عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 57 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 57 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
اللغة العربية هويتنا
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اللغة العربية هويتنا
اللغة العربية هويتنا د/ صالح الخرفي اللغة العربية حاملة الرسالة السماوية ومبلغة الوحي الإلهي ، معجزته الخالدة وإعجازه الأزلي : ( كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) "فصلت :3). ناشرة الدين الحنف ، وسفيرته إلى العالمين ، فاتحة دعوته ،ولسان شعائره ، جامعة الأمة ، وأصرة المللة ،واحدة موحدة ، خالدة خلود الكتاب المنزل بها ، محفوظة حفظ الوحي الناطق بها : ( إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ) " الحجر:9) . مبدعة الحضارة العربية الإسلامية ، وحافظتها وراويتها بين الأجيال وذاكرتها على مر العصور ، لغة الإبداع العربي قبل الإسلام ، ولغة الإعجاز الإلهي بعده ، فهي المبدعة المعجزة ، حملها الإسلام رسالة العالمية ،واكتسبها العروبة قدرة التبليغ . وفي ظل الإسلام وركب الفتوحات ،ومع طلائع المد الإسلامي ورواد الرسالة الجديدة ، استطاعت اللغة العربية أن توسع رقعتها الجغرافية وتعمق رصيدها البشري . وتستميل الأتباع والأصقاع ، فأثرت في الحضارات التي التقت بها ، واستوعبتها في المنظور الإسلامي ، صفاء في العقيدة ، وبعداً في الإنسانية ، ونفساً جديداً في الإبداع والإغناء . وبفضل الإسلام وفي ظله ، دانت اللغات التي التقت به للغة التي تحمل رسالته ، فكان المد وكان الجزر ، جاءت اللغة الفاتحة ، المبشرة بالدين الجديد، فاستمالت لغات شائعة دان أهلها بالإسلام ، فارتضوا لغة كتابة المقدم بديلاً من لغاتهم ، أبدعوا في اللغة الجديدة ، بقدر إيمانهم بالدين الوافد ، فجعلوا منها اللغة العالمية ، انعكاساً للرسالة التي جاءت رحمة للعالمين . قبل الإسلام ، كانت البشرية لغات متعددة ، والسنة متباينة ، وفي ظله ، وبليغ دعوته ، وواسع سماحته ، برزت اللغة الواحدة الموحدة تسمو فوق العرق والجنس وتجمع بآصرة العقيدة ، وجاذبية اللسان . ويوم اعتزت اللغة العربية بعزة الإسلام ، وعاشت أزهى نمائها ، وأوفى عطائها عرفت كيف تكون الجسر الأمين لعطاء الحضارات الأخرى للحضارة العربية الإسلامية . دون عقدة نقص أو قابلية استلاب ، فوطنت الوافد الذي يفرضه التفتح ، من غير تفريط في الذاتي الذي تحتمه الأصالة . وعندما يكون العطاء الخارجي على حساب الآصالة الذاتية تفقد اللغة وظيفيتها في بناء الذات لتتحول إلى معول في هدمها ، ولكن يكون ذلك إلا بانقطاع الصلة بين اللغة منطوقة على طرف اللسان ، وبين اللغة مغروسة في العمق العقائدي ، والبعد الحضاري ، وهو انفصام رفضته اللغة العربية في أوج سيادتها . فاستعصمت بذلك على المتربصين بها ، وعانت منه في عهود الانحطاط والتبعية ، فهان أمرها على الناطقين بها ، والكائدين لها . وكما اعتزت اللغة العربية بعزة الإسلام في الصدور ، هانت بهوانه في النفوس ، وعرفت الحضارة العربية الإسلامية عهودها المظلمة وركودها الفكري ، وخمودها الإبداعي ، فانكفأ العطاء إلى انزواء ، وأعقب التفتح انغلاق كثيف الحجب ، واليد العليا ارتدت إلى مقابلتها السفلي ، فكان ما كان من هوان العروبة والإسلام . أفاقت البلاد العربية والإسلامية من غفوتها وكبوتها على أقدام الغزاة ، وطبول الاحتلال ، ليستعيض الغاصب الانحطاط الحضاري بتبعية التخلف ، ويستهدف في الصدارة قوام الشخصية ، وضامن بقائها ووجودها ، والقادر على استعادتها بعد الضياع ، ولمها بعد الشتات ، فكانت اللغة العربية ، ضحية العهدين ، عهد الانحطاط وعهد التبعية ، عانت من أهلها في الأول ، ومن الدخلاء عليها في الثاني . ومن المفارقات العجيبة أن الفترات الاستعمارية المتعاقبة على البلاد العربية ، بما عرفت من فرض لغة المحتل الغاصب ، إن تكن أفرزت في فترة المقاومة ، ومدافعة الدخيل موقفاً موحداً يشد من أزر اللغة الوطنية فإنها جعلت الموقف موقفين في بدايات الاستقلال ، وذيول الاحتلال ، موقفا على اللغة العربية ، وآخر لها . فكأن بذور الاحتلال لم تزهر إلا في تربة الاستقلال وكان مكتوباً على اللغة العربية أن تعاني من أبنائها انحطاطاً وتبعية ، فهي رمز المقاومة في أيام المحنة ، وعنوان التخلف في وقت الرخاء . ضحية اللغات الدخيلة في عهد المدافعة ، وربيبتها في عهد البناء . فدعاه التغريب في عهد السيادة ، وهم ورثة الغاضب في عهد الاحتلال يبرون بالمسخ ما دحضه الآباء بالروح ، فكأن الدماء سالت لتتوطن لغة الدخيل وثقافته ، وأية ازدواجية أنكي من معركة تخوضها ضد العدو ، لتنقلب إلى . حماية اللغة لا تعني التقوقع الذي يكتم أنفاسها : نيابة عنه ، وما من شك في أن بعض أوجه الاحتلال قد ولت ، ولكن بعض أوجه السيادة لم تصل بعد . وذلك هو الجهاد الأكبر . إن معركة التعريب التي لا يعي معاناتها إلا الخائض غمارها ، تعتبر أقدس وجه من الوفاء للغة القومية في غمرة التنكر لها والتفريط فيها ، وتزداد هذه المعركة قداسة عندما يتصل التعريب بوجود الحرف العربي ذاته ، واستعادة المقوم الأساسي للشخصية ، فضلا عن التماس سبل التقدم لهذه الشخصية بالتعريب الثقافي والعلمي . اللغة العربية هي جامعة الشعوب التي ارتضت الإسلام ديناً ، والكتاب المنزل شريعة ، وإذا كانت معجزة القرآن في بيانه فإن أداة هذا البيان هي لغة ( الضاد ) والبيان وجه من أوجه إبداع الخالق في المخلوق ومظهر من مظاهر عبقرية الإنسان (الرحمن علم القرآن . خلق الإنسان علمه البيان ) " الرحمن 1-4" . وفي ظل الكتاب المعجز ، وركب الدين الحنيف استطاعت اللغة العربية أن تفرض خلودها وتستقرب أبعادها وتتحدى الزمن إدباره ، وتتسامى به في إقباله وتتآخى مع لغات عديدة ، وتعانق حضارات ، وترفد ثقافات . ولم تزل كذلك حتى غدت اليوم إحدى اللغات العالمية ، مشهود لها بالعمق الحضاري ، والبعد الإنساني ، تصدر المنابر الدولية والمنظمات العالمية . إن الاعتراف الدولي باللغة العربية ، لغة رسمية في منظماته ومحافله محل عبرة واعتبار عندما تضعف العصبية القومية عند بعض أبناء هذه اللغة فيطلبون بديلا لها في لغات أجنبية . وإن هذا الفتور إزاء أحد المقومات الأساسية للذاتية ، ناتج من استلاب ثقافي ، وفراغ حضاري ، مردهما ضعف التكوين الشخصي في التربية العربية الحديثة ، الأمر الذي ينتج منه سرعة الانبهار بالحضارة الغربية الحديثة التي غالبا ما تحتضن طلاب الدراسات العليا من أبناء العروبة والإسلام . ولو قدر للغة العربية ، بفضل التربية العربية الإسلامية السليمة ، أن تحتل في النفوس مكانة من الاعتزاز لا تقبل التشكيك ، وإيماناً بقدرة العطاء ، وطاقة الإبداع ، لكان يومها أفضل من أمسها ، وغدها خير الاثنين معا ، بناًء ذاتياً ، وعطاء حضارياً ، وإبداعاً علمياً . وهي كذلك عندما تتوافر لها هذه العصبية القومية ، كما هي متوافرة لكل لغات العالم . إن الإنجاز الحضاري الذي تحققه اللغة العربية في بعض مواقعها في الوطن العربي ، والإبداع العلمي الذي تبرهن عنه بين الفينة والأخرى ، إنما هو بمقدار الإيمان بهذه اللغة ، والثقة في قدرتها ، فهي وحاملها سلباً وإيجاباً ، مداً وجزراً ، إن تسامي بها عزة فهي اللغة العالمية بالاعتراف الدولي ، وإن تخاذل فهي المغلوبة على أمرها في عقر دارها . إن إعادة الاعتبار للمقوم الأساسي للشخصية العربية الإسلامية ، مرجعاً ، ومنهجاً ، وتربية ، هو الكفيل بإعادة الاعتبار للشخصية ذاتها : " إن امتلاك السيادة الثقافية داخلياً وخارجياً يتوقف في الأساس على سيادة اللغة العربية في وطنها وبين أبنائها أولا . وامتلاك السيادة اللغوية داخل الوطن العربي هو المساعد الأول على دعم لغة القرآن في الشعوب الإسلامية الأخرى . فلا يمكن التبشير بلغة ، أهلها بها متخاذلون ، وإن تطلع الشعوب الإسلامية إلى شد أزرها في الحفاظ على لغة كتاب الله العزيز ، ليضع على كاهل الوطن العربي مسؤولية مزدوجة داخلياً وخارجياً في الوطن العربي عمودياً وبعدها أفقياً في الشعوب الإسلامية التي تربطنا بها رابطة الدين ، فإذا تعزز الشعور الديني بالأداة المعبرة عنه ، تعانقت العروبة والإسلام في أروع مظاهرهما وأكمل صورهما وأوسع آفاقهما لما فيه خير البشرية جمعاء . العربية ومكانتها في الثقافة العربية الإسلامية : عرف الأقطار مشرفاً ومغرباً عهداً من الاحتلال والتبعية ، ولئن اختلفت أسماؤه بين استعمار وحماية ووصاية وانتداب ، فإن المسمى الذي يكاد أن يكون واحداً فرداً ، ومحل إجماع مقنع أو مكشوف ، هو قهر الشعب العربي في أعز مقوم له ، المتمثل في اللغة العربية . وإن المستقرئ سيرة المحتل الغاصب من بدايتها إلى نهايتها عبر السنوات والقرون ، ليجدها سلسلة محكمة الحلقات ، دائبة الإصرار للكيد للغة العربية ، والنيل منها ، دفعاً باللغة الدخيلة على وحدة الأمة ، أو مزاحمة بالعامية المشتتة لهذه الوحدة ، إن لم يكن التجهيل القاضي على وجود الأمة . وقد كانت اللغة العربية ولم تزل ذروة التصادم بين المواطن والدخيل بالأمس ، وجبهة الكفاح الوطني والسياسي ، ومعقل الاستماتة في سبيل الشخصية الوطنية عندما ترتد إلى آخر خطوطها الدفاعية . وهي اليوم محك الأصالة والوطنية في تصفية ذيول الاستعمار القديم ، وطلائع الاستعمار الجديد ، والموقع المتقدم في معركة السيادة الحضارية بإحلال اللغة العربية مكانتها المشروعة في أجهزة الدولة ومدارج الجامعات ومخابرها . إن استعادة عصور الازدهار للغة العربية رهن باستعادة الدور الحضاري للمواطن العربي ، واستعادة الثقة به مصدراً للعطاء ولكن من خلال لغته ، ومقدرة في الإسهام ولكن بفضل شخصيته المتميزة ، وعندما تتفتح أبواب المعارف على مصاريعها لأبناء الوطن العربي على امتداد المعمورة ، وبمختلف اللغات ، أو يتحول العالم إلى شاشة صغيرة في عقر كل دار ، فإن اللغة الوطنية يجب ألا تكون الضحية الأولى لهذا الانفتاح المعرفي أو المداهمة الإعلامية . ولن تكون اللغة في حصن حصين مما يحيط بها من استلاب قاهر وقادر ، إلا أن تكون ذات مقدرة على التحدي ، وصاحبة ثقة في التصدي له ، بفضل ما يهيئ لها أبناءها من هذه الثقة في نفوسهم ، ومن تلك القدرة فيها على الحوار مع الثقافات الأخرى . إن الإصلاح اللغوي ، القادر والمقتدر على المدافعة الحضارية ، يكمن أساسا في الإصلاح النفسي إزاء أدوات الصراع أو الحوار في مواجهة الحضارات الأخرى ، وإن الانبهار بهذه الحضارات لا يعدو أن يكون استلابا وتبعية وعدماً في الشخصية ، وإعداماً لها . قال ( بينو ) الوزير السابق في الحكومة الفرنسية " لقد خسرت فرنسا إمبراطورية استعماره وعليها أن تعوضها بإمبراطورية ثقافية " . فالمدخل الحقيقي إلى الاستعمار الجديد هو الهيمنة اللغوية والثقافية . إن الهوية الثقافية العربية وقوامها لغة ( الضاد ) مازالت معرضة إلى الاستلاب الثقافي المقنع ، المسلط عليها من الغرب الذي مازال يعرض ثقافته كأفضل . الفتور إزاء أحد المقومات الأساسية للذاتية نموذج يحتذى لمواجهة تحديات العصر . إن فوز الأمة العربية في معركة الهوية الثقافية متوقف على الاعتماد على المنطلقات القومية في السعي لإثبات الهوية وتأكيدها ، في طليعة تلك المنطلقات ، اللغة العربية فهي الطليعة المتقدمة ، والصف الأمامي ، ورأس الرمح في معركة الهوية . فحركة التعريب بمختلف مستوياته ، بدءاً بالتعريب التربوي ومروراً بالتعريب الحضاري ، وصولاً إلى التعريف العلمي والتقني . حركة التعريب هذه هي الوجه الأمثل والنصر الأسمى في مجابهة الاستعمار الجديد . العربية في مواكبة الفكر العلمي إن المواجهة التي يفرضها التطور العلمي على اللغة العربية ، ليست جديدة عليها ، و لا هي في الصراع الحضاري ، فقد عرفت اللغة العربية عبر تاريخها الحافل صوراً من هذه المواجهة ، استطاعت أن تقلبها في عصر السيادة إلى حوار في سبيل خير الحضارة الإنسانية . فاللغة العربية وليدة مسيرة رائدة في العطاء الحضاري ، لا تخشاه ، وإنما ترحب به ، بل تتطلع إليه من منطلق القدرة على العطاء . ناتج من استلاب ثقافي وفراغ حضاري . من غير استعلاء ، ورحابة في التلقي من غير استخذاء وما تتعرض له الأمة العربية اليوم من مدافعة حضارية في أعقاب عهود الانحطاط والاحتلال والتبعية ، قد مر بالأمس بأمم أخرى ، لم تجد عضاضة في أن تستمد صحوتها ويقظتها من ازدهار الحضارة العربية الإسلامية . وما نسميه اليوم بالأمم المتقدمة ، إنما نجد بذرة تقدمها في الماضي السحيق يوم استلهمت هذه الأمم الحضارة العربية وأخذت منها ، دون أن تجعل الثمن تفريطاً في هويتها ، فكان العطاء الخارجي نهوضاً بالكبوة الداخلية ، والرفد الأجنبي نماء في الشخصية القومية ، وانطلاقاً في مسيرة التقدم . ومكتوب على الأمة العربية اليوم وهي تتطلع جاهدة إلى يقظتها المعاصرة أن تعيد سيرتها الأولى ، وسيرة الآخذين منها ، في التلقي من غير تفريط ، والاستلهام من غير انفصام ، فالتطور لا يقاس بسطحيته الزمنية ، ولكن بعمقه الحضاري ، والتقدم لب في الأصالة ، وليس قشرة استلاب ، والتخلف لا يستدرك بتخطي الذات ،والقفز فوقها ، ولكن بتأصيلها والذود عنها . النظريات المعجمية العربية وسبلها في الإحاطة بالفكر العربي . يشكل (المعجم العربي ) في مسيرته التاريخية الخزانة التي تستوعب رصيد اللغة ، والذخيرة التي ترفد نموها وتطورها ، والمعجم ، في فترة الازدهار اللغوي ، استقراء وتقعيد ، وهو ، في فترة الانحسار اللغوي حماية وتحصين . وانطلاقاً من السنة الثانية للهجرة ، فترة النضج اللغوي ، واغتناء اللغة العربية بالنص القرآني . والنص النبوي ، وبدءأ من معجم (العين ) للخيل بن أحمد، تعزز جانب اللغة بالتأليف المعجمي . ومن يومها لم يتخل المعجم عن ركب اللغة يرعى رصيدها في فترة العطاء ويحمي ذاتيتها في فترة الأخذ ، فهو الحكم في الحوار بين العربية وجاراتها ،وهو المرجع تعريباً وتعجيماً ،وهو المصدر إبداعاً ، والمدد إغناء . والمعجم في ساعة العسر اللغوي ، ذخيرة كامنة إلى حين ، وطاقة رابضة في انتظار التثوير ، وإذا كانت اللغة مادة المعجم، فإن المعجم وعائدها وخزانتها ، منها يستمد وإليها يعود . ومعجم ( العين ) وما تلاه من أمهات المعاجم على مفارق المسيرة اللغوية العربية ، وعلى مدى ثلاثة عشر قراناً ، شاهد إثبات على وفاء العرب للغتهم ، وتميزهم في حماية هذه اللغة وتحصينها ، وهذا التميز لا يقتصر على التخزين اللغوي ، والتوثيق المعرفي ، ولا على صياغة نظريات لغوية ولسانية هي في خدمة (الضاد) فحسب ، إنما هو تميز في صياغة نظريات معرفية يمكن تطبيقها على الأجناس اللغوية على اختلاف في الأعراق ، وتقلب في الأزمان . ومن المؤسف حقاً أن أبناء العروبة اليوم يبدون أقل إدراكاً لعبقرية آبائهم في التأليف المعجمي ، وأقل وفاء لإنصاف هذه العبقرية واستيعابها ، في الوقت الذي هم مطالبون فيه ، بمواصلة المسيرة الأولى لآبائهم في هذا المضمار ، وإضافة الجديد والمستحدث عليها ، وشد أزر لغتهم القومية بالمعجمية المعاصرة في مواجهة اللغات الأجنبية المزاحمة . إن اللغة العربية اليوم تواجه الوضع الذي واجهته بالأمس ، يوم ألف ( ابن منظور الأفريقي ت 1311هـ) معجمه الموسوعي الخالد ، ( لسان العرب ) يوم كانت اللغة العربية ضحية الانحطاط الفكري ، والتخلف الحضاري ، فأراد ابن منظور أن تأوي بها إلى حصن حصين من معجمه التاريخي ، وأسرى العجمة الدخيلة عليهم ، يتباهون برطانتها ويزدرون بها لسائهم القومي . وفي ظلمة هذا الاغتراب اللغوي ، يصبح الوفاء لـ(الضاد ) غربة مضاعفة ، ومحل ازدراء وسخرية . ويصبح المقوم الأساسي للشخصية في منظور الاستلاب ، مقوماً أساسياً للتخلف ،والمكون الأساسي للعبقرية الحضارية ، يغدو في ميزان الاغتراب عنواناً للعقم الحضاري ، والشلل الفكري . إن التاريخ يعيد نفسه في الأمة العربية ، فقوله (منظور ) بالأمس هي أصدق شاهد على معاناة اللغة القومية اليوم : " لم اقصد سوى حفظ أصول هذه اللغة النبوية ، وضبط فضلها إذ عليها مدار أحكام الكتاب العزيز والسنة النبوية .. وذلك لما رأيته قد غلب في هذا الأوان من اختلاف الألسنة والألوان ، حتى لقد أصبح اللحن في الكلام يعد لحناً مردوداً ، وصار النطق بالعربية من المعايب معدوداً ، وتنافس الناس في تصانيف الترجمانات في اللغة الأعجمية ، وتفاصحوا في غير اللغة العربية ، فجمعت هذا الكتاب في زمن أهله بغير لغته يفخرون ، وصنعته كما صنع نوح الفلك وقومه منه يسخرون ، وسمته لسان العرب .. " . قدرة اللغة العربية بأبنائها . إن اللغة العربية قادرة مقتدرة إذا أراد لها ذلك أهلها ، قادرة بعطائها التاريخ وقابلتها للتطور والنماء ، وأهليتها للجوار الكريم مع اللغات العالمية الأخرى ، فتلك سيرتها منذ كانت ، وقدرها يوم نزل بها القرآن رحمه للعالمين . مقتدرة بأبنائها المعتزين بها وبالانتساب إليها ، فهي مرجع حضارتهم وتاريخهم وعنوان هويتهم ومجال إبداعهم ، وقدر مصيرهم واستمراء الهوان في اللغة القومية ، هوان في الشخصية نفسها ، والاغتراب في اللغة اغتراب عن الذات ، ومهما بلغت قابلية الاغتراب في الفرد ، فإن هويته الأصلية لاصقة به ، ملازمة له ، حتى في نظر الآخرين . والتماس التطور مبدؤه في الاحتماء باللغة القومية ، وليس في الهروب منها ، والحماية مسؤولية متبادلة بين المواطن ولغته ، والحماية لا تعني التقوقع الذي يكتم أنفاس اللغة ، ولكنه التفتح الأصيل الذي يجدد دورتها الدموية . مقولات في اللغة العربية 1- من بحث بعنوان " لغة القرآن ورسالة الإسلام " لعلي الشابي : " لقد استطاعت اللغة العربية ، أن تستوعب الحضارات المختلفة ، العربية والفارسية والهندية واليونانية وأن تجعل منها حضارة واحدة ، عالمية المنزع ، إنسانية الرؤى ،وذلك لأول مرة في التاريخ في ظل القرآن أصبحت اللغة العربية لغة عالمية ، واللغة الأم لبلاد كثيرة ، فقد عمت المنطقة التي عرفت في ماضيها التأثير السامي ، فعوضت بيسر ، اللغات السامية التي كانت شائعة فيها ، عوضت الآرامية والأشورية في العراق والشام وبقايا الفينيقية في الشام ووجدت في سامية البربر جسراً واصلاً ومهاداً مكن لها في بلاد العرب " . 2- من بحث بعنوان " اللغة العربية والشعوب الإسلامية " لتمام حسان : " كان يمكن لحاضر اللغة العربية أن يكون أكثر ازدهاراً من ماضيها لو أن الأجيال العربية الحاضرة ، أظهرت قدراً من الاعتزاز بلغتها ، والعناية بحسن استعمالها ، ولكن الأجيال الحاضرة حين فقدت فاعليتها الثقافية أصبحت عالة على الغرب لم تعد تغار على تراثها الذي هو أول مقومات هويتها ، وبخاصة فيما يتصل من هذا التراث بالجانب التطبيقي من الدين واللغة ، لقد كان من اليسير أن ينزلق المثقفون بثقافة الغرب إلى السقوط في أحابيل المستعمر الذي خطط للقضاء على هيبة الدين واللغة العربية بالقضاء على هيبة سدنتها والقائمين على أمرها في المجتمع العربي " . 3- من بحث لجميل عيسى الملائكة : " لقد كان انقضاء زمن الاستعمار والتبعية مؤذنا بتغير شامل في حال هذه الأمة ، فارتفعت مكانة اللغة العربية بعد أن اندحرت محاولات الحد من شأنها وصارت تزيح شيئاً فشيئاً اللغات الأجنبية التي كانت تستعمل في المدارس والدواوين والمؤتمرات والاجتماعات والصحافة والنشر لتحل محلها ، وازداد تمسك الناس بها ، وثقتهم بكفايتها لمجاراة العلوم الحديثة ومتطلباتها ، واستمروا في العمل على استعادتها المنزلة التي كانت تتبوؤها في عصور الازدهار . 4- من بحث بعنوان " اللغة العربية في مواكبة الفكر العلمي " لمحمد سويسي : " أضحى من المتأكد الحتمي الحيوي أن يتدارك الوضع لمسايرة قافلة العلم العالمي وأن يفكر العرب تفكيراً جدياً جماعياً في التزويد من العلم المعاصر المتطور ، وإيجاد وسائل التوحيد العلمي الثقافي ، والتخطيط الدقيق للعمل المشترك والالتزام الحازم بتطبيق مقتضياته ، ولعل من أولى الخطوات التي يكون في الإمكان إقرارها ، أن يفكر في وضع مناهج علمية موحدة أو متقاربة على الأقل في شتى الاختصاصات ، وضبط أهدافها ومحتواها وتقييد المحتوى بالموضوعية والشمول بحيث تواكب حسب الطاقة آخر ما وصل إليه التقدم العلمي والتربوي " . 5- من بحث لمحمد رشاد الخمراوي : " المعجم العربي ، هو ذاكرة الفكر العربي الإسلامي ، وخزانته الكبرى التي سعت إلى أن تستوعب عبر التاريخ آثاره ومآثره ، على ما فيها من سلبيات وإيجابيات ، والمعجم العربي أداة ميدانية توفر لنا معايير ومقاييس ، فيها نصيب من الحجج والمعطيات التربوية والعلمية والثقافية والحضارية التي تشهد بصلة اللغة بالفكر . 6- من بحث بعنوان " اللغة العربية والإعلام الجماهيري " لزكي الجابر : " إن العجز الإعلامي العري ، يتخلى في بعض جوانبه في العجز عن توظيف اللغة العربية توظيفاً سليماً ، والعربية بطاقاتها ، إذا ما استثمرت في الإعلام الجماهيري وفقاً لما هو متعارف عليه في مبادئ الإعلام ، تستطيع ، خلافاً للعامية ، أن ترفع مستوى الإنجاز الذاتي للأمة وتدفعها إلى الأمام . إن العربية الواضحة السليمة التي ينبغي أن توظفها أجهزة الإعلام الجماهيري ، تستطيع أن تنقل نماذج من المعرفة ، تتداخل مع التعليم المدرسي في بلورة الثقافة القومية " . 7- من بحث لإبراهيم بن مراد : " من أهم مميزات اللغة العربية اليوم ، قدمها ، فهي تكاد أقدم لغة حية مستعملة اليوم ، لأن نصوصها المكتوبة تعود إلى أكثر من خمسة عشر قرناً خلت ، بينما لا يزيد عمر الإنجليزية أو الفرنسية أو الإنسانية على سبعة أو ثمانية قرون ، فإن أنظمة هذه اللغات الصوتية والصرفية والنحوية لم تكون إلا بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين . ثم إن العربية بقيت على امتداد تاريخها الطويل محافظة على وحدتها فلم تتصدع لتنقسم إلى لهجات على غرار ما حدث للأتينية ، ولم يطرأ على أصواتها وأبنيتها وتراكبيها تبدل يذكر ، ولم تنقسم – لذلك – إلى عربية قديمة وعربية حديثة ، قد يستعصى القديم منها في فهم المحدثين " . |
رد: اللغة العربية هويتنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جمال- دائم الحضور
- عدد المساهمات : 1981
مواضيع مماثلة
» لغتنا العربية هويتنا
» من عجائب اللغة العربية
» من روائع اللغة العربية
» غرائب اللغة العربية
» مذكرة في اللغة العربية ج 1
» من عجائب اللغة العربية
» من روائع اللغة العربية
» غرائب اللغة العربية
» مذكرة في اللغة العربية ج 1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى