عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 50 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 50 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
سر تنكير لفظ السلام
صفحة 1 من اصل 1
سر تنكير لفظ السلام
سر تنكير
لفظ السلام
قال الله عز وجل في تسليمه على يحيى:﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ
يُبْعَثُ حَيًّا﴾[ مريم: 15 ]. ثم قال سبحانه على لسان المسيح في
تسليمه على نفسه:﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ
وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾[مريم: 33 ]،
فأتى بلفظ السلام في الآية الأولى نكرة، وفي الآية الثانية معرفة، وقيَّد
كلا السلامين بيوم الولادة، ويوم
الموت، ويوم البعث.
فما السر في تسليم الله تعالى على
يحيى- عليه السلام- بلفظ النكرة، وتسليم المسيح- عليه السلام- على نفسه
بلفظ المعرفة، وأيهما أتم وأولى ؟
وما الحكمة في تقييد هذين
السلامين بهذه الأيام الثلاثة: يوم الولادة، ويوم الموت، ويوم البعث ؟
*الحكمة في تقييد هذين السلامين
بهذه الأيام الثلاثة: يوم الولادة، ويوم الموت، ويوم البعث
السر في تسليم الله تعالى على يحيى-
عليه السلام- بلفظ النكرة، وتسليم المسيح- عليه السلام- على نفسه بلفظ
المعرفة، وأيهما أتم وأولى ؟
فيجاب عنه بأن يقال: إن الأصل في الأسماء التنكير، فجاء
تسليم الله تعالى على يحيى- عليه السلام- على الأصل. والعرب في ألفاظ
الدعاء والطلب من المصادر والأحداث إنما يأتون بالنكرة إما منصوبة على
المصدر، أو مرفوعة على الابتداء، فمن الأول قولهم:« سَقْيًا
لهم ورَعْيًا »، ومن الثاني قولهم:« وَيْلٌ لهم
ووَيْحٌ ». ولما كان لفظ السلام متضمنًا معنى الدعاء والطلب، جيء
به بلفظ النكرة منصوبًا تارة، ومرفوعًا تارة أخرى، كما جاء سائر ألفاظ
الدعاء. وسر ذلك أن هذه الألفاظ جرت مجرى النطق بالفعل، ألا ترى أن « سَقْيًا لهم ورَعْيًا » جرى مجرى:« سَقاهم الله ورعاهم «، وأن « وَيْلٌ
لهم ووَيْح ٌ» معدول عن قولهم:« وَيْلاً لهم
ووَيْحًا ». أي:« ألزمهك الله ويلاً وويحًا
» ؟ وكذلك قولك:« سلامًا عليك » جار مجرى: «
سلَّمك الله، و« سلامٌ عليك » معدولٌ به عن
الأول، والفعل نكرة، فأحبوا أن يجعلوا اللفظ الذي هو جار مجراه وكالبدل
منه، نكرةً مثلَه. وإنما عُدِل به من التنكير إلى التعريف،
لأن الألف واللام إذا دخلت على اسم
السلام، تضمنت أربع فوائد:
الفائدة الأولى: الإشعار بذكر
الله تعالى، لأن السلام المعرف هو اسم من أسماء الله الحسنى كما تقدم
تقريره.
الفائدة الثانية: الإشعار بطلب
السلامة والأمان من المسلِّم للمسلَّم عليه، لأنك متى ذكرت اسمًا من أسماء
الله جل وعلا، فقد تعرَّضْتَ لطلب المعنى الذي اشتق منه ذلك الاسم،
وتوسَّلْتَ به إلى تحصيل المعنى الذي اشتق منه ذلك الاسم، نحو قولك:
الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام.
الفائدة الثالثة: أن السلام-
بالألف واللام- يشعر بعموم التحية، وأنها غير مقصورة على المتكلم وحده.
فأنت ترى أن قولك: سلامٌ عليك، ليس بمنزلة قولك: السلامُ عليك، في العموم.
الفائدة الرابعة: أن الألف
واللام تقوم مقام الإشارة إلى المعين، كما تقول لما هو حاضر بين يديك:
ناولني الكتاب، واسقني الماء، واعطني الثوب،. فإنك تستغني بها عن قولك:
هذا، فهي مؤدية معنى الإشارة.
وقد اجتمعت هذه الفوائد الأربعة في تسليم المسيح- عليه
السلام- على نفسه بقوله:﴿ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ
﴾، ولم تكن واحدة من هذه الفوائد في تسليم الله تعالى على يحيى- عليه
السلام- في قوله جل وعلا:﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ
﴾، لاستغناء المواطن الثلاثة عنها، وهي يوم الولادة، ويوم الموت، ويوم
البعث، لأن المتكلم- هنا- هو الله جل جلاله، فلم يقصد تبركًا بذكر الاسم
الذي هو السلام، ولا طلبًا لمعنى السلامة، كما يطلبه العبد، ولا عمومًا في
التحية منه، لأن سلامًا منه سبحانه كاف عن كل سلام، ومُغْنٍ عن كل تحية،
ومُرْبٍ عن كل أمنية.. ولهذا لم يكن لذكر الألف واللام ههنا معنى كما كان
لهما هنالك، لأن المسيح يحتاج كلامه إلى هذه الفوائد، وأوكدها كلها:
العموم، فلذلك كان لابد في تحيته من تعريف السلام بأل الجنسية التي تفيد
معنى الاستغراق والعموم.
ومن هنا كان سلام الله تعالى على يحيى- عليه السلام- أتم
وأوْلَى من سلام المسيح- عليه السلام- على نفسه، ويؤيِّد ذلك أيضًا: أن
لفظ السلام بالتعريف يدل على أصل الماهيَّة، وبالتنكير يدل على أصل
الماهيَّة، مع وصف التمام والكمال، ولهذا كان أتم وأولى. وعن الحسن رضي
الله عنه:« التقى يحيى وعيسى عليهما السلام، فقال
يحيى: استغفر لي، أنت خير مني. فقال عيسى: استغفر لي، أنت خير مني، سلَّمت
على نفسي، وسلَّم الله عليك ».
وأما الجواب عن السؤال الثاني: ما
الحكمة في تقييد السلام بهذه الأوقات الثلاثة: يوم الولادة، ويوم الموت،
ويوم البعث،
فقد أجاب عنه ابن قيِّم
الجَوْزِيَّة بقوله:« إن طلب السلامة
يتأكد في المواضع التي هي مظان العطب، ومواطن الوحشة. وكلما كان الموضع
مظنَّة ذلك، تأكد طلب السلامة فيه، وتعلقت بها الهمة، فذكرت هذه المواطن
الثلاثة، لأن السلامة فيها آكد، وطلبها أهم، والنفس عليها أحرص، لأن العبد
فيها قد انتقل من دار كان مستقرًّا فيها، موطِّن النفس على صحبتها وسكناها،
إلى دار هو فيها معرَّض للآفات والمحن والبلاء.. فكان طلب السلامة في هذه
المواطن من آكد الأمور
فتأمل كيف خصَّ هذه المواطن
بالسلام لشدة الحاجة إلى السلامة فيها، واعرف قدر القرآن وما تضمنه من
الأسرار وكنوز العلم والمعارف التي عجزت عقول الخلائق عن إحصاء عشر
معشارها، وتأمل ما في السلام مع الزيادة على السلامة من الأنس وذهاب
الوحشة. فأيُّ موطن أحقُّ بطلب السلامة من هذه المواطن ؟ فنسأل الله
السلامة فيها بمنِّه وكرمه ولطفه وجوده وإحسانه ».
لفظ السلام
قال الله عز وجل في تسليمه على يحيى:﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ
يُبْعَثُ حَيًّا﴾[ مريم: 15 ]. ثم قال سبحانه على لسان المسيح في
تسليمه على نفسه:﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ
وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾[مريم: 33 ]،
فأتى بلفظ السلام في الآية الأولى نكرة، وفي الآية الثانية معرفة، وقيَّد
كلا السلامين بيوم الولادة، ويوم
الموت، ويوم البعث.
فما السر في تسليم الله تعالى على
يحيى- عليه السلام- بلفظ النكرة، وتسليم المسيح- عليه السلام- على نفسه
بلفظ المعرفة، وأيهما أتم وأولى ؟
وما الحكمة في تقييد هذين
السلامين بهذه الأيام الثلاثة: يوم الولادة، ويوم الموت، ويوم البعث ؟
*الحكمة في تقييد هذين السلامين
بهذه الأيام الثلاثة: يوم الولادة، ويوم الموت، ويوم البعث
السر في تسليم الله تعالى على يحيى-
عليه السلام- بلفظ النكرة، وتسليم المسيح- عليه السلام- على نفسه بلفظ
المعرفة، وأيهما أتم وأولى ؟
فيجاب عنه بأن يقال: إن الأصل في الأسماء التنكير، فجاء
تسليم الله تعالى على يحيى- عليه السلام- على الأصل. والعرب في ألفاظ
الدعاء والطلب من المصادر والأحداث إنما يأتون بالنكرة إما منصوبة على
المصدر، أو مرفوعة على الابتداء، فمن الأول قولهم:« سَقْيًا
لهم ورَعْيًا »، ومن الثاني قولهم:« وَيْلٌ لهم
ووَيْحٌ ». ولما كان لفظ السلام متضمنًا معنى الدعاء والطلب، جيء
به بلفظ النكرة منصوبًا تارة، ومرفوعًا تارة أخرى، كما جاء سائر ألفاظ
الدعاء. وسر ذلك أن هذه الألفاظ جرت مجرى النطق بالفعل، ألا ترى أن « سَقْيًا لهم ورَعْيًا » جرى مجرى:« سَقاهم الله ورعاهم «، وأن « وَيْلٌ
لهم ووَيْح ٌ» معدول عن قولهم:« وَيْلاً لهم
ووَيْحًا ». أي:« ألزمهك الله ويلاً وويحًا
» ؟ وكذلك قولك:« سلامًا عليك » جار مجرى: «
سلَّمك الله، و« سلامٌ عليك » معدولٌ به عن
الأول، والفعل نكرة، فأحبوا أن يجعلوا اللفظ الذي هو جار مجراه وكالبدل
منه، نكرةً مثلَه. وإنما عُدِل به من التنكير إلى التعريف،
لأن الألف واللام إذا دخلت على اسم
السلام، تضمنت أربع فوائد:
الفائدة الأولى: الإشعار بذكر
الله تعالى، لأن السلام المعرف هو اسم من أسماء الله الحسنى كما تقدم
تقريره.
الفائدة الثانية: الإشعار بطلب
السلامة والأمان من المسلِّم للمسلَّم عليه، لأنك متى ذكرت اسمًا من أسماء
الله جل وعلا، فقد تعرَّضْتَ لطلب المعنى الذي اشتق منه ذلك الاسم،
وتوسَّلْتَ به إلى تحصيل المعنى الذي اشتق منه ذلك الاسم، نحو قولك:
الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام.
الفائدة الثالثة: أن السلام-
بالألف واللام- يشعر بعموم التحية، وأنها غير مقصورة على المتكلم وحده.
فأنت ترى أن قولك: سلامٌ عليك، ليس بمنزلة قولك: السلامُ عليك، في العموم.
الفائدة الرابعة: أن الألف
واللام تقوم مقام الإشارة إلى المعين، كما تقول لما هو حاضر بين يديك:
ناولني الكتاب، واسقني الماء، واعطني الثوب،. فإنك تستغني بها عن قولك:
هذا، فهي مؤدية معنى الإشارة.
وقد اجتمعت هذه الفوائد الأربعة في تسليم المسيح- عليه
السلام- على نفسه بقوله:﴿ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ
﴾، ولم تكن واحدة من هذه الفوائد في تسليم الله تعالى على يحيى- عليه
السلام- في قوله جل وعلا:﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ
﴾، لاستغناء المواطن الثلاثة عنها، وهي يوم الولادة، ويوم الموت، ويوم
البعث، لأن المتكلم- هنا- هو الله جل جلاله، فلم يقصد تبركًا بذكر الاسم
الذي هو السلام، ولا طلبًا لمعنى السلامة، كما يطلبه العبد، ولا عمومًا في
التحية منه، لأن سلامًا منه سبحانه كاف عن كل سلام، ومُغْنٍ عن كل تحية،
ومُرْبٍ عن كل أمنية.. ولهذا لم يكن لذكر الألف واللام ههنا معنى كما كان
لهما هنالك، لأن المسيح يحتاج كلامه إلى هذه الفوائد، وأوكدها كلها:
العموم، فلذلك كان لابد في تحيته من تعريف السلام بأل الجنسية التي تفيد
معنى الاستغراق والعموم.
ومن هنا كان سلام الله تعالى على يحيى- عليه السلام- أتم
وأوْلَى من سلام المسيح- عليه السلام- على نفسه، ويؤيِّد ذلك أيضًا: أن
لفظ السلام بالتعريف يدل على أصل الماهيَّة، وبالتنكير يدل على أصل
الماهيَّة، مع وصف التمام والكمال، ولهذا كان أتم وأولى. وعن الحسن رضي
الله عنه:« التقى يحيى وعيسى عليهما السلام، فقال
يحيى: استغفر لي، أنت خير مني. فقال عيسى: استغفر لي، أنت خير مني، سلَّمت
على نفسي، وسلَّم الله عليك ».
وأما الجواب عن السؤال الثاني: ما
الحكمة في تقييد السلام بهذه الأوقات الثلاثة: يوم الولادة، ويوم الموت،
ويوم البعث،
فقد أجاب عنه ابن قيِّم
الجَوْزِيَّة بقوله:« إن طلب السلامة
يتأكد في المواضع التي هي مظان العطب، ومواطن الوحشة. وكلما كان الموضع
مظنَّة ذلك، تأكد طلب السلامة فيه، وتعلقت بها الهمة، فذكرت هذه المواطن
الثلاثة، لأن السلامة فيها آكد، وطلبها أهم، والنفس عليها أحرص، لأن العبد
فيها قد انتقل من دار كان مستقرًّا فيها، موطِّن النفس على صحبتها وسكناها،
إلى دار هو فيها معرَّض للآفات والمحن والبلاء.. فكان طلب السلامة في هذه
المواطن من آكد الأمور
فتأمل كيف خصَّ هذه المواطن
بالسلام لشدة الحاجة إلى السلامة فيها، واعرف قدر القرآن وما تضمنه من
الأسرار وكنوز العلم والمعارف التي عجزت عقول الخلائق عن إحصاء عشر
معشارها، وتأمل ما في السلام مع الزيادة على السلامة من الأنس وذهاب
الوحشة. فأيُّ موطن أحقُّ بطلب السلامة من هذه المواطن ؟ فنسأل الله
السلامة فيها بمنِّه وكرمه ولطفه وجوده وإحسانه ».
__________________
ليس الذاكر من قال : سبحان الله و الحمد لله ، و قلبه مصرّ
على الذنوب ، و إنما الذاكر من إذا همّ
بمعصية ذكر مقامه بين يدي علام الغيوب
على الذنوب ، و إنما الذاكر من إذا همّ
بمعصية ذكر مقامه بين يدي علام الغيوب
جمال- دائم الحضور
- عدد المساهمات : 1981
مواضيع مماثلة
» السلام عليكم ورحمة الله فهذه سلسلة أبتديها في استخدام الأدوات في اللغة اقتبستها من كتاب "الكفاف" في قواعد اللغة، وهي مختصرة مفيدة نافعة -إن شاء الله تعالى- وللكتاب المذكور موقع على الشبكة وهو عبارة عن فهرس للكتاب مع بيان القاعدة وأمثلة توضيحية عليها، ومن
» مدح خيرالخلق (عليه السلام
» عيسى عليه السلام والأحمق
» الاستشراق اللغوي أهدافه ودوافعه - د . عبد السلام حامد
» القصيدة التي أبكت الرسول عليه الصلاة و السلام
» مدح خيرالخلق (عليه السلام
» عيسى عليه السلام والأحمق
» الاستشراق اللغوي أهدافه ودوافعه - د . عبد السلام حامد
» القصيدة التي أبكت الرسول عليه الصلاة و السلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى