عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 66 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 66 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
الشعر الملحمي
صفحة 1 من اصل 1
الشعر الملحمي
بسم الله الرحمن الرحيم
***********
مقدمه :
الشعر الملحمي :
ترتبط الملحمه الشعريه بالتاريخ القديم والاحداث الغابره والماضي البعيد للحضارات , وتمتليء بقصص وحوداث متشابكه وابطالها كثيرون يختلفون في مواقفهم وافكارهم ونوازع الخير والشر لديهم ,تتضمن الملاحم كثيراً من الخرافات والاساطير والحكايات الشعبيه ..
لا يلتزم الشعر الملحمي وزناً معيناً او قافيه واحدهفهو ينوع في الاوزان والقوافي لكثرة ابياته التي قد تبلغ الالاف ....
من امثلة الملاحم الشهيره في العالم الملحمةالعراقيه القديمه (جلجامش ) وموضوعها الموت والحياة ,والفناء والخلود , ومغزاها انالانسان خالد بأعماله المجيده التي تنفع ابناء جنسه جميعاً وخالد بما يحقق لهم ممايطمحون اليه في هذه الدنيا من حياة بعيده عن الشرور والالام ...
( والملحمة المقصودة هي نص شعري طويل مكتوب باللغات السومرية والآكادية والبابلية،وموزع على أثني عشر لوحا فخاريا، ويعتقد بعض العلماء أن ثمة ألواح أخرى لازالت مفقودة أو هي أصابها العطب والتلف )
ومن اشهر الملاحم ايضاً ملحمتيا لاوديسه والالياذه , كانت الالياذه تتناول الحروب الطاحنه التي وقعت بين طرواده وأثينا وقد اشتركت فيها الالهه المتخيله طبقاً لأساطير اليونان وقصصهم القديمه ).
قصة الملحمه بصور مختصره :
تعد ملحمة جلجامش اقدم ملحمةشعريه ظهرت في العالم , فقد ظهرت في نحو العشرين قبل الميلاد , في حين ظهرت ملحمتيالألياذه والأوديسه الاغريقيتان في القرن التاسع قبل الميلاد عندما قام بأنشادهماالشاعر اليوناني (هوميروس ) ...
تعود أحداث ملحمة جلجامشالى الالف الثالث قبل الميلاد , وبطلها جلجامش الذي خلقه الأله العظيم (استغفر الله) وجعل ثلثيه الهاً وثلثه بشراً ... كما جعل هيئة جسمه كالثور الوحشي , ولمّا حكم جلجامش اوروك (الوركاء) لم تنقطع مظالمه عن الناس , فغضبت عليه الالهه وخلقت غريم اًله يضارعه في القوه هو (انكيدو) , فالتقى البطلان وتصارعا كالثورين الوحشيين , فغلب جلجامش انكيدو مما جعل انكيدو يقر له بالبطوله والملوكيه على البشر ....
صار جلجامش و انكيدو صديقين ثم قاما بسفرة الى غابة الأرز المسحوره التي يحرسها العفريت (خمبابا ) , فقتلا العفريت وعادا الى اورك منتصرين ,,, يمرض انكيدو ثم يموت , فيبكيه جلدامشبكاءاً مراً ويهيم في الصحارى ...
خشي جلجامش مصير صديقه انكيدو ,الموت , فراح يبحث عن الخلود , واستطاع ان يعبر الى الجزيره التي ينمو فيها العشب الذي يعيدالشباب , وبعد ان حصل على هذا العشب اراد العوده الى أوروك وفي طريق العوده اعترضته حيّه سرقت العشب فحزن وادرك ان الموت محتم , ولا خلود لأنسان في الحياة الا بالعمل الصالح , فحسنت سيرته في اوروك وكثرت اعماله الصالحه ...
من الموضوعات الت يعالجتها الملحمه موضوع البحث عن الخلود في هذه الحياة وتنتهي الملحمه بالدعوه الىالعمل الصالح ما دام خلود الانسان في هذه الحياة طلباً مستحيلاً .....
ترجمت ملحمة جلجامش الى اكثر اللغات العالميه , منها :
الانجليزيه , الالمانيه , الروسيه والأيطاليه ,,, مما يؤكد روعتها الأدبيه وموضوعاتها الأنسانيه ........
اليكم بعض المقاطع منها :
مقطع يصوّر مشاعر انكيدو الانسانيه وما يعتريه من تردد بعكس جلجامش :
اصطرع جلجامشوأنكيدو مع الوحش خمبابا الذي كان زئيره عباب الطوفان، ذهبا إليه عند غابة الأرز،وهناك تحدياه، وقتلاه. في البداية تردد انكيدو، لكن جلجامش استحثه، وجمع إليه شيوخأوروك معلناً:
إسمعوا يا شيب أوروك، ذات الأسواق:
أريد، انا جلجامش، ان أريمن يتحدثون عنه،
ذلك الذي ملأ البلدان بالرعب،
عزمتُ علي ان اغلبه في غابةالأرز.
وسأُسمع البلاد بأنباء ابن اوروك،
فتقول عني ما أشجع سليل اوروك وماأقواه!
*************************
النص التالي يمثل مقطع من الملحمه يصورموت انكيدو بين يدي صديقه جلجامش , فهو يصوّر الوفاء للصداقه والتمجيد للبطوله ...
لقد رأى صديقي رؤيا تنذر بالشر ......
ولما انقضى اليوم الذي رأى فيهانكيدو الرؤيا اشتد به المرض فظل ملازماً فراشه يوماً وثانياً وثالثاً ورابعاًوخامساً وسادساً وسابعاً وثامناً وتاسعاً وعاشراً وثقل المرض على (انكيدو) ومضىاليوم الحادي عشر, وهو ما يزال راقداً على فراش المرض, فدعا اليه جلجامش , وكلمهقائلاً :
"يا صاحبي , لقد حلّت بي اللعنه " ,
"فلن أموت ميتة رجل سقط فيميدان الوغى , كنت لا أخشى القتال , ولكنني سأموت ذليلاً حتف أنفي فمن يسقط فيالقتال , يا صديقي , فأنه مبارك ........ "
عندما نوّر اول خيوط الفجر قالجلجامش ........
........... "اسمعوني أيها الشيبه , واصغوا اليّ من اجل انكيدو , خلّي وصاحبي , ابكي وانوح نواح الثكلى "
"انه الفأس التي في جنبي , وقوّةساعدي والخنجر الذي في حزامي , والمجن الذي يدرأ عني , وفرحتي , وبهجتي , وكسوةعيدي ............. لقد ظهر شيطان رجيم وسرقه مني "
"يا خلّي واخي الاصغر , الذي اقتنص حمار الوحش في النجاد , والنمر في الصحارى تغلبنا معاً على الصعاب , وارتقينا أعالي الجبال ومسكنا بالثور السماوي , ونحرناه ........
قهرنا خمباباالساكن في غابة الارز فأي سنةٍ من النوم هذه التي غلبتك وتمكنت منك ؟؟؟
طواكظلام الليل فلا تسمعني "
ولكن (انكيدو ) لم يرفع عينيه , وعند ذاك , برقع صديقهكالعروس واخذ يزأر حوله كالأسد وكاللبوة التي اختطف منها أشبالها ....
*****************************
القصه مطوّله :
(من مقالللدكتور شاكر الحاج مخلف )
أبن الآلهة " ننسون " الذي حملت به من ملك أوروك " لوجال بندا " ، جلجامش الذي ولد ثلثه إنسان وثلثاه إله، وجدته " سومر " متفوقاعلى رجالها بصفاته الجسمية والعقلية، قويا ذكيا شجاعا، أمسك بصولجان الحكم وهو فيمرحلة الشباب، وعندما خلقت الإلهة "آرورو" أنكيدو ، القرين والند والصديق لجلجامش،تغيرت الأفكار والرؤى وصار التأمل العميق في بحر الموت واشرعة الحياة ، يدفعانجلجامش للدخول في إنجاز فعل كبير ، كشف لرفيقه عن فكرة الوصول إلى غابة الأرزالموجودة في أقصى مغرب الشمس وقتل حارسها خمبابا، ذاك الفعل تعارض مع الإله إنليلالذي أوكل إلى خمبابا حراسة غابة الأرز، " يبرز الطابع البطولي عند جلجامش بفضلالمظهر العتيق لصورته المعكوسة المتمثلة بالعملاق الوحشي انكيدو ، انهما متماثلانمن حيث القوة ويحققان المآثر بصورة مشتركة، غير أن انكيدو يتصف بمظاهر الضعف التييشكو منها الإنسان الاعتيادي ، فهو يجبن عند التفكير بالقيام بحملة إلى غابة الأرزضد الغولة خومبابا، أما جلجامش ، الذي تعتبر الشجاعة من صفاته المميزة فيخجل منتصرف صديقه، ولا يصغي إلى نصائح الشيوخ الحذرين، مفضلا عليها الحياة القصيرة والمجدالأبدي ، ورغم الخوف الذي يجتاح
أنكيدو، بدأت فصول الرحلة المحفوفةبالمخاطر والخوف، اقتحما غابة الأرز المسحورة وكان صوت خمبابا المرعب يهدر وكاد أنيهلكهما لولا مساعدة الإله شمش الذي أمدهما بثمانية أنواع من الرياح هبت في وجهالوحش المرعب وشلت حركته، أمسكا به وقطعا رأسه وقدماه قربانا لشمش ، " كانت أمجلجامش تشكو ، قبل القيام بحملته إلى غابة الأرز ، من أن الله منح ابنها قلباجنوبيا ، عاد البطلان إلى اوروك ، حاولت الإلهة " عشتار " إغواء جلجامش لكنه رفضعرضها منددا بخيانتها المعروفة لعشاقها وأزواجها ، وردا على تلك الإهانة أطلقت" الثور السماوي " في مدينة أوروك ليعيث فسادا، ولكن جلجامش وأنكيدو ما لبثا أن تصدياله وقتلاه بعد صراع مرير وقدما قلبه قربانا للإلهة شمش، قرر مجمع الإلهة موت واحدمن البطلين ووقع الخيار على أنكيدو ، أقام لإنكيدو طقوس الحداد وقبع في قصره وحيداحزينا وصارت فكرة الموت تطارده " يدرك جلجامش كربة الموت فقط بعد مقتل انكيدو، غيرأن هذا لم يكن بسبب الخوف على نفسه شخصيا ، بل بسبب خيبة الأمل لإدراكه حقيقة أنالعظمة السامية للشخصية البطولية لم تنقذ الأخيرة من النهاية الطبيعية لكل الناس " ، يحمل الهواجس والأفكار معه تعذبه حتى إذا وصل إلى رمز الخلود " اوتنابشتم" ليسألهعن سر الحياة والموت ..
جلجامش وسيدوري
كان على جلجامش أن يجتاز سلسلةجبال " ماشو " التي تحرس ذراها المتقابلة الفوهة التي تنزل منها الشمس إلى باطنالأرض، ومن بعد تواصل مسيرها في بحر الليل قبل شروقها من الطرف الثاني، سهل لهالبشر العقارب الموكلون بحراسة تلك الجبال عبور مسالكها الوعرة، أرشدوه إلى أقصرطريق يصل من خلاله إلى أوتنابشتم، وعندما وصل إلى فوهة الشمس نزل فيها ليصل عبرهاإلى الطرف الآخر من العالم ، عمل من الخوارق ليس بوسع البشر القيام به، هو من مهماتالإله، اجتاز جلجامش ممر الشمس الأسفل في أقل من ليلة واحدة ، وخرج من الطرف الثانيليجد نفسه
على شاطئ البحر الذي يفصله عن جزيرة اوتنابشتم ، هناك تقيمسيدوري ساقية حان الآلهة، حيث يتوقف الخالدون للحصول على محطة استراحة وتناولالشراب ، ينتاب سيدوري الفزع والخوف وهي ترى عملاقا أشعث يعلو ملامحه الغبار ويرتديجلود الأسود، تدخل وتوصد باب حانتها دونه ، لكن جلجامش يناديها ويكشف لها عن شخصيتهوأهدافه التي جاء من اجلها وطلب منها المساعدة ، تخبره سيدوري بوجود ملاح أوتنابشتمالمدعو " أورشنابي " في المكان يحتطب من أجل سيده، أرشدت سيدوري جلجامش الى مكانهوأخبرته بأنه الوحيد الذي يستطيع بقاربه عبور مياه بحر الموت ، لأنه يملك رقم حجريةعليها طلاسم سحرية .
جلجامش وأورشنابي
إنطلق جلجامش كسهم سريع إلى مكانأورشنابي وفي غمرة اضطرابه وانفعاله العنيف داس فوق الرقم الحجرية التي كانأورشنابي قد وضعها جانبا وهو يحتطب فبعثرها وحطمها، فقال له أورشنابي، بعد أن سمعقصته ، بأن يديه قد حالتا دون عبوره لأنه كسر الرقم الطينية التي تعين الزورق علىاجتياز مياه الموت، وبعد تقليب الأمور على وجوهها ، توصل أورشنابي إلى حل للمشكلةفمياه الموت التي تبدأ حدودها بعد مسيرة طويلة في البحر ، هي مياه راكدة والهواءفوقها ساكن، حيث لاريح تدفع ولامجذاف ينفع ، وحيث الرذاذ إذا تطاير يقتل باللمس،أختار أورشنابي دفع الزورق بالمردي وطلب من جلجامش أن يحتطب من الغابة مائة وعشرينمرديا طول الواحد منها ستين ذراعا،
وعندما أنجز جلجامش عمله ، أبحر الاثنان فيالزورق وعندما ولج مياه الموت ، طلب أورشنابي من جلجامش أن يبدأ باستخدام المردي ،كان على جلجامش أن يستعمل كل مردي لمرة واحدة فقط ثم يتركه بعد الدفع إلى الماء،لكي لا تمس يده ما علق عليه من ماء قاتل .
جلجامش وأوتونابشتم
قص جلجامشعلى اوتونابشتم قصته وماجرى له ورجاه أن يخبره كيف استطاع تحقيق الخلود لنفسه مندون بني البشر ، قص اوتونابشتم على جلجامش قصة الطوفان العظيم بجميع تفاصيلها وكيفانتهت إلى مكافأته بنعمة الخلودعندما قام إنليل بإسباغ نعمة الخلود عليه وزوجتهمكافأة له على صنيعه وأسكنهما في هذه الجزيرة ، ثم عمد إلى اختبار جلجامش، كانالاختبار عسيرا والمطلوب منه أن يثبت استعداده ومقدرته على قهر الموت الأصغر وهوالنوم ، فكان عليه أن يجلس في وضعية القعود ستة أيام وسبع ليال دون أن يطرق الكرىأجفانه ، قبل جلجامش التحدي مصمما على قهر الموت الأصغر ولكنه بعد وقتقصير راح فيسبات عميق أستمر ستة أيام وفي اليوم السابع هزه اوتونابشتم فأفاق معتقدا أنه لم ينمإلا هنيهة، وعندما عرف حقيقة ماجرى له وتأكد من فشله في الاختبار، قرر مغادرةالجزيرة ومعه اورشنابي الذي أمره سيده بمغادرة المكان دون رجعة ومرافقة جلجامش إلىمدينة أوروك ، وبينما هما يدفعان الزورق بعيدا عن الشاطئ، شعرت زوجة اوتونابشتمبالشفقة على جلجامش وطلبت من زوجها أن يقدم له بعضا مما قدم لأجله ، نادىاوتونابشتم جلجامش وأطلعه على سر نبته شوكيه تعيش في أعماق المياه الباطنية؛ حيثمسكن الإله انكي ، تلك النبتة تحمل خصائص تجديد الشباب لمن يأكل منها إذا بلغالشيخوخة ، غاص جلجامش في القناة المائية التي تصل إلى الآبسو - مجمع المياهالسفلية العذبة ، رابطا إلى قدميه حجرا ثقيلا يشده بقوة إلى الأسفل ، وهناك رأىالنبتة فاجتثها بعد أن أدمت أشواكها يديه ، ثم حل وثاقه صاعدا نحو الأعلى، ثم عرضهاعلى اوتونابشتم وزوجته وشكرهما وقال: انه سيحملها معه إلى أوروك ليجعل الشيوخيقتسمونها فيما بينهم ، وإنه سيأكل منها عندما تداهمه الشيخوخة ، ثم أنطلق معأورشنابي في طريق العودة إلى أوروك، وفي إحدى المحطات التي توقفا عندها للراحة ،رأى جلجامش بركة ماء فنزل إليها واستحم بمائها تاركا النبتة عند الضفة، عندها جاءتحية إلى النبتة وأكلتها وبينما هي راجعة إلى وكرها تجدد جلدها، جلس جلجامش عندالضفة وقد انهار تماما بعد أن فقد حتى الأمل في تجديد الشباب " أن الملحمة البطوليةتستحيل هنا إلى قصيدة ميثولوجية يصبح فيها جلجامش رمزا للإنسان بصورة عامة، وبصفته - فاوست بابلي قديم _ فريد يتحول من المآثر البطولية إلى البحث عن معنى الحياة وفيالجزء الأساسي - الملحمي الصرف- من هذا العمل الشعري تتشابك الطاقة البطولية عندجلجامش بالغيظ المهتاج ...........
***********
مقدمه :
الشعر الملحمي :
ترتبط الملحمه الشعريه بالتاريخ القديم والاحداث الغابره والماضي البعيد للحضارات , وتمتليء بقصص وحوداث متشابكه وابطالها كثيرون يختلفون في مواقفهم وافكارهم ونوازع الخير والشر لديهم ,تتضمن الملاحم كثيراً من الخرافات والاساطير والحكايات الشعبيه ..
لا يلتزم الشعر الملحمي وزناً معيناً او قافيه واحدهفهو ينوع في الاوزان والقوافي لكثرة ابياته التي قد تبلغ الالاف ....
من امثلة الملاحم الشهيره في العالم الملحمةالعراقيه القديمه (جلجامش ) وموضوعها الموت والحياة ,والفناء والخلود , ومغزاها انالانسان خالد بأعماله المجيده التي تنفع ابناء جنسه جميعاً وخالد بما يحقق لهم ممايطمحون اليه في هذه الدنيا من حياة بعيده عن الشرور والالام ...
( والملحمة المقصودة هي نص شعري طويل مكتوب باللغات السومرية والآكادية والبابلية،وموزع على أثني عشر لوحا فخاريا، ويعتقد بعض العلماء أن ثمة ألواح أخرى لازالت مفقودة أو هي أصابها العطب والتلف )
ومن اشهر الملاحم ايضاً ملحمتيا لاوديسه والالياذه , كانت الالياذه تتناول الحروب الطاحنه التي وقعت بين طرواده وأثينا وقد اشتركت فيها الالهه المتخيله طبقاً لأساطير اليونان وقصصهم القديمه ).
قصة الملحمه بصور مختصره :
تعد ملحمة جلجامش اقدم ملحمةشعريه ظهرت في العالم , فقد ظهرت في نحو العشرين قبل الميلاد , في حين ظهرت ملحمتيالألياذه والأوديسه الاغريقيتان في القرن التاسع قبل الميلاد عندما قام بأنشادهماالشاعر اليوناني (هوميروس ) ...
تعود أحداث ملحمة جلجامشالى الالف الثالث قبل الميلاد , وبطلها جلجامش الذي خلقه الأله العظيم (استغفر الله) وجعل ثلثيه الهاً وثلثه بشراً ... كما جعل هيئة جسمه كالثور الوحشي , ولمّا حكم جلجامش اوروك (الوركاء) لم تنقطع مظالمه عن الناس , فغضبت عليه الالهه وخلقت غريم اًله يضارعه في القوه هو (انكيدو) , فالتقى البطلان وتصارعا كالثورين الوحشيين , فغلب جلجامش انكيدو مما جعل انكيدو يقر له بالبطوله والملوكيه على البشر ....
صار جلجامش و انكيدو صديقين ثم قاما بسفرة الى غابة الأرز المسحوره التي يحرسها العفريت (خمبابا ) , فقتلا العفريت وعادا الى اورك منتصرين ,,, يمرض انكيدو ثم يموت , فيبكيه جلدامشبكاءاً مراً ويهيم في الصحارى ...
خشي جلجامش مصير صديقه انكيدو ,الموت , فراح يبحث عن الخلود , واستطاع ان يعبر الى الجزيره التي ينمو فيها العشب الذي يعيدالشباب , وبعد ان حصل على هذا العشب اراد العوده الى أوروك وفي طريق العوده اعترضته حيّه سرقت العشب فحزن وادرك ان الموت محتم , ولا خلود لأنسان في الحياة الا بالعمل الصالح , فحسنت سيرته في اوروك وكثرت اعماله الصالحه ...
من الموضوعات الت يعالجتها الملحمه موضوع البحث عن الخلود في هذه الحياة وتنتهي الملحمه بالدعوه الىالعمل الصالح ما دام خلود الانسان في هذه الحياة طلباً مستحيلاً .....
ترجمت ملحمة جلجامش الى اكثر اللغات العالميه , منها :
الانجليزيه , الالمانيه , الروسيه والأيطاليه ,,, مما يؤكد روعتها الأدبيه وموضوعاتها الأنسانيه ........
اليكم بعض المقاطع منها :
مقطع يصوّر مشاعر انكيدو الانسانيه وما يعتريه من تردد بعكس جلجامش :
اصطرع جلجامشوأنكيدو مع الوحش خمبابا الذي كان زئيره عباب الطوفان، ذهبا إليه عند غابة الأرز،وهناك تحدياه، وقتلاه. في البداية تردد انكيدو، لكن جلجامش استحثه، وجمع إليه شيوخأوروك معلناً:
إسمعوا يا شيب أوروك، ذات الأسواق:
أريد، انا جلجامش، ان أريمن يتحدثون عنه،
ذلك الذي ملأ البلدان بالرعب،
عزمتُ علي ان اغلبه في غابةالأرز.
وسأُسمع البلاد بأنباء ابن اوروك،
فتقول عني ما أشجع سليل اوروك وماأقواه!
*************************
النص التالي يمثل مقطع من الملحمه يصورموت انكيدو بين يدي صديقه جلجامش , فهو يصوّر الوفاء للصداقه والتمجيد للبطوله ...
لقد رأى صديقي رؤيا تنذر بالشر ......
ولما انقضى اليوم الذي رأى فيهانكيدو الرؤيا اشتد به المرض فظل ملازماً فراشه يوماً وثانياً وثالثاً ورابعاًوخامساً وسادساً وسابعاً وثامناً وتاسعاً وعاشراً وثقل المرض على (انكيدو) ومضىاليوم الحادي عشر, وهو ما يزال راقداً على فراش المرض, فدعا اليه جلجامش , وكلمهقائلاً :
"يا صاحبي , لقد حلّت بي اللعنه " ,
"فلن أموت ميتة رجل سقط فيميدان الوغى , كنت لا أخشى القتال , ولكنني سأموت ذليلاً حتف أنفي فمن يسقط فيالقتال , يا صديقي , فأنه مبارك ........ "
عندما نوّر اول خيوط الفجر قالجلجامش ........
........... "اسمعوني أيها الشيبه , واصغوا اليّ من اجل انكيدو , خلّي وصاحبي , ابكي وانوح نواح الثكلى "
"انه الفأس التي في جنبي , وقوّةساعدي والخنجر الذي في حزامي , والمجن الذي يدرأ عني , وفرحتي , وبهجتي , وكسوةعيدي ............. لقد ظهر شيطان رجيم وسرقه مني "
"يا خلّي واخي الاصغر , الذي اقتنص حمار الوحش في النجاد , والنمر في الصحارى تغلبنا معاً على الصعاب , وارتقينا أعالي الجبال ومسكنا بالثور السماوي , ونحرناه ........
قهرنا خمباباالساكن في غابة الارز فأي سنةٍ من النوم هذه التي غلبتك وتمكنت منك ؟؟؟
طواكظلام الليل فلا تسمعني "
ولكن (انكيدو ) لم يرفع عينيه , وعند ذاك , برقع صديقهكالعروس واخذ يزأر حوله كالأسد وكاللبوة التي اختطف منها أشبالها ....
*****************************
القصه مطوّله :
(من مقالللدكتور شاكر الحاج مخلف )
أبن الآلهة " ننسون " الذي حملت به من ملك أوروك " لوجال بندا " ، جلجامش الذي ولد ثلثه إنسان وثلثاه إله، وجدته " سومر " متفوقاعلى رجالها بصفاته الجسمية والعقلية، قويا ذكيا شجاعا، أمسك بصولجان الحكم وهو فيمرحلة الشباب، وعندما خلقت الإلهة "آرورو" أنكيدو ، القرين والند والصديق لجلجامش،تغيرت الأفكار والرؤى وصار التأمل العميق في بحر الموت واشرعة الحياة ، يدفعانجلجامش للدخول في إنجاز فعل كبير ، كشف لرفيقه عن فكرة الوصول إلى غابة الأرزالموجودة في أقصى مغرب الشمس وقتل حارسها خمبابا، ذاك الفعل تعارض مع الإله إنليلالذي أوكل إلى خمبابا حراسة غابة الأرز، " يبرز الطابع البطولي عند جلجامش بفضلالمظهر العتيق لصورته المعكوسة المتمثلة بالعملاق الوحشي انكيدو ، انهما متماثلانمن حيث القوة ويحققان المآثر بصورة مشتركة، غير أن انكيدو يتصف بمظاهر الضعف التييشكو منها الإنسان الاعتيادي ، فهو يجبن عند التفكير بالقيام بحملة إلى غابة الأرزضد الغولة خومبابا، أما جلجامش ، الذي تعتبر الشجاعة من صفاته المميزة فيخجل منتصرف صديقه، ولا يصغي إلى نصائح الشيوخ الحذرين، مفضلا عليها الحياة القصيرة والمجدالأبدي ، ورغم الخوف الذي يجتاح
أنكيدو، بدأت فصول الرحلة المحفوفةبالمخاطر والخوف، اقتحما غابة الأرز المسحورة وكان صوت خمبابا المرعب يهدر وكاد أنيهلكهما لولا مساعدة الإله شمش الذي أمدهما بثمانية أنواع من الرياح هبت في وجهالوحش المرعب وشلت حركته، أمسكا به وقطعا رأسه وقدماه قربانا لشمش ، " كانت أمجلجامش تشكو ، قبل القيام بحملته إلى غابة الأرز ، من أن الله منح ابنها قلباجنوبيا ، عاد البطلان إلى اوروك ، حاولت الإلهة " عشتار " إغواء جلجامش لكنه رفضعرضها منددا بخيانتها المعروفة لعشاقها وأزواجها ، وردا على تلك الإهانة أطلقت" الثور السماوي " في مدينة أوروك ليعيث فسادا، ولكن جلجامش وأنكيدو ما لبثا أن تصدياله وقتلاه بعد صراع مرير وقدما قلبه قربانا للإلهة شمش، قرر مجمع الإلهة موت واحدمن البطلين ووقع الخيار على أنكيدو ، أقام لإنكيدو طقوس الحداد وقبع في قصره وحيداحزينا وصارت فكرة الموت تطارده " يدرك جلجامش كربة الموت فقط بعد مقتل انكيدو، غيرأن هذا لم يكن بسبب الخوف على نفسه شخصيا ، بل بسبب خيبة الأمل لإدراكه حقيقة أنالعظمة السامية للشخصية البطولية لم تنقذ الأخيرة من النهاية الطبيعية لكل الناس " ، يحمل الهواجس والأفكار معه تعذبه حتى إذا وصل إلى رمز الخلود " اوتنابشتم" ليسألهعن سر الحياة والموت ..
جلجامش وسيدوري
كان على جلجامش أن يجتاز سلسلةجبال " ماشو " التي تحرس ذراها المتقابلة الفوهة التي تنزل منها الشمس إلى باطنالأرض، ومن بعد تواصل مسيرها في بحر الليل قبل شروقها من الطرف الثاني، سهل لهالبشر العقارب الموكلون بحراسة تلك الجبال عبور مسالكها الوعرة، أرشدوه إلى أقصرطريق يصل من خلاله إلى أوتنابشتم، وعندما وصل إلى فوهة الشمس نزل فيها ليصل عبرهاإلى الطرف الآخر من العالم ، عمل من الخوارق ليس بوسع البشر القيام به، هو من مهماتالإله، اجتاز جلجامش ممر الشمس الأسفل في أقل من ليلة واحدة ، وخرج من الطرف الثانيليجد نفسه
على شاطئ البحر الذي يفصله عن جزيرة اوتنابشتم ، هناك تقيمسيدوري ساقية حان الآلهة، حيث يتوقف الخالدون للحصول على محطة استراحة وتناولالشراب ، ينتاب سيدوري الفزع والخوف وهي ترى عملاقا أشعث يعلو ملامحه الغبار ويرتديجلود الأسود، تدخل وتوصد باب حانتها دونه ، لكن جلجامش يناديها ويكشف لها عن شخصيتهوأهدافه التي جاء من اجلها وطلب منها المساعدة ، تخبره سيدوري بوجود ملاح أوتنابشتمالمدعو " أورشنابي " في المكان يحتطب من أجل سيده، أرشدت سيدوري جلجامش الى مكانهوأخبرته بأنه الوحيد الذي يستطيع بقاربه عبور مياه بحر الموت ، لأنه يملك رقم حجريةعليها طلاسم سحرية .
جلجامش وأورشنابي
إنطلق جلجامش كسهم سريع إلى مكانأورشنابي وفي غمرة اضطرابه وانفعاله العنيف داس فوق الرقم الحجرية التي كانأورشنابي قد وضعها جانبا وهو يحتطب فبعثرها وحطمها، فقال له أورشنابي، بعد أن سمعقصته ، بأن يديه قد حالتا دون عبوره لأنه كسر الرقم الطينية التي تعين الزورق علىاجتياز مياه الموت، وبعد تقليب الأمور على وجوهها ، توصل أورشنابي إلى حل للمشكلةفمياه الموت التي تبدأ حدودها بعد مسيرة طويلة في البحر ، هي مياه راكدة والهواءفوقها ساكن، حيث لاريح تدفع ولامجذاف ينفع ، وحيث الرذاذ إذا تطاير يقتل باللمس،أختار أورشنابي دفع الزورق بالمردي وطلب من جلجامش أن يحتطب من الغابة مائة وعشرينمرديا طول الواحد منها ستين ذراعا،
وعندما أنجز جلجامش عمله ، أبحر الاثنان فيالزورق وعندما ولج مياه الموت ، طلب أورشنابي من جلجامش أن يبدأ باستخدام المردي ،كان على جلجامش أن يستعمل كل مردي لمرة واحدة فقط ثم يتركه بعد الدفع إلى الماء،لكي لا تمس يده ما علق عليه من ماء قاتل .
جلجامش وأوتونابشتم
قص جلجامشعلى اوتونابشتم قصته وماجرى له ورجاه أن يخبره كيف استطاع تحقيق الخلود لنفسه مندون بني البشر ، قص اوتونابشتم على جلجامش قصة الطوفان العظيم بجميع تفاصيلها وكيفانتهت إلى مكافأته بنعمة الخلودعندما قام إنليل بإسباغ نعمة الخلود عليه وزوجتهمكافأة له على صنيعه وأسكنهما في هذه الجزيرة ، ثم عمد إلى اختبار جلجامش، كانالاختبار عسيرا والمطلوب منه أن يثبت استعداده ومقدرته على قهر الموت الأصغر وهوالنوم ، فكان عليه أن يجلس في وضعية القعود ستة أيام وسبع ليال دون أن يطرق الكرىأجفانه ، قبل جلجامش التحدي مصمما على قهر الموت الأصغر ولكنه بعد وقتقصير راح فيسبات عميق أستمر ستة أيام وفي اليوم السابع هزه اوتونابشتم فأفاق معتقدا أنه لم ينمإلا هنيهة، وعندما عرف حقيقة ماجرى له وتأكد من فشله في الاختبار، قرر مغادرةالجزيرة ومعه اورشنابي الذي أمره سيده بمغادرة المكان دون رجعة ومرافقة جلجامش إلىمدينة أوروك ، وبينما هما يدفعان الزورق بعيدا عن الشاطئ، شعرت زوجة اوتونابشتمبالشفقة على جلجامش وطلبت من زوجها أن يقدم له بعضا مما قدم لأجله ، نادىاوتونابشتم جلجامش وأطلعه على سر نبته شوكيه تعيش في أعماق المياه الباطنية؛ حيثمسكن الإله انكي ، تلك النبتة تحمل خصائص تجديد الشباب لمن يأكل منها إذا بلغالشيخوخة ، غاص جلجامش في القناة المائية التي تصل إلى الآبسو - مجمع المياهالسفلية العذبة ، رابطا إلى قدميه حجرا ثقيلا يشده بقوة إلى الأسفل ، وهناك رأىالنبتة فاجتثها بعد أن أدمت أشواكها يديه ، ثم حل وثاقه صاعدا نحو الأعلى، ثم عرضهاعلى اوتونابشتم وزوجته وشكرهما وقال: انه سيحملها معه إلى أوروك ليجعل الشيوخيقتسمونها فيما بينهم ، وإنه سيأكل منها عندما تداهمه الشيخوخة ، ثم أنطلق معأورشنابي في طريق العودة إلى أوروك، وفي إحدى المحطات التي توقفا عندها للراحة ،رأى جلجامش بركة ماء فنزل إليها واستحم بمائها تاركا النبتة عند الضفة، عندها جاءتحية إلى النبتة وأكلتها وبينما هي راجعة إلى وكرها تجدد جلدها، جلس جلجامش عندالضفة وقد انهار تماما بعد أن فقد حتى الأمل في تجديد الشباب " أن الملحمة البطوليةتستحيل هنا إلى قصيدة ميثولوجية يصبح فيها جلجامش رمزا للإنسان بصورة عامة، وبصفته - فاوست بابلي قديم _ فريد يتحول من المآثر البطولية إلى البحث عن معنى الحياة وفيالجزء الأساسي - الملحمي الصرف- من هذا العمل الشعري تتشابك الطاقة البطولية عندجلجامش بالغيظ المهتاج ...........
jazila- دائم الحضور
-
عدد المساهمات : 1000
العمر : 33
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى