عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 11 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 11 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
القَلَم... عِندَما يُحِب!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
القَلَم... عِندَما يُحِب!
القَلَم... عِندَما يُحِب!
تكتبُ عنه، تذوبُ في ملامحهِ المُتخيّلة، ترى سواد الليل في عينيه، والتماع النجوم، يرافقها كما البدر، يلوح يبددُ عنها ظلمة القلب ووحشته، يخيل إليها أنه يهمس، فترتعش لهمساته، تمسكُ القلم، وتكتب عنه... تستأثرُ هي بوهم حبّه، ويستحوذُ هو على قلبها وعقلها، يحتلّ قلمها ومحبرتها، يعيّن على كل سطر جندي حارس لكلماتها، إن لم تكن له هو، فلا شعر ولا أدب ولا جمال...
ويهيم بها حباً، فيطلق الدواوين والأشعار، يهلوس بحمى سببتها له، وينذر حياته من أجل بسمة من شفتيها، أو نظرة مُتخيلة من عينيها...
***
حول هذه الموضوعات كنا ومازلنا ندندن منذ زمن بعيد...
الغزلُ موجودٌ منذ الأزل، لكن مقامه يرتفع في أزمان، ورايته تنكس في أخرى، حسب اهتمامات الناس، وما يضجّ في عقولهم، وكما تمليه عقولُ النخبة وما تتأجج فيه مشاعرهم...
والناس تتلقى الحروف المزدانة بلهفة، يتناقلونها بينهم بإعجاب، يرددونها بوعي أو من غير وعي، حتى تنطبع في قلوبهم، وتسيطر على أفعالهم وتصرفاتهم.
وكم بات للعشق في زماننا من مكانة!
مازال شيطانه يسيطرُ على العقول، حتى بات سلاحاً قوياً في أيدي الباحثين عن الحرية، عبر التحرر من الأدب والأخلاق، فبحجة الحب باتت الرذيلة مسوّغة، ومن أجل العشق تُبرر الأخطاء، وتُغفر الخطايا؛ ليمتد المرض إلى حمّى الجسد، بلغته يتحدثون، وتحت شعار من الجرأة واختراق القيود يتبجحون. ولو استمر الصمتُ الخانع لقادنا إلى تهلكة، فعن أيّ شيء يتكلمون؟ وأية حواجز يفكرون باختراقها؟!
حول هذه القضية، كان لابد وأن يُبسط في الحديث...
جلّ ما في المسألة أن الحب والأدب تواءما واختلطا وتمازجا، فكأنهما قد أصبحا في عقول الناس أمراً واحداً لا ثاني له. فلا وجود لشاعر إن لم تكن حروفه كلها غزلاً صريحاً، ولا مكان لأديب إن لم ينقش على لوح رخامي مقامته الغزلية، بحبيبته الحقيقية أو الوهمية... وأصبحت معظم الأقلام في الأمة لا تكتبُ إلا في موضوع الحب بخصوصية الرجل والمرأة، ولا تعرف من معاني الجمال إلا ما تمثل فيه وجه الحبيب أو الحبيبة!..
***
ولما كان الأدب مرآة للأمة، يعكسُ توجهها وفكرها، ويخبرُ عن تقدمها الفكري أو تخلفها، فقد كان من الضرورة العناية وتوجيه الأقلام الموهوبة، للبحث عن فكرة طيبة نافعة، ترقى بها وترتقي، فكرة ترفلُ في زي الأدب عروساً حسناء، تتقبلها النفوس، وتتطلع لتبنيها وتمثلها. وكم يسعدنا أن نجد بين الأقلام ما يصورُ الواقع ويتحدث عنه، ويوجد حلولاً لمشكلاته، أو يقدم طرف الخيط لبلوغ الهدف عن طريقه، وما يطمح للمستقبل وبنائه، ورسم آفاق المرء فيه وتطلعاته، فليس كل الإبداع عشق وهيام، ولا كل الجمال قصيدة معطرة بالورد مهداة إلى المحبوبة!
كم مرّة صافحنا نص أدبي، حمل في طيّاته معاني الخشوع، وقربنا خطوة لمحراب العبودية، حيث يسجد القلب تتبعه الجوارح، فيفيض دمع العين بإيمان تجدد، لكلمات قرعت القلوب قبل الآذان فأيقظتها من غفلة!
" سَعَيْتُ إليه..
ووجَدْتُه وحْدَهُ، كعادَتِه،..
يهينم بأذكاره ودعواته.. قد علم أن حَيَواتِنَا تَنْقَلِبُ إلى حَطَبٍ يابِسٍ مالم تَمَسَّهَا أنداءُ الأسحار..
وأنّ حَقَائِبَ العُمْرِ ستظل مُفْلِسَةً إذا لم تُزَوَّدْ في خَلَوَاتِ اللَّيْلِ! " 1
وكم علت فينا الهمم، وتمنينا سباقاً إلى فلاح، وطالعتنا صورٌ كنا قد شاهدناها من قبل، في زمنٍ آخر، وقصص عرفناها، لكنها بدت في قالب الأدب منارة بوميضها يُستضاء، وعلى أثرها تتسارع الخطوات، فيعمرُ الكون بحياة أثمرت عملاً، وهمماً أيقظت فأثّرت...
" كان طيف الخلافة يتراءى له من بعيد والنفس تشتهي الملك.كان يحلم ونفسه تتوق ,وتوقُ نفسٍ كاد أن يقتل صاحبه ,لكنه لم يتوقف به!
همةٌ تقلق وحلمٌ يطوف وأملٌ يتراءى ورغبةٌ تزداد احتراقاً في نفس.
وفي يوم من الأيام يُصبح الحلم حقيقة,وينالُ صاحب الهمّة مرادهُ على طبق ٍ من ذهب، فيُعهدُ لهُ بالخلافة.
يا الله!
تحقق حلم الفتى وأخيراً أصبح خليفةً للمسلمين..
سأجلسُ على عرش المُلك؛ لآمر وأنهى وأتقلّب في نعيمه...
يومٌ وثانٍ وثالث..
وإذ بالنفس التوّاقة تشتعل مرة ً أخرى بأمنية وتستعر بهمّة عليا لتوقظ ذلك الخليفة الهمام من منام غفلة.فينقدح في النفس فجر الآخرة.. " 2
وقد يقفُ القلم في جبهة، يجاهدُ ويذود عن الإسلام، يحاولُ استعادة الحقوق التي ضاعت، ويرسمُ بإباءٍ طريق النصر، فيفتحُ العيون على الحقائق، ويزيل عنها غشاوة الغفلة!
" إن كنتُ قوياً يا أيها الشعوب الضعيفة فأحتاج أن تنهضوا بقوتكم الكامنة ,
ولن أعمل وحدي وحتى لو آتاني الله قوة بل اعملوا معي أنفخوا في النار فأنت
كثر كغثاء السيل , أنفخوا لتتأجج النار و يعلو لهيبها حتى يلتئم الفتق
والصدفين ويكتمل السد .." 3
ومع القلم تولدُ معاني الفضيلة في أزهى حلّة، تصقلُ النفوس، فتعيدها إلى سابق عهد من صفاء، تذكرها بجمال فطرة ولدت عليها، وبنقاء قلب طولبت أن تحفظه...
فما أروع القلم حين يكلله الحياء، وما أغلى الحبر مُضاء بالفضيلة، على مروج الإيمان...
" .. في عباءة تولد مواسم الربيع ويشدو العفاف بأنشودة النقاء ..
ومع عباءة تكتمل أنوثة امرأة يختزلها السفور في جسد.. فتجد لجسدها روحا لا تنزع ..
ولكتابها سطورا لا تلتهمها نظرات قارئ جائع .. أو تمتد إليها أنامل قارئ مكفوف ..
ولأفكارها .. وحديث ملامحها .. الحرية من رق الآسرين وفضول العابرين ..
ليبقى .. فرحها .. ووجومها .. ألمها وسكونها .. خوفها ..لافتات لمشاعر مستترة ..
تتمرد تنتفض .. ويسعدها ألا يلمحها أحد .. لأنها مغلفة بعباءة .." 4 .
***
لقد أودع الله في قلوب الأدباء شفافية خاصة, تجعل نظرتهم لكل شيء مختلفة، ووهبهم شرف الإمساك بالقلم، ليصححوا المسارات، ويوجهوا الناس إلى جادة الصواب، وهم إذ حملوا هذه الأمانة على عاتقهم، فهم ملزمون بالإصلاح والتوجيه، وأن يكونوا قبل ذلك قدوة في سلوكهم وأفعالهم، وفي كل حرف يُسخّرون له مشاعرهم وعواطفهم، خفقات قلبهم، وقطرات حبرهم... فإليها تتجه الأنظار وبها يُحتذى...
"أكتب على أوراق الزهر فتذبل مما أسطر، كانت الأوراق تحتضر بين يدي ... تموت وأنا أخط نعيا لأحياء! أناس يتنفسون ويتناسلون، لكنهم موتى تأخر دفنهم ... هاموا في المعشوقات بمعلقات، ويبست أيديهم حين جاملوا العراق على استحياء...
لماذا تكبر أخطاؤنا في عين بعض أدباء بني ليبرال، ويتجاهلون وحشا بصورة إنسان! صوّر بناتنا عاريات ...
لن ألومه هو، فالشيء من معدنه لا يستغرب، بل ألوم من تجاهله من أدبائنا ... هذا العلج المتحضر ! أليس في بيان حاله إنصافا لحالنا ( ونحن نُسَبّ بدون الأسباب، وبعكس الأسباب)؟ " 5
ومما يدفع للتفاؤل، ويحركُ في النفس كوامن السعادة، وجود أقلام جندت أنفسها في هذا المضمار، مازالت تبثُ الوعي وتنادي إلى رُشد، هدفها عظيم لا تكلّ عن السعي إليه، وهمتها عظيمة كلما فترت جددتها بوقفة صدق، وكلما طال الطريق وامتدت العوائق، تمسكت أكثر بالوصول، وطمحت ليوم الحصاد...
***
ليت أوعية القلوب تمتلئ بحب الخالق، فتفيض الصفحات بمداد من نُـور، وياليت الأقلام تتكاتف، لتبني نهضة جديدة، بفكر واعٍ، وفهم لرسالة الأدب.
ولعلنا ننتشلُ أنفسنا من دوائر تعظيم الذات وهواجسها، والقلب واضطراباته، وهواجسه ومتعلقاته، وجحيمه وعذاباته، ولوعته وحمّاه، لينتظم الحرف على وقع خطوات أديب مؤمن ذو بصيرة، عازم على إحداث فرق، راغب بالتغيير حقيقي يبقى ويدوم... حينها سيشعر بحب آخر، أكثر حلاوة، وأشهى طعماً، وأسمى قدراً، وأغلى عند الله...
-------------------------
1- ركض الضرير- وجدان العلي.
2- نفس تواقة – عطاء.
3- فما استطاعوا له نقبا- صباح الضامن.
4- في عباءة – ذات صيف.
5- عن القلب تسألين – د. إسلام المازني
منقوووووووووووووووووووووول
تكتبُ عنه، تذوبُ في ملامحهِ المُتخيّلة، ترى سواد الليل في عينيه، والتماع النجوم، يرافقها كما البدر، يلوح يبددُ عنها ظلمة القلب ووحشته، يخيل إليها أنه يهمس، فترتعش لهمساته، تمسكُ القلم، وتكتب عنه... تستأثرُ هي بوهم حبّه، ويستحوذُ هو على قلبها وعقلها، يحتلّ قلمها ومحبرتها، يعيّن على كل سطر جندي حارس لكلماتها، إن لم تكن له هو، فلا شعر ولا أدب ولا جمال...
ويهيم بها حباً، فيطلق الدواوين والأشعار، يهلوس بحمى سببتها له، وينذر حياته من أجل بسمة من شفتيها، أو نظرة مُتخيلة من عينيها...
***
حول هذه الموضوعات كنا ومازلنا ندندن منذ زمن بعيد...
الغزلُ موجودٌ منذ الأزل، لكن مقامه يرتفع في أزمان، ورايته تنكس في أخرى، حسب اهتمامات الناس، وما يضجّ في عقولهم، وكما تمليه عقولُ النخبة وما تتأجج فيه مشاعرهم...
والناس تتلقى الحروف المزدانة بلهفة، يتناقلونها بينهم بإعجاب، يرددونها بوعي أو من غير وعي، حتى تنطبع في قلوبهم، وتسيطر على أفعالهم وتصرفاتهم.
وكم بات للعشق في زماننا من مكانة!
مازال شيطانه يسيطرُ على العقول، حتى بات سلاحاً قوياً في أيدي الباحثين عن الحرية، عبر التحرر من الأدب والأخلاق، فبحجة الحب باتت الرذيلة مسوّغة، ومن أجل العشق تُبرر الأخطاء، وتُغفر الخطايا؛ ليمتد المرض إلى حمّى الجسد، بلغته يتحدثون، وتحت شعار من الجرأة واختراق القيود يتبجحون. ولو استمر الصمتُ الخانع لقادنا إلى تهلكة، فعن أيّ شيء يتكلمون؟ وأية حواجز يفكرون باختراقها؟!
حول هذه القضية، كان لابد وأن يُبسط في الحديث...
جلّ ما في المسألة أن الحب والأدب تواءما واختلطا وتمازجا، فكأنهما قد أصبحا في عقول الناس أمراً واحداً لا ثاني له. فلا وجود لشاعر إن لم تكن حروفه كلها غزلاً صريحاً، ولا مكان لأديب إن لم ينقش على لوح رخامي مقامته الغزلية، بحبيبته الحقيقية أو الوهمية... وأصبحت معظم الأقلام في الأمة لا تكتبُ إلا في موضوع الحب بخصوصية الرجل والمرأة، ولا تعرف من معاني الجمال إلا ما تمثل فيه وجه الحبيب أو الحبيبة!..
***
ولما كان الأدب مرآة للأمة، يعكسُ توجهها وفكرها، ويخبرُ عن تقدمها الفكري أو تخلفها، فقد كان من الضرورة العناية وتوجيه الأقلام الموهوبة، للبحث عن فكرة طيبة نافعة، ترقى بها وترتقي، فكرة ترفلُ في زي الأدب عروساً حسناء، تتقبلها النفوس، وتتطلع لتبنيها وتمثلها. وكم يسعدنا أن نجد بين الأقلام ما يصورُ الواقع ويتحدث عنه، ويوجد حلولاً لمشكلاته، أو يقدم طرف الخيط لبلوغ الهدف عن طريقه، وما يطمح للمستقبل وبنائه، ورسم آفاق المرء فيه وتطلعاته، فليس كل الإبداع عشق وهيام، ولا كل الجمال قصيدة معطرة بالورد مهداة إلى المحبوبة!
كم مرّة صافحنا نص أدبي، حمل في طيّاته معاني الخشوع، وقربنا خطوة لمحراب العبودية، حيث يسجد القلب تتبعه الجوارح، فيفيض دمع العين بإيمان تجدد، لكلمات قرعت القلوب قبل الآذان فأيقظتها من غفلة!
" سَعَيْتُ إليه..
ووجَدْتُه وحْدَهُ، كعادَتِه،..
يهينم بأذكاره ودعواته.. قد علم أن حَيَواتِنَا تَنْقَلِبُ إلى حَطَبٍ يابِسٍ مالم تَمَسَّهَا أنداءُ الأسحار..
وأنّ حَقَائِبَ العُمْرِ ستظل مُفْلِسَةً إذا لم تُزَوَّدْ في خَلَوَاتِ اللَّيْلِ! " 1
وكم علت فينا الهمم، وتمنينا سباقاً إلى فلاح، وطالعتنا صورٌ كنا قد شاهدناها من قبل، في زمنٍ آخر، وقصص عرفناها، لكنها بدت في قالب الأدب منارة بوميضها يُستضاء، وعلى أثرها تتسارع الخطوات، فيعمرُ الكون بحياة أثمرت عملاً، وهمماً أيقظت فأثّرت...
" كان طيف الخلافة يتراءى له من بعيد والنفس تشتهي الملك.كان يحلم ونفسه تتوق ,وتوقُ نفسٍ كاد أن يقتل صاحبه ,لكنه لم يتوقف به!
همةٌ تقلق وحلمٌ يطوف وأملٌ يتراءى ورغبةٌ تزداد احتراقاً في نفس.
وفي يوم من الأيام يُصبح الحلم حقيقة,وينالُ صاحب الهمّة مرادهُ على طبق ٍ من ذهب، فيُعهدُ لهُ بالخلافة.
يا الله!
تحقق حلم الفتى وأخيراً أصبح خليفةً للمسلمين..
سأجلسُ على عرش المُلك؛ لآمر وأنهى وأتقلّب في نعيمه...
يومٌ وثانٍ وثالث..
وإذ بالنفس التوّاقة تشتعل مرة ً أخرى بأمنية وتستعر بهمّة عليا لتوقظ ذلك الخليفة الهمام من منام غفلة.فينقدح في النفس فجر الآخرة.. " 2
وقد يقفُ القلم في جبهة، يجاهدُ ويذود عن الإسلام، يحاولُ استعادة الحقوق التي ضاعت، ويرسمُ بإباءٍ طريق النصر، فيفتحُ العيون على الحقائق، ويزيل عنها غشاوة الغفلة!
" إن كنتُ قوياً يا أيها الشعوب الضعيفة فأحتاج أن تنهضوا بقوتكم الكامنة ,
ولن أعمل وحدي وحتى لو آتاني الله قوة بل اعملوا معي أنفخوا في النار فأنت
كثر كغثاء السيل , أنفخوا لتتأجج النار و يعلو لهيبها حتى يلتئم الفتق
والصدفين ويكتمل السد .." 3
ومع القلم تولدُ معاني الفضيلة في أزهى حلّة، تصقلُ النفوس، فتعيدها إلى سابق عهد من صفاء، تذكرها بجمال فطرة ولدت عليها، وبنقاء قلب طولبت أن تحفظه...
فما أروع القلم حين يكلله الحياء، وما أغلى الحبر مُضاء بالفضيلة، على مروج الإيمان...
" .. في عباءة تولد مواسم الربيع ويشدو العفاف بأنشودة النقاء ..
ومع عباءة تكتمل أنوثة امرأة يختزلها السفور في جسد.. فتجد لجسدها روحا لا تنزع ..
ولكتابها سطورا لا تلتهمها نظرات قارئ جائع .. أو تمتد إليها أنامل قارئ مكفوف ..
ولأفكارها .. وحديث ملامحها .. الحرية من رق الآسرين وفضول العابرين ..
ليبقى .. فرحها .. ووجومها .. ألمها وسكونها .. خوفها ..لافتات لمشاعر مستترة ..
تتمرد تنتفض .. ويسعدها ألا يلمحها أحد .. لأنها مغلفة بعباءة .." 4 .
***
لقد أودع الله في قلوب الأدباء شفافية خاصة, تجعل نظرتهم لكل شيء مختلفة، ووهبهم شرف الإمساك بالقلم، ليصححوا المسارات، ويوجهوا الناس إلى جادة الصواب، وهم إذ حملوا هذه الأمانة على عاتقهم، فهم ملزمون بالإصلاح والتوجيه، وأن يكونوا قبل ذلك قدوة في سلوكهم وأفعالهم، وفي كل حرف يُسخّرون له مشاعرهم وعواطفهم، خفقات قلبهم، وقطرات حبرهم... فإليها تتجه الأنظار وبها يُحتذى...
"أكتب على أوراق الزهر فتذبل مما أسطر، كانت الأوراق تحتضر بين يدي ... تموت وأنا أخط نعيا لأحياء! أناس يتنفسون ويتناسلون، لكنهم موتى تأخر دفنهم ... هاموا في المعشوقات بمعلقات، ويبست أيديهم حين جاملوا العراق على استحياء...
لماذا تكبر أخطاؤنا في عين بعض أدباء بني ليبرال، ويتجاهلون وحشا بصورة إنسان! صوّر بناتنا عاريات ...
لن ألومه هو، فالشيء من معدنه لا يستغرب، بل ألوم من تجاهله من أدبائنا ... هذا العلج المتحضر ! أليس في بيان حاله إنصافا لحالنا ( ونحن نُسَبّ بدون الأسباب، وبعكس الأسباب)؟ " 5
ومما يدفع للتفاؤل، ويحركُ في النفس كوامن السعادة، وجود أقلام جندت أنفسها في هذا المضمار، مازالت تبثُ الوعي وتنادي إلى رُشد، هدفها عظيم لا تكلّ عن السعي إليه، وهمتها عظيمة كلما فترت جددتها بوقفة صدق، وكلما طال الطريق وامتدت العوائق، تمسكت أكثر بالوصول، وطمحت ليوم الحصاد...
***
ليت أوعية القلوب تمتلئ بحب الخالق، فتفيض الصفحات بمداد من نُـور، وياليت الأقلام تتكاتف، لتبني نهضة جديدة، بفكر واعٍ، وفهم لرسالة الأدب.
ولعلنا ننتشلُ أنفسنا من دوائر تعظيم الذات وهواجسها، والقلب واضطراباته، وهواجسه ومتعلقاته، وجحيمه وعذاباته، ولوعته وحمّاه، لينتظم الحرف على وقع خطوات أديب مؤمن ذو بصيرة، عازم على إحداث فرق، راغب بالتغيير حقيقي يبقى ويدوم... حينها سيشعر بحب آخر، أكثر حلاوة، وأشهى طعماً، وأسمى قدراً، وأغلى عند الله...
-------------------------
1- ركض الضرير- وجدان العلي.
2- نفس تواقة – عطاء.
3- فما استطاعوا له نقبا- صباح الضامن.
4- في عباءة – ذات صيف.
5- عن القلب تسألين – د. إسلام المازني
منقوووووووووووووووووووووول
رد: القَلَم... عِندَما يُحِب!
موضوع رائع
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
zahera- دائم الحضور
- عدد المساهمات : 2049
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى