عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 20 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 20 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
ذكريات الطفولة
صفحة 1 من اصل 1
ذكريات الطفولة
لم يزل مجلسي على تلّي الرم *** ليّ يصغي إلى أناشيد أمسي
لم أزل طفلة سوى أنني قد *** زدت جهلا بكنه عمري ونفسي
ليتني لم أزل كما كنت قلبا *** ليس فيه إلا السّنا والنقاء
كلّ يوم أبني حياتي أحلا *** ما وأنسى إذا أتاتي المساء
في ظلال النخيل أبني قلاعا *** وقصورا مشيدة في الرّمال
أسفا يا حياة أين رمالي *** وقصوري ؟ وكيف ضاعت ظلالي؟
إيه تلّ الرمال ماذا ترى أب *** قيت لي من مدينة الأحلام ؟
أين أبراجها العلّيات هل تا *** هت وراء الزمان في اوهام ؟
ذهب المس لم أعد طفلة تر *** قب عشّ العصفور كلّ صباح
لم أعد أبصر الحياة كما كا *** نت رحيقا يذوب في أقداحي
لم أعد في الشتاء أرنو إلى الأم *** طار من مهدي الجميل الصغير
لم أعد أعشق الحمامة ان غنّ *** ت وألهو على ضفاف الغدير
كم زهور جمّعتها وعطور *** سرقتها الحياة لم تبق شيّا
كم تعاليل صغتها بدّدتها *** وتبقّى تذكارها في يديّا
كنت عرشي بالأمس يا تلّي الرم *** لي والآن لم تعد غير تلّ
كان شدو الطيور رجع أناشي *** دي وكان النعيم يتبع ظّلي
كان هذا الوجود مملكتي الكب *** رى فيا ليتها تعود إليّا
ليت تل الرمال يسترجع الأس *** رار والشعر والجمال الطريّا
لم أعد أستطيع أن أحكم الزه *** ر وأرعى النجوم في كلّ ليل
هل أنا الآن غير شاعرة تد*** رك سرّ الكون الجديب المملّ؟
ذهب الأمس والطفولة واعتض *** ت بحسّي الرهيف عن لهو أمسي
كلّ ما في الوجود يؤلمني الآ *** ن وهذي الحياة تجرح نفسي
قد تجّلت لي الحقيقة طيفا *** غيهّبيا في مقلتيه جنون
وتلاشى حلم الطفولة في الما *** ضي ولم يبق منه إلا الحنين
أين لون الأزهار ؟ لم أعد الآ *** ن أرى في الأزهار غير البوار
كلما أبصرت عيوني أزها *** را تذّكرت قاطف الأزهار
أين لحن الطيور ؟ لم يعد الآ*** ن اشتياقا وحرقة في فؤادي
فالغناء اللذيذ ضاع صداه *** وانطوي في تذّكر الصياد
أين همس النسيم ؟ أشواقه السك *** رى انطفت لم تعد تثير خيالي
فغدا يهمس النسيم بموتي *** في عميق الهوى وفوق التلال
أين مني مفاتن الليل شعر *** وغموض في غيهب مسحور
لم أعد أعشق الظلام غدا أه *** وي عظاما تحت الظلام الكبير
ها أنا الآن تحت ظلّ من الصف*** صاف والتين مستطاب ظليل
أقطف الزهر ان رغبت وأجني الث*** مر الحلو في صباحي الجميل
وغدا ترسم الظلال على قب *** ري خطوطا من الجمال الكئيب
وغدا من دمي غذاؤك يا صف *** صاف يا تين أيّ ثأر رهيب
ذاك دأب الحياة تسلب ما تع *** طيه بخلا لا كان ما تعطيه
تتقاضى الأحياء قيمة عيش *** ضّمهم من شقاه أعمق تيه
هي هذي الحياة ساقية السم *** كؤوسا يطفو عليها الرحيق
أومأت للعطاش فاغترفوا من*** ها ومن ذاقها فليس يفيق
هي هذي الحياة زارعة الأش*** واك لا الزهر والدجى لا الضياء
هي نبع الآثام تستلهم الشرّ*** وتحيا في الأرض لا في السماء
للشاعرة : نازك الملائكة
نازك الملائكة شاعرة عراقية تمثل أحد أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث، الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن والإنسان .
ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 وتخرجت في دار المعلمين عام 1944، وفي عام 1949 تخرجت في معهد الفنون الجميلة "فرع العود"، لم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية إلى هذا الحد إذ درست اللغة اللاتينية في جامعة برستن في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك درست اللغة الفرنسية والإنكليزية وأتقنت الأخيرة وترجمت بعض الأعمال الأدبية عنها، وفي عام 1959 عادت إلى بغداد بعد أن قضت عدة سنوات في أمريكا لتتجه إلى انشغالاتها الأدبية في مجالي الشعر والنقد، والتحقت عام 1954 بالبعثة العراقية إلى جامعة وسكونسن لدراسة الأدب المقارن، وقد ساعدتها دراستها هذه المرة للاطلاع على اخصب الآداب العالمية، فإضافة لتمرسها بالآداب الإنكليزية والفرنسية فقد اطلعت على الأدب الألماني والإيطالي والروسي والصيني والهندي .
اشتغلت بالتدريس في كلية التربية ببغداد عام 1957، وخلال عامي 59 و1960 تركت العراق لتقيم في بيروت وهناك أخذت بنشر نتاجاتها الشعرية والنقدية، ثم عادت إلى العراق لتدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة البصرة
تكاد تكون نازك الملائكة رائدة للشعر الحديث، بالرغم من إن مسألة السبق في "الريادة" لم تحسم بعد بينها وبين بدر شاكر السياب، ولكن نازك نفسها تؤكد على تقدمها في هذا المجال عندما تذكر في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأنها أول من قال قصيدة الشعر الحر، وهي قصيدة "الكوليرا" عام 1947. أما الثاني -في رأيها- فهو بدر شاكر السياب في ديوانه "أزهار ذابلة" الذي نشر في كانون الأول من السنة نفسها .
لنازك الملائكة العديد من المجاميع الشعرية والدراسات النقدية منها ما ضمها كتاب ومنها ما نشر في المجلات والصحف الأدبية، أما مجاميعها الشعرية فهي على التوالي :
عاشقة الليل 1947، شظايا ورماد 1949، قرار الموجة 1957، شجرة القمر1968، مأساة الحياة وأغنية الإنسان "ملحمة شعرية " 1970 ، يغير ألوانه البحر1977، وللصلاة والثورة 1978 .
ونازك الملائكة ليست شاعرة مبدعة حسب، بل ناقدة مبدعة أيضاً، فآثارها النقدية: (قضايا الشعر المعاصر1962)، (الصومعة والشرفة الحمراء1965) و(سيكولوجية الشعر 1993) تدل على إنها جمعت بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذي يكتبه الشعراء، فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي الأستاذة الجامعية التي يعرفها الدرس الأكاديمي حق معرفة، وتمارسه بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي لأنها شاعرة ترى الشعر بعداً فنياً حراً لا يعرف الحدود أو القيود. لذلك فنازك الناقدة، ومن خلال آثارها النقدية تستبطن النص الشعري وتستنطقه وتعيش في أجوائه ناقدة وشاعرة على حد سواء بحثاً عن أصول فنية أو تجسيداً لمقولة نقدية أو تحديداً لخصائص شعرية مشتركة .
لم أزل طفلة سوى أنني قد *** زدت جهلا بكنه عمري ونفسي
ليتني لم أزل كما كنت قلبا *** ليس فيه إلا السّنا والنقاء
كلّ يوم أبني حياتي أحلا *** ما وأنسى إذا أتاتي المساء
في ظلال النخيل أبني قلاعا *** وقصورا مشيدة في الرّمال
أسفا يا حياة أين رمالي *** وقصوري ؟ وكيف ضاعت ظلالي؟
إيه تلّ الرمال ماذا ترى أب *** قيت لي من مدينة الأحلام ؟
أين أبراجها العلّيات هل تا *** هت وراء الزمان في اوهام ؟
ذهب المس لم أعد طفلة تر *** قب عشّ العصفور كلّ صباح
لم أعد أبصر الحياة كما كا *** نت رحيقا يذوب في أقداحي
لم أعد في الشتاء أرنو إلى الأم *** طار من مهدي الجميل الصغير
لم أعد أعشق الحمامة ان غنّ *** ت وألهو على ضفاف الغدير
كم زهور جمّعتها وعطور *** سرقتها الحياة لم تبق شيّا
كم تعاليل صغتها بدّدتها *** وتبقّى تذكارها في يديّا
كنت عرشي بالأمس يا تلّي الرم *** لي والآن لم تعد غير تلّ
كان شدو الطيور رجع أناشي *** دي وكان النعيم يتبع ظّلي
كان هذا الوجود مملكتي الكب *** رى فيا ليتها تعود إليّا
ليت تل الرمال يسترجع الأس *** رار والشعر والجمال الطريّا
لم أعد أستطيع أن أحكم الزه *** ر وأرعى النجوم في كلّ ليل
هل أنا الآن غير شاعرة تد*** رك سرّ الكون الجديب المملّ؟
ذهب الأمس والطفولة واعتض *** ت بحسّي الرهيف عن لهو أمسي
كلّ ما في الوجود يؤلمني الآ *** ن وهذي الحياة تجرح نفسي
قد تجّلت لي الحقيقة طيفا *** غيهّبيا في مقلتيه جنون
وتلاشى حلم الطفولة في الما *** ضي ولم يبق منه إلا الحنين
أين لون الأزهار ؟ لم أعد الآ *** ن أرى في الأزهار غير البوار
كلما أبصرت عيوني أزها *** را تذّكرت قاطف الأزهار
أين لحن الطيور ؟ لم يعد الآ*** ن اشتياقا وحرقة في فؤادي
فالغناء اللذيذ ضاع صداه *** وانطوي في تذّكر الصياد
أين همس النسيم ؟ أشواقه السك *** رى انطفت لم تعد تثير خيالي
فغدا يهمس النسيم بموتي *** في عميق الهوى وفوق التلال
أين مني مفاتن الليل شعر *** وغموض في غيهب مسحور
لم أعد أعشق الظلام غدا أه *** وي عظاما تحت الظلام الكبير
ها أنا الآن تحت ظلّ من الصف*** صاف والتين مستطاب ظليل
أقطف الزهر ان رغبت وأجني الث*** مر الحلو في صباحي الجميل
وغدا ترسم الظلال على قب *** ري خطوطا من الجمال الكئيب
وغدا من دمي غذاؤك يا صف *** صاف يا تين أيّ ثأر رهيب
ذاك دأب الحياة تسلب ما تع *** طيه بخلا لا كان ما تعطيه
تتقاضى الأحياء قيمة عيش *** ضّمهم من شقاه أعمق تيه
هي هذي الحياة ساقية السم *** كؤوسا يطفو عليها الرحيق
أومأت للعطاش فاغترفوا من*** ها ومن ذاقها فليس يفيق
هي هذي الحياة زارعة الأش*** واك لا الزهر والدجى لا الضياء
هي نبع الآثام تستلهم الشرّ*** وتحيا في الأرض لا في السماء
للشاعرة : نازك الملائكة
نازك الملائكة شاعرة عراقية تمثل أحد أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث، الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن والإنسان .
ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 وتخرجت في دار المعلمين عام 1944، وفي عام 1949 تخرجت في معهد الفنون الجميلة "فرع العود"، لم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية إلى هذا الحد إذ درست اللغة اللاتينية في جامعة برستن في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك درست اللغة الفرنسية والإنكليزية وأتقنت الأخيرة وترجمت بعض الأعمال الأدبية عنها، وفي عام 1959 عادت إلى بغداد بعد أن قضت عدة سنوات في أمريكا لتتجه إلى انشغالاتها الأدبية في مجالي الشعر والنقد، والتحقت عام 1954 بالبعثة العراقية إلى جامعة وسكونسن لدراسة الأدب المقارن، وقد ساعدتها دراستها هذه المرة للاطلاع على اخصب الآداب العالمية، فإضافة لتمرسها بالآداب الإنكليزية والفرنسية فقد اطلعت على الأدب الألماني والإيطالي والروسي والصيني والهندي .
اشتغلت بالتدريس في كلية التربية ببغداد عام 1957، وخلال عامي 59 و1960 تركت العراق لتقيم في بيروت وهناك أخذت بنشر نتاجاتها الشعرية والنقدية، ثم عادت إلى العراق لتدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة البصرة
تكاد تكون نازك الملائكة رائدة للشعر الحديث، بالرغم من إن مسألة السبق في "الريادة" لم تحسم بعد بينها وبين بدر شاكر السياب، ولكن نازك نفسها تؤكد على تقدمها في هذا المجال عندما تذكر في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأنها أول من قال قصيدة الشعر الحر، وهي قصيدة "الكوليرا" عام 1947. أما الثاني -في رأيها- فهو بدر شاكر السياب في ديوانه "أزهار ذابلة" الذي نشر في كانون الأول من السنة نفسها .
لنازك الملائكة العديد من المجاميع الشعرية والدراسات النقدية منها ما ضمها كتاب ومنها ما نشر في المجلات والصحف الأدبية، أما مجاميعها الشعرية فهي على التوالي :
عاشقة الليل 1947، شظايا ورماد 1949، قرار الموجة 1957، شجرة القمر1968، مأساة الحياة وأغنية الإنسان "ملحمة شعرية " 1970 ، يغير ألوانه البحر1977، وللصلاة والثورة 1978 .
ونازك الملائكة ليست شاعرة مبدعة حسب، بل ناقدة مبدعة أيضاً، فآثارها النقدية: (قضايا الشعر المعاصر1962)، (الصومعة والشرفة الحمراء1965) و(سيكولوجية الشعر 1993) تدل على إنها جمعت بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذي يكتبه الشعراء، فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي الأستاذة الجامعية التي يعرفها الدرس الأكاديمي حق معرفة، وتمارسه بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي لأنها شاعرة ترى الشعر بعداً فنياً حراً لا يعرف الحدود أو القيود. لذلك فنازك الناقدة، ومن خلال آثارها النقدية تستبطن النص الشعري وتستنطقه وتعيش في أجوائه ناقدة وشاعرة على حد سواء بحثاً عن أصول فنية أو تجسيداً لمقولة نقدية أو تحديداً لخصائص شعرية مشتركة .
jazila- دائم الحضور
-
عدد المساهمات : 1000
العمر : 33
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى