عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
قصيدة في الحث على طلب العلم
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة في الحث على طلب العلم
قصيدة تفتُّ فؤادك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد.
فهذه قصيدة تفت فؤادك للشيخ أبي إسحاق ابراهيم بن مسعود الإلبيري الأندلسي، يـحث فيها ولده (أبا بكر) على طلب العلم والعمل به والتخلق بالأخلاق الكريمة.
وقد ترجم للمؤلف الشيخ أبو عبد الله المعروف بابن الأبار في التكملة لكتاب الصلة، وقال: "كانأبو إسحاق من أهل العلم والعمل شاعراً مجوداً وشعره مدون كله في الحكم والمواعظ. وقد حدث أبو إسحاق وروى عنه عبد الواحد بن عيسى وأبو حفص الألبيريان وغيرهما. توفيفي نحو الستين والأربعمائة".
وهذا أوان الشروع في ذكر القصيدة، أرجو من الله أن ينفعنا بما فيها من الحكموالعبر. وهي هذه:
[frame="7 60"]تفتُّ فؤادَك الأيامُ فتـّا ..... وتنحِتُ جسمَك الأيامُنحتا
وتدعوك المنونُ دعاءَ صدقٍ ..... ألا يا صاحِ أنت أريدُ أنتا
أراك تحبُعِرساً ذات خدرٍ ..... أبتَّ طلاقـَها الأكياسُ بتـّا
تنام الدهرَ ويحك في غطيطٍ..... بها حتى إذا متَّ انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوعٌ وحتى ..... متى لا ترعوي عنهاوحتى
أبا بكرٍ دعوتـُك لو أجبتا ..... إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علمٍ تكون بهإمامًا ..... مطاعًا إن نـَهَيتَ وإنْ أمَرتا
ويجلو ما بعينِك مِن غِشاها ..... ويهديكالطريقَ إذا ضللتا
وتحملُ منه في ناديك تاجًا ..... ويكسوك الجمالَ إذاعرَيْتا
ينالُك نفعُه ما دمتَ حياً ..... ويبقى ذكرُه لك إن ذهبتا
هو العضبُالمهندُ ليس ينبو ..... تصيبُ به مقاتلَ من أردتا
وكنزٌ لا تخافُ عليه لصّـًا.....خفيفُ الحمْل يوجدُ حيث كنتا
يزيدُ بكثرة الإنفاق منهُ ..... وينقصُ إن به كفاًشددتا
فلو قد ذقتَ مِن حلواه طـَعمًا ..... لآثرتَ التعلمَ واجتهدتا
ولم يشغلْكعنه هوىً مطاعٌ ..... ولا دنيا بزخرفها فـُتِنتا
ولا ألهاك عنه أنيقُ روضٍ ..... ولاخِدرٌ بزينتها كَلِفتا [1]
فقوتُ الروح أرواحُ المعاني.....وليس بأن طعِمتَ ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجِدِ فيه ..... فإن أعطاكه اللهانتفعتا
وإن أعطِيتَ فيه طولَ باعٍ ..... وقال الناسُ: إنك قد علمتا
فلا تأمنسؤالَ الله عنه ..... بتوبيخٍ: علمتَ فهل عملتا؟
فرأس العلم تقوى الله حقاً ..... وليسبأن يقال: لقد رأستا
وأفضلُ ثوبك الإحسانُ لكن ..... ترى ثوبَ الإساءةِ قدلبِستا
وإن ألقاك فهمُك في مهاوٍ ..... فليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمارالعجز جهلا ..... وتصغر في العيون إذا كبِرتا
وتُفقـَدُ إن جهِلتَ وأنت باقٍ ..... وتوجدإن علمتَ ولو فُقِدتا
وتذكرُ قولتي لك بعد حينٍ ..... إذا حقاً بها يوماًعمِلتا
وإن أهملتـَها ونبذتَ نصحًا ..... ومِلتَ إلى حطامٍ قد جمعتا
فسوف تعض منندمٍ عليها ..... وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماءٍ ..... قد ارتفعواعليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينا ..... فما بالبطء تدركُ ما طلبتا
ولاتختلْ بمالك والْهُ عنه ..... فليس المالُ إلا ما علمتا
وليس لجاهلٍ في الناسِ مغنٍ..... ولو مُلك العراق له تأتـّا
سينطق عنك علمك في ملاءٍ ..... ويُكتب عنك يوماً إنكتمتا [2]
وما يغنيك تشييد المباني ..... إذا بالجهل نفسَكقد هدمتا
جعلتَ المالَ فوق العلم جهلاً ..... لعمرُك في القضية ما عدلتا
وبينهمابنص الوحي بَوْنٌ ..... ستعلمه إذا طه قرأتا [3]
لئن رفعالغني ُ لواءَ مالٍ ..... لأنت لواءَ علمك قد رفعتا
لئن جلس الغنيُ على الحشايا..... لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركبَ الجيادَ مسوماتٍ ..... لأنت مناهجَ التقوىركبتا
ومهما افتض أبكارَ الغواني ..... فكم بكرٍ من الحِكَمِ افتضضتا؟
وليس يضركالإقتارُ شيئاً ..... إذا ما أنت ربَك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميلٍ ..... إذابفِناءِ طاعته أنختا
فقابل بالقبولِ لنـُصحِ قولي ..... فإن أعرضتَ عنه فقدخسرتا
وإن راعيتـَه قولاً وفعلاً ..... وتاجرتَ الإلهَ به ربِحتا
فليست هذهالدنيا بشيءِ ..... تسوؤك حِقبةً وتسرُّ وقتا
وغايتها إذا فكرتَ فيها ..... كفيئك أوكحلمك إن حلمتا
سُجنتَ بها وأنت لها محبٌ ..... فكيف تحب ما فيه سُجنتا
وتطعمكالطعامَ وعن قريبٍ ..... ستـَطعَمُ منك ما فيها طعِمتا
وتعرى إن لبِستَ بها ثيابًا..... وتُكسى إن ملابسَها خلعتا
وتشهدُ كلَ يومٍ دفن خلٍّ ..... كأنك لا تُرادُ لماشهِدتا
ولم تُخلَق لتعمرَها ولكن ..... لتعبُرَها فجِدّ لما خُلِقتا
وإن هُدِمَتفزدها أنتَ هدماً ..... وحصّن أمرَ دينِك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها ..... إذاما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافعٍ ما نلتَ منها ..... من الفاني إذا الباقيحُرِمتا
ولا تضحك مع السفهاء يوماً ..... فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ومن لك بالسروروأنت رهنٌ ..... وما تدري أتـُفدى أم غـُلِلتا
وسل من ربك التوفيق فيها ..... وأخلصْ فيالسؤال إذا سألتا
ونادِ إذا سجدتَ له اعترافًا ..... بما ناداه ذو النون ابنمتى
ولازم بابه قرعاً عساهُ ..... سيفتحُ بابَه لك إن قرعتا
وأكثِرْ ذكرَه فيالأرضِ دأبًا ..... لتـُذكَرَ في السماءِ إذا ذَكَرتا
ولا تقلِ الصّبا فيه امتهالٌ..... وفكّرْ كم صغيرٍ قد دفنتا
((هنا يرد الابن على الأب فيقول)) [4]
وقل: يا ناصحي بل أنت أوْلى ..... بنصحِك لو لفعلك قدنظرتا
تـُقـَطِّعُني على التفريطِ لوماً..... وبالتفريطِ دهرَك قد قطعتا
وفي صِغَري تُخَوِّفني المنايا ..... وما تدري بحالك حيثُشِختا
وكنتَ مع الصِبا أهدى سبيلاً ..... فمالك بعد شيبك قد نكثتا
وها أنا لم أخضبحر الخطايا ..... كما قد خضتـَه حتى غرقتا
ولم أشرب حميّا أمِّ دَفرٍ ..... وأنت شربتهاحتى سكرتا
ولم أنشأ بعصرٍ فيه نفعٌ ..... وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أحلـُلْبوادٍ فيه ظلمٌ ..... وأنت حللتَ فيه وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاماً كباراً ..... ولم أركَاقتديتَ بمن صحبتا
وناداك الكتابُ فلم تـُجبهُ ..... ونبّهك المشيبُ فماانتبهتا
ويقبُحُ بالفتى فعلُ التصابي ..... وأقبحُ منه شيخٌ قد تفـَتـّا
ونفسَكذُمَّ، لا تذمُمْ سواها ..... لعيبٍ فهي أجدرُ مَن ذممتا
وأنت أحق بالتفنيد مني..... ولو كنتَ اللبيبَ لما نطقتا
ولو بكتِ الدما عيناك خوفًا ..... لذنبك لم أقل لك قدأمِنتا
ومن لك بالأمان وأنت عبدٌ ..... أُمِرتَ فما ائتمرتَ ولا أطعتا
ثقـُلتَ منالذنوبِ ولست تخشى ..... لجهلك أن تخِفَّ إذا وُزِنتا
وتـُشفِقُ للمصرِّ على المعاصي..... وترحمه ونفسَك ما رحمتا
رجعتَ القهقرى وخبطتَ عشوى ..... لعمرُك لو وصلتَ لمارجعتا
ولو وافيتَ ربَك يوم نشرٍ ..... ونوقشتَ الحسابَ إذاً هلكتا
ولم يظلمْك فيعملٍ ولكن ..... عسيرٌ أن تقومَ بما حملتا
ولو قد جئتَ يومَ الحشر فردًا ..... وأبصرتَالمنازلَ فيه شتا
لأعظمتَ الندامةَ فيه لهفاً ..... على ما في حياتك قدأضعتا
تفرُ من الهجيرِ وتتقيهِ ..... فهلاّ من جهنمَ قد فررتا
ولستَ تطيقُأهْوَنها عذابًا ..... ولو كنتَ الحديدَ بها لذُبتا
ولا تـُنكِرْ فإن الأمرَ جِدٌ..... وليسَ كما حسبتَ ولا ظننتا
((هنا يرد الأب على رد الإبن فيقول))
أبا بكرٍ كشفتَ أقلّ عيبي ..... وأكثرُه ومعظمُهسترتا
فقل ما شئتَ فيّ من المخازي ..... وضاعفها فإنك قد صدقتا
ومهما عِبتـَنيفلفرطِ علمي ..... بباطنه كأنك قد مدحتا
فلا ترضَ المعايبَ فهي عارٌ ..... عظيمٌ يورثُالمحبوبَ مقتا
ويهوي بالوجيه من الثريا ..... ويُبْدِله مكان الفوق تحتا
كماالطاعات تـُبْدِلـُك الدراري ..... وتجعلـُك القريبَ وإن بعُدتا
وتنشرُ عنك فيالدنيا جميلاً ..... وتلقي البرَ فيها حيث شئتا
وتمشي في مناكبها عزيزًا ..... وتجنيالحمدَ فيما قد غرستا
وأنت الآن لم تـُعرَف بعيبٍ ..... ولا دنّسّتَ ثوبَك مذنشأتا
ولا سابقتَ في ميدانِ زورٍ ..... ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا
فإن لم تنـْأَعنه نشِبتَ فيهِ ..... ومَن لك بالخلاصِ إذا نشِبتا
تدنِّسُ ما تـَطهّرَ منك حتى..... كأنك قبلَ ذلك ما طهُرتا
وصرتَ أسيرَ ذنبِك في وثاقٍ ..... وكيف لك الفكاكُ وقدأسِرتا
فخف أبناءَ جنسِك واخش منهم ..... كما تخشى الضراغمَ والسبَنتا [5]
وخالطهم وزايلهم حِذارًا ..... وكن كالسامريِ إذالُمِستا
وإن جهِلوا عليك فقل سلامٌ ..... لعلك سوف تسلمُ إن فعلتا
ومَن لكبالسلامةِ في زمانٍ ..... تنالُ العِصْمَ إلا إن عُصِمتا
ولا تلبث بحيٍّ فيه ضيمٌ..... يُمِتُّ القلبَ إلا إن كُبِِلتا
وغرِّبْ فالتغرُبُ فيه خيرٌ ..... وشرِقْ إن بريقِكقد شرِقتا
فليس الزهدُ في الدنيا خمولاً ..... لأنت بها الأميرُ إذا زهدتا
ولوفوق الأمير يكون فيها ..... سُمواً وارتفاعاً كنتَ أنتا
فإن فارقتـَها وخرجتَ منها..... إلى دار السلام فقد سلِمتا
وإن أكرمتـَها ونظرتَ فيها ..... لإكرامٍ فنفسَك قدأهنتا
جمعتُ لك النصائحَ فامتثلها ..... حياتَك فهي أفضلُ ما امتثلتا
وطوَّلْتُالعتابَ وزدت فيهِ ..... لأنك في البطالةِ قد أطلتا
ولا يغررك تقصيري وسهوي ..... وخذبوصيتي لك إن رشدتا
وقد أردفتـُها ستّـًا حِسانًا ..... وكانت قبل ذا مائةًوستا
وصلِ على تمامِ الرسلِ ربي ..... وعترته الكريمة ما ذكِرتا[/frame]
[1]: المعنى: لو ذقت حلاوة العلم لما شغلك عنه حسنُ روضٍ ولا جارية تفتنك بزينتها.
[2]: يكتب عليك.
[3]: إشارة إلى قوله تعالى: {وقل رب زدني علما}، فالله أمر نبيه أن يطلب الزيادة في العلم لا المال.
[4]: من هنا يبدأ المؤلف بخطاب نفسه على لسان ولده.
[5]: كما تخسى الأسود والنمور.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وبعد.
فهذه قصيدة تفت فؤادك للشيخ أبي إسحاق ابراهيم بن مسعود الإلبيري الأندلسي، يـحث فيها ولده (أبا بكر) على طلب العلم والعمل به والتخلق بالأخلاق الكريمة.
وقد ترجم للمؤلف الشيخ أبو عبد الله المعروف بابن الأبار في التكملة لكتاب الصلة، وقال: "كانأبو إسحاق من أهل العلم والعمل شاعراً مجوداً وشعره مدون كله في الحكم والمواعظ. وقد حدث أبو إسحاق وروى عنه عبد الواحد بن عيسى وأبو حفص الألبيريان وغيرهما. توفيفي نحو الستين والأربعمائة".
وهذا أوان الشروع في ذكر القصيدة، أرجو من الله أن ينفعنا بما فيها من الحكموالعبر. وهي هذه:
[frame="7 60"]تفتُّ فؤادَك الأيامُ فتـّا ..... وتنحِتُ جسمَك الأيامُنحتا
وتدعوك المنونُ دعاءَ صدقٍ ..... ألا يا صاحِ أنت أريدُ أنتا
أراك تحبُعِرساً ذات خدرٍ ..... أبتَّ طلاقـَها الأكياسُ بتـّا
تنام الدهرَ ويحك في غطيطٍ..... بها حتى إذا متَّ انتبهتا
فكم ذا أنت مخدوعٌ وحتى ..... متى لا ترعوي عنهاوحتى
أبا بكرٍ دعوتـُك لو أجبتا ..... إلى ما فيه حظك لو عقلتا
إلى علمٍ تكون بهإمامًا ..... مطاعًا إن نـَهَيتَ وإنْ أمَرتا
ويجلو ما بعينِك مِن غِشاها ..... ويهديكالطريقَ إذا ضللتا
وتحملُ منه في ناديك تاجًا ..... ويكسوك الجمالَ إذاعرَيْتا
ينالُك نفعُه ما دمتَ حياً ..... ويبقى ذكرُه لك إن ذهبتا
هو العضبُالمهندُ ليس ينبو ..... تصيبُ به مقاتلَ من أردتا
وكنزٌ لا تخافُ عليه لصّـًا.....خفيفُ الحمْل يوجدُ حيث كنتا
يزيدُ بكثرة الإنفاق منهُ ..... وينقصُ إن به كفاًشددتا
فلو قد ذقتَ مِن حلواه طـَعمًا ..... لآثرتَ التعلمَ واجتهدتا
ولم يشغلْكعنه هوىً مطاعٌ ..... ولا دنيا بزخرفها فـُتِنتا
ولا ألهاك عنه أنيقُ روضٍ ..... ولاخِدرٌ بزينتها كَلِفتا [1]
فقوتُ الروح أرواحُ المعاني.....وليس بأن طعِمتَ ولا شربتا
فواظبه وخذ بالجِدِ فيه ..... فإن أعطاكه اللهانتفعتا
وإن أعطِيتَ فيه طولَ باعٍ ..... وقال الناسُ: إنك قد علمتا
فلا تأمنسؤالَ الله عنه ..... بتوبيخٍ: علمتَ فهل عملتا؟
فرأس العلم تقوى الله حقاً ..... وليسبأن يقال: لقد رأستا
وأفضلُ ثوبك الإحسانُ لكن ..... ترى ثوبَ الإساءةِ قدلبِستا
وإن ألقاك فهمُك في مهاوٍ ..... فليتك ثم ليتك ما فهمتا
ستجني من ثمارالعجز جهلا ..... وتصغر في العيون إذا كبِرتا
وتُفقـَدُ إن جهِلتَ وأنت باقٍ ..... وتوجدإن علمتَ ولو فُقِدتا
وتذكرُ قولتي لك بعد حينٍ ..... إذا حقاً بها يوماًعمِلتا
وإن أهملتـَها ونبذتَ نصحًا ..... ومِلتَ إلى حطامٍ قد جمعتا
فسوف تعض منندمٍ عليها ..... وما تغني الندامة إن ندمتا
إذا أبصرت صحبك في سماءٍ ..... قد ارتفعواعليك وقد سفلتا
فراجعها ودع عنك الهوينا ..... فما بالبطء تدركُ ما طلبتا
ولاتختلْ بمالك والْهُ عنه ..... فليس المالُ إلا ما علمتا
وليس لجاهلٍ في الناسِ مغنٍ..... ولو مُلك العراق له تأتـّا
سينطق عنك علمك في ملاءٍ ..... ويُكتب عنك يوماً إنكتمتا [2]
وما يغنيك تشييد المباني ..... إذا بالجهل نفسَكقد هدمتا
جعلتَ المالَ فوق العلم جهلاً ..... لعمرُك في القضية ما عدلتا
وبينهمابنص الوحي بَوْنٌ ..... ستعلمه إذا طه قرأتا [3]
لئن رفعالغني ُ لواءَ مالٍ ..... لأنت لواءَ علمك قد رفعتا
لئن جلس الغنيُ على الحشايا..... لأنت على الكواكب قد جلستا
وإن ركبَ الجيادَ مسوماتٍ ..... لأنت مناهجَ التقوىركبتا
ومهما افتض أبكارَ الغواني ..... فكم بكرٍ من الحِكَمِ افتضضتا؟
وليس يضركالإقتارُ شيئاً ..... إذا ما أنت ربَك قد عرفتا
فماذا عنده لك من جميلٍ ..... إذابفِناءِ طاعته أنختا
فقابل بالقبولِ لنـُصحِ قولي ..... فإن أعرضتَ عنه فقدخسرتا
وإن راعيتـَه قولاً وفعلاً ..... وتاجرتَ الإلهَ به ربِحتا
فليست هذهالدنيا بشيءِ ..... تسوؤك حِقبةً وتسرُّ وقتا
وغايتها إذا فكرتَ فيها ..... كفيئك أوكحلمك إن حلمتا
سُجنتَ بها وأنت لها محبٌ ..... فكيف تحب ما فيه سُجنتا
وتطعمكالطعامَ وعن قريبٍ ..... ستـَطعَمُ منك ما فيها طعِمتا
وتعرى إن لبِستَ بها ثيابًا..... وتُكسى إن ملابسَها خلعتا
وتشهدُ كلَ يومٍ دفن خلٍّ ..... كأنك لا تُرادُ لماشهِدتا
ولم تُخلَق لتعمرَها ولكن ..... لتعبُرَها فجِدّ لما خُلِقتا
وإن هُدِمَتفزدها أنتَ هدماً ..... وحصّن أمرَ دينِك ما استطعتا
ولا تحزن على ما فات منها ..... إذاما أنت في أخراك فزتا
فليس بنافعٍ ما نلتَ منها ..... من الفاني إذا الباقيحُرِمتا
ولا تضحك مع السفهاء يوماً ..... فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
ومن لك بالسروروأنت رهنٌ ..... وما تدري أتـُفدى أم غـُلِلتا
وسل من ربك التوفيق فيها ..... وأخلصْ فيالسؤال إذا سألتا
ونادِ إذا سجدتَ له اعترافًا ..... بما ناداه ذو النون ابنمتى
ولازم بابه قرعاً عساهُ ..... سيفتحُ بابَه لك إن قرعتا
وأكثِرْ ذكرَه فيالأرضِ دأبًا ..... لتـُذكَرَ في السماءِ إذا ذَكَرتا
ولا تقلِ الصّبا فيه امتهالٌ..... وفكّرْ كم صغيرٍ قد دفنتا
((هنا يرد الابن على الأب فيقول)) [4]
وقل: يا ناصحي بل أنت أوْلى ..... بنصحِك لو لفعلك قدنظرتا
تـُقـَطِّعُني على التفريطِ لوماً..... وبالتفريطِ دهرَك قد قطعتا
وفي صِغَري تُخَوِّفني المنايا ..... وما تدري بحالك حيثُشِختا
وكنتَ مع الصِبا أهدى سبيلاً ..... فمالك بعد شيبك قد نكثتا
وها أنا لم أخضبحر الخطايا ..... كما قد خضتـَه حتى غرقتا
ولم أشرب حميّا أمِّ دَفرٍ ..... وأنت شربتهاحتى سكرتا
ولم أنشأ بعصرٍ فيه نفعٌ ..... وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
ولم أحلـُلْبوادٍ فيه ظلمٌ ..... وأنت حللتَ فيه وانتهكتا
لقد صاحبتَ أعلاماً كباراً ..... ولم أركَاقتديتَ بمن صحبتا
وناداك الكتابُ فلم تـُجبهُ ..... ونبّهك المشيبُ فماانتبهتا
ويقبُحُ بالفتى فعلُ التصابي ..... وأقبحُ منه شيخٌ قد تفـَتـّا
ونفسَكذُمَّ، لا تذمُمْ سواها ..... لعيبٍ فهي أجدرُ مَن ذممتا
وأنت أحق بالتفنيد مني..... ولو كنتَ اللبيبَ لما نطقتا
ولو بكتِ الدما عيناك خوفًا ..... لذنبك لم أقل لك قدأمِنتا
ومن لك بالأمان وأنت عبدٌ ..... أُمِرتَ فما ائتمرتَ ولا أطعتا
ثقـُلتَ منالذنوبِ ولست تخشى ..... لجهلك أن تخِفَّ إذا وُزِنتا
وتـُشفِقُ للمصرِّ على المعاصي..... وترحمه ونفسَك ما رحمتا
رجعتَ القهقرى وخبطتَ عشوى ..... لعمرُك لو وصلتَ لمارجعتا
ولو وافيتَ ربَك يوم نشرٍ ..... ونوقشتَ الحسابَ إذاً هلكتا
ولم يظلمْك فيعملٍ ولكن ..... عسيرٌ أن تقومَ بما حملتا
ولو قد جئتَ يومَ الحشر فردًا ..... وأبصرتَالمنازلَ فيه شتا
لأعظمتَ الندامةَ فيه لهفاً ..... على ما في حياتك قدأضعتا
تفرُ من الهجيرِ وتتقيهِ ..... فهلاّ من جهنمَ قد فررتا
ولستَ تطيقُأهْوَنها عذابًا ..... ولو كنتَ الحديدَ بها لذُبتا
ولا تـُنكِرْ فإن الأمرَ جِدٌ..... وليسَ كما حسبتَ ولا ظننتا
((هنا يرد الأب على رد الإبن فيقول))
أبا بكرٍ كشفتَ أقلّ عيبي ..... وأكثرُه ومعظمُهسترتا
فقل ما شئتَ فيّ من المخازي ..... وضاعفها فإنك قد صدقتا
ومهما عِبتـَنيفلفرطِ علمي ..... بباطنه كأنك قد مدحتا
فلا ترضَ المعايبَ فهي عارٌ ..... عظيمٌ يورثُالمحبوبَ مقتا
ويهوي بالوجيه من الثريا ..... ويُبْدِله مكان الفوق تحتا
كماالطاعات تـُبْدِلـُك الدراري ..... وتجعلـُك القريبَ وإن بعُدتا
وتنشرُ عنك فيالدنيا جميلاً ..... وتلقي البرَ فيها حيث شئتا
وتمشي في مناكبها عزيزًا ..... وتجنيالحمدَ فيما قد غرستا
وأنت الآن لم تـُعرَف بعيبٍ ..... ولا دنّسّتَ ثوبَك مذنشأتا
ولا سابقتَ في ميدانِ زورٍ ..... ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا
فإن لم تنـْأَعنه نشِبتَ فيهِ ..... ومَن لك بالخلاصِ إذا نشِبتا
تدنِّسُ ما تـَطهّرَ منك حتى..... كأنك قبلَ ذلك ما طهُرتا
وصرتَ أسيرَ ذنبِك في وثاقٍ ..... وكيف لك الفكاكُ وقدأسِرتا
فخف أبناءَ جنسِك واخش منهم ..... كما تخشى الضراغمَ والسبَنتا [5]
وخالطهم وزايلهم حِذارًا ..... وكن كالسامريِ إذالُمِستا
وإن جهِلوا عليك فقل سلامٌ ..... لعلك سوف تسلمُ إن فعلتا
ومَن لكبالسلامةِ في زمانٍ ..... تنالُ العِصْمَ إلا إن عُصِمتا
ولا تلبث بحيٍّ فيه ضيمٌ..... يُمِتُّ القلبَ إلا إن كُبِِلتا
وغرِّبْ فالتغرُبُ فيه خيرٌ ..... وشرِقْ إن بريقِكقد شرِقتا
فليس الزهدُ في الدنيا خمولاً ..... لأنت بها الأميرُ إذا زهدتا
ولوفوق الأمير يكون فيها ..... سُمواً وارتفاعاً كنتَ أنتا
فإن فارقتـَها وخرجتَ منها..... إلى دار السلام فقد سلِمتا
وإن أكرمتـَها ونظرتَ فيها ..... لإكرامٍ فنفسَك قدأهنتا
جمعتُ لك النصائحَ فامتثلها ..... حياتَك فهي أفضلُ ما امتثلتا
وطوَّلْتُالعتابَ وزدت فيهِ ..... لأنك في البطالةِ قد أطلتا
ولا يغررك تقصيري وسهوي ..... وخذبوصيتي لك إن رشدتا
وقد أردفتـُها ستّـًا حِسانًا ..... وكانت قبل ذا مائةًوستا
وصلِ على تمامِ الرسلِ ربي ..... وعترته الكريمة ما ذكِرتا[/frame]
[1]: المعنى: لو ذقت حلاوة العلم لما شغلك عنه حسنُ روضٍ ولا جارية تفتنك بزينتها.
[2]: يكتب عليك.
[3]: إشارة إلى قوله تعالى: {وقل رب زدني علما}، فالله أمر نبيه أن يطلب الزيادة في العلم لا المال.
[4]: من هنا يبدأ المؤلف بخطاب نفسه على لسان ولده.
[5]: كما تخسى الأسود والنمور.
جمال- دائم الحضور
- عدد المساهمات : 1981
رد: قصيدة في الحث على طلب العلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
fatima- دائم الحضور
-
عدد المساهمات : 2183
رد: قصيدة في الحث على طلب العلم
لا شكر على واجب كان الموضوع مهم
قال الله تعالى " يرفع اللذين امنوا منكم و اللذين اوتوا العلم درجات"
قال الله تعالى " يرفع اللذين امنوا منكم و اللذين اوتوا العلم درجات"
fatima- دائم الحضور
-
عدد المساهمات : 2183
رد: قصيدة في الحث على طلب العلم
نسيت كلمة الله في الاية.(يرفع الله الذين امنوامنكم والذين أوتوا العلم درجات).شكرا لك على الاهتمام
جمال- دائم الحضور
- عدد المساهمات : 1981
رد: قصيدة في الحث على طلب العلم
شكرا على اليقظة و الاهتمام و لهدا اقول " اقل الناس قيمة اقلهم علما"
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
fatima- دائم الحضور
-
عدد المساهمات : 2183
مواضيع مماثلة
» كان الرجل من أهل العلم اذا لقي من هو فوقه في العلم فهو يوم غنيمته
» لذة طلب العلم
» ليس العلم ما حفظ .........
» ما هو العلم؟
» ((( العلم بالشيء غير وجوده )))
» لذة طلب العلم
» ليس العلم ما حفظ .........
» ما هو العلم؟
» ((( العلم بالشيء غير وجوده )))
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى