وتقرأ من اليمين.

من مجلس سماعه:

- بدأ اللقاء ببيان (مسئولية العربي الروحية والمعنوية اتجاه لغته): ومما جاء فيه الآتي:
· القرآن الكريم كلام الله عز وجل وتنزيله، لا سبيل إلى علمه وإدراك معانيه إلا بالتبحر في علم اللغة العربية، ما دفع بعض العلماء إلى أن يقول:

حفظ اللغات علينا

فرض كفرض الصلاة

فليس يضبط دين

إلا بحفظ اللغات

واللغة العربية لم يتسن لها البقاء إلا بفضل القرآن، الذي تعهد الله عز وجل بحفظه، ولولاه لاندثرت كما اندثر غيرها من اللغات، أو تحولت إلى لغة أخرى، لا تكاد تتصل باللغة الأم برباط كما سائر لغات العالم سوى اللغة العربية. ولذلك ظلت لغة العلم والعلماء طيلة أربعة عشر قرناً من الزمان، وما زلنا نقرأ بها.
· تحدث الكثير من العلماء والحكماء المسلمين عن كراهية التحدث بكلام الأعاجم، فقد نهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن زمزمة المجوس، وكره الشافعي لمن يعرف العربية أن يسمى بغيرها، وأن يتكلم بها خالطاً لها بالعجمية، حتى قال الإمام مالك: من تكلم في مسجدنا بغير العربية أخرج منه. وأعطى الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله العربية قدرها عندما خصها بواحدة من وصاياه العشرة الشهيرة: "اجتهد أن تتحدث العربية الفصحى".
· ما معنى أن يقول عالم لغوي عربي معاصر: "العربية من أحسن اللغات"، فمن الواضح أن كلمة (من) للتبعيض، فهي لا تحسم أفضلية اللغة العربية على سائر لغات البشر، فها هو الشافعي يحسم في ذلك، إذ يقول: "ولسان العرب أوسع الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً". وما أصدق ابن جني حين قال: "وكلام العرب لمن عرفه وتدرب بطريقها فيه جار مجرى السحر لطفا... لو أحست العجم بلطف صناعة العرب في هذه اللغة لاعتذرت من اعترافها بلغتها، فضلا عن التقديم لها".
· الانبهار باللغة الانجليزية ليس لأسباب ذاتية تكمن فيها، وإنما لأسباب حضارية أخرى تتعلق بالسيطرة الحالية للغرب على العالم، وكذلك للهالة التي حازتها الإنجليزية، رغم أن أصلها اللغوي أخذ من جهات شتى، في الوقت الذي تتميز به العربية بالأصالة، حيث لم تأخذ من غيرها من اللغات أكثر من 1% وذلك في ظل التواصل الحضاري بين العربية وغيرها.
· المعركة معركة الهوية في حقيقة الأمر، والمقارنة ينبغي أن تكون موضوعية، فإذا كان الغرب قد تفوق علينا في نظافة الشوارع مثلا، فلا زلنا متفوقين عليه في نظافة العرض، وإن سبقنا في نظام المهنة والعمل، فهو لا يمكن أن يجارينا في النظام العائلي، ولا نظام الترابط المجتمعي، وإذا سبقنا في علم الاتصال والتقنية، فلا زال متخلفا في الاتصال مع مع رب الخلق سبحاته وتعالى.
· العربي ما زال متصلاً بتراثه وميراث أسلافه اتصالاً وثيقاً بعكس الآخرين الذين انقطعوا عن تراث أسلافهم بفعل تبدل لغاتهم وتغيرها، فلغة المتنبي لم تتغير عن لغة أحمد شوقي، وأنت تقرأ لامرئ القيس وتفهم قصيدته كلها، إلا من بضع كلمات، رغم أنه توفي قبل أكثر من خمسة عشر قرناً، بعكس الإنجليزي الذي لو قرأ لشكسبير؛ فإنه لا يفهم إلا بضع كلمات، رغم أن وفاته لم يتم لها أربعة قرون حتى الآن. ولهذا تستقطب العربية الكثير من الاهتمام، وعلى ذلك شواهد كثيرة، كأن نرى مائتي رسالة دكتوراه في روسيا فقط في أقل من عشر سنوات في ستينيات القرن السابق.
· ما أجدر العربي أن يتمسك بلغته، وأن يعرف الكثير عنها، وأن يحرس اعتزازه بها، وأن يخاطب العالم كله بها، ففي لغته كل ألوان الخطاب، فنحن نقول: أنت، وأنت، وأنتما، وأنتم، وأنتن، ويقابل ذلك لكه في الإنجليزية فقط (you)، وكيف لا تسمو روح العربي بهذه اللغة التي تزدهي بالحروف الحلقية: الهمزة والهاء، والعين والحاء، والغين والخاء، وهي الحروف القريبة من القلب والروح، ومن الغريب جداً أن تخلو اللغة الإنجليزية من هذه الحروف كلها.
· يؤدي التفاعل مع اللغة إلى لطائف لا تنتهي، نحو قول أحد العلماء: أفعال العبد: لازم ومتعد، فاللازم ما تكون بركاته مقصورة على صاحبه، والمتعدي ما تتعدى بركاته إلى غيره من الناس، وقوله: والفاعل مرفوع، والمفعول منصوب، فلما رأى العارف بالله ألا فاعل إلا الله جل جلاله؛ عظم قدره، ورفع ذكره، وخضع لجلاله، ورأى نفسه مفعولا به؛ فانتصب لعبادته. إذن فهو التفاعل الجميل الممتع مع العربية، التي لا تبدأ بساكن، وإنما تبدأ بمتحرك، بعكس الإنجليزية. وكذلك سترى أن الألف ليست حرفاً أصيلاً في اللغة العربية، ولذلك لا تجده حرفاً أصلياً في أي بنية لأي كلمة، والسبب بسيط، وهو أن هذا لاحرف ساكن أبداً، والسكون هو الموت، وينبغي ألا يشارك شيء ميت في بناء هذه اللغة المجيدة..الحية..المنطلقة أبداً.
· أول مخطوط عثر عليه في العالم بأسره كان بالخط العربي، والذي يرجع تاريخ إلى (1850 ق.م) وإذا قارنت ذلك بتاريخ أول مخطوط جرماني تجده في القرن السابع الميلادي. ومخطوطاتنا مسلوبة هنا وهناك في مشارق الأرض ومغاربها، لذا ينبغي أن نسعى لاستعادتها.
· اعلم أن اعتياد اللغة الفصيحة يالذات يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيراً قوياً بينا، ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتم تزيد العقل والدين والخلق.
- ليس من إمبر (وإن كانت شاذة) لها شاهد من كلامنا العامي في زماننا من لهجة أهل فلسطين يقولون (امبارح)، يريدون بذلك البارحة.
- غالباً ما يتم الاقتصار على قول الشاعر:

ما كل ما يتمنى المرء يدركه

تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ

وظاهره الدعوة للرضا بالواقع، لكن من أكمل بقية الأبيات، لنفس الشاعر علم أن مراد الشاعر صناعة الواقع، لا الرضا به.

تجري الرياح كما تجري سفينتنا

نحن الرياح و نحن البحر والسفن ُ

إن الذي يرتجي شيئاً بهمّتهِ

يلقاهُ لو حاربَتْهُ الانسُ والجنُ

فاقصد الى قمم الاشياءِ تدركها

تجري الرياح كما رادت لها السفنُ

- جموع التكسير أفصح من جموع السلامة.
- بعد عام 150هـ، لا يستشهد على اللغة بكلامهم
- لا تقل اجابتي على النحو التالي: وإنما قل: إجابتي على النحو الآتي.
- عِدَةُ الصابرين لابن القيم، هذا هو الضبط لاسم الكتاب، هكذا ضبطه الشيخ الدكتور أبو همام أسامة حماد، وقد بحثت في الشابكة فوجدت ما يوافق قوله من كلام الشيخ علي الحلبي أثناء شرحه لكتاب الإبانة الصغرى الدرس المتعلق بحفظ القرآن من الدقيقة (25: 21)... الإمام ابن القيم في كتابه "عِدَة الصابرين"، ومن يسميه "عُدة" أو "عِدِّة" فقد أخطأ والصواب "عِدة" أي موعد؛ ما وعد به الصابرون؛ {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }.
- أفضل من يضبط اللغة كتاب (الصحاح) وإن كان صغيراً.
- قل: اعتلى سُدة الخلافة، ولا تقل: اعتلى سِدة الخلافة.
- قل: التقيته، ولا تقل: التقيت به، أو التقيت وإياه.

- قل: زاد على، ولا تقل: زاد عن، أفاده أبو همام، ووجدت في الشابكة: وإذا أُعطي رجلٌ شيئاً فطلب زيادةً على ما أُعْطٍيَ، قيل: قد استزاده، وقال ذو الإصبع العَدواني[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]:
وأنتـم معشَـرٌ زَيْـدٌ على مئـةٍ فأجمعـوا أمركم طُـرّاً فكيدونـي

- قل: استبانات، ولا تقل استبيانات، صوبها أبو همام، وفي الشابكة: الاستبانة على وزن (استفالة) وأصلها (استبيان)، والهاء تعويض عن الياء المحذوفة. ومثل ذلك: (استقامة) وأصلها (استقوام)، و(استدامة)، وأصلها: (استدوام)، و(استمالة)، وأصلها: (استميال) وهكذا. وكل ذلك لا يجوز إظهاره لأن العرب لم تنطق به إلا شذوذا في مثل (استحواذ) ونحوه. فالصواب (استبانة) فقط.
- يجوز هذا الوجه في قراءة الأعداد، وإن كان خلاف الأولى: قال الزبيدي: (عِدَّة مستعمل الكلام كله ومهمة: ستة آلاف ألف وتسعة وخمسون ألفا وأربعمائة) [6950400] فقرأها من اليسار إلى اليمين، وليس من اليمين إلى اليسار، والأولى القراءة من اليمين، لأن العرب تكتب من اليمين، وتقرأ من اليمين.
- مائة، تكتب هكذا وتلفظ مئة، وقد وجدت تعليلاُ في الشابكة يشابه تعليله، جاء فيه: كلمةُ: (مائة) ـ أصلُها مِئْي مثل حِمْلٍ، ثُمَّ حُذِفتْ لامُ الكلمةِ، وعُوِّضَ عنها الهاءُ كما قالَ الفيوميُّ في المصباحِ؛ وعليهِ صارتِ الكلمةُ: (مئة)، ولما كانتِ العربُ قديمًا لا ينقطونَ الحروفَ، ولا يكتبونَ الهمزاتِ، كانتِ الكلمةُ تشتبهُ بشبهِ الجملةِ: (مِنْهُ) ـ على مَا أظنُّ ـ فأضافَ علماءُ الرَّسمِ الألفَ في: (مائةٍ) للتمييزِ بين الرَّسمين،كما أضافوا الواوَ إلى: (عمرٍو) للتمييزِ بينها وبين: كلمة: (عمر) في حالتي الرفعِ والجرِّ"...المهم أنَّ الألفَ في (مائةٍ) ليستْ من أصلِ الكلمةِ؛ ولذلك لا تُنطقُ.
- قال أبو همام لابنته: من أنتْ؟ فقالت: .... فقلت الصواب: من أنتِ، لأنها فتاة، فقال العرب إذا وقفت سكنت، فالصواب: من أنتْ؟ واستشهد زميلي في الطلب -إيهاب حمدان- بقول النبي صلى الله عليه «أَهُوَ هُو؟»[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
- أهمية التواريخ في فهم الأمور، ولم أر في بداية الأمر أهمية لذلك لامكانية العثور على سنوات الوفاة للعلماء من خلال برنامج (وفيات الأعيان)، لكن شيخنا أبا همام أفاد بأهمية حفظ سني وفياتهم؛ لما لها من ارتباط بمعرفة الطبقات، وما يرتبط بالطبقة من أحداث وعلوم، وما لذلك من أهمية في تقبل الحقائق أو ردها، ثم طال بنا الحديث وذكرت أمراً عن الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، فسألني عن سنة وفاته[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فقلت: لا أذكرها، فقال: نجده في الأعلام للزركلي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فقلت: لا أحسب الزركلي ترجم للطنطاوي لأنه متأخر عنه، فقيل: أرأيت أهميه معرفة التواريخ.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إصبع: بالكسر ومهملة، ذو الإصبعالعدواني، اسمه حرثان بن محرث بن الحارث على الصحيح، وهو أحد حكام العرب،ولقب ذا الإصبع؛ لأن افعى ضربته في إصبعه فقطعها....قال أبو الحسن يعني الدارقطني: ذو الإصبع العدواني بضم العين وهم فاحش، ولا خلفانه عدوان بفتح العين؛ وكان عدا على أخيه فهم فقتله، فسمي عدوان، كذلك ذكرهكافة النسابين واللغويين.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سنن النسائي (4/ 60) عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَآمَنَ بِهِ وَاتَّبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: أُهَاجِرُ مَعَكَ، فَأَوْصَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا كَانَتْ غَزْوَةٌ غَنِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيًا، فَقَسَمَ وَقَسَمَ لَهُ، فَأَعْطَى أَصْحَابَهُ مَا قَسَمَ لَهُ، وَكَانَ يَرْعَى ظَهْرَهُمْ، فَلَمَّا جَاءَ دَفَعُوهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟، قَالُوا: قِسْمٌ قَسَمَهُ لَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخَذَهُ فَجَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: «قَسَمْتُهُ لَكَ»، قَالَ: مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِّي اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى إِلَى هَاهُنَا، وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ، فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ: «إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ»، فَلَبِثُوا قَلِيلًا ثُمَّ نَهَضُوا فِي قِتَالِ الْعَدُوِّ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْمَلُ قَدْ أَصَابَهُ سَهْمٌ حَيْثُ أَشَارَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَهُوَ هُوَ؟» قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: «صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَقَهُ»، وصححه الألباني.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (1327- 1420هـ) ، الموافق ( 1909- 1999م). أي توفي قبل 16 عاما من اليوم (1436هـ)، الموافق (2015م).

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المتوفى (1396هـ).