استوح شعرك محمد العيد آل خليفة

استوح شعرك من حنايا الأضلع
واستجل في القسمات حسن المطلع
وصغ التحية نضرة رفافة
كالورد وارفعها لهذا المجمع
قل للجزائر وهي أم مرضع
مثل اللبوءة أي أم مرضع
ابناؤك الأشبال فيك تزاوروا
وتزاء روا في الغيل منك بمسمع
تأبى الجزائر أن تعم بنفعها
من ليس يسعى للأعم الأنفع
قلبت أنواع الجهاد فلم أجد
كجهاد محتسب به متطوع
ياموطناً لي خصبه وتعيمه
وله هواي على المدعى وتشيعي
مصطافي الباهي الظليل ومخرفي
الزاهي ومشتاي الجميل ومربعي
ما زال حبك ناشئاً مترعرعاً
في ناشىء بجوانحي مترعرع
أقسمت لوخيرتني في مصرع
ما أخترت إلا في سبيلك مصرعي
أسأل أجب وأمر أطع واصرخ أغفث
واصفح انب واسمع أقل وانصح أع
ها أنت في وسط الزعازع ثابت
باق على الاسلام لم تتزعزع
إفريقيا أخت الحجاز ديانة
وربيبة البيت الحرام الأمنع
قف بي عليها برهة ننصح لها
أن تستعد ليومها المتوقع
العلم سلطان الوجود فسد به
من شئت اوذد عن حياضك وأدفع
قل للجزائر أنشيء كلية
تمحو جهالة شعبك المتسكع
الفجر يؤذن بالطلوع فرحبي
بالنور غب ظلامك المتقشع
فردوسك اللمفقود سوف يرده
من رد قرن الشمس يوماً ليوشع
حتى أرى فيك المسيطر عادلاً
وأرى لديه الحق غير مضيع
وأرى على الأقطار عرشك سائداً
من تحت تاج بالقلوب مرصع
فأزيح عن نفسي مرارة بؤسها
واريح عيني من حرارة أدمعي
قد كدت أجفو الشعر لولا أن لي
بالشعر بعض تعلل وتمتع
في كل ركن راصد متسمع
عني بجانب راصد متسمع
لأذخر كاللأعمال عند صلاحها
فأجعل من الأعمال ذخرك أودع
يا أمة يرجو الخصوم هجوعها
من بعد نهضتها أحذري أن تهجعي
حكم الممالك بالعدالة والرضى
ما حكمها بالسيف أو بالمدفع
لابد من عدل القضاء وفضله
فتتبعي سير القضاء تتبعي
بين المشارق والمغارب إخوة
لك عصبة بقلوبهم والأذرع
هلا أثت القدس منك بلفتة
غيري على شعب هناك مروع
القبلة الأولى تضج وتشتكي
من قسمة المستأثر المستنفع
ضمي احتجاجك لاحتجاج حماتها
واستنكري تسيمة واستفظعي
إيه فلسطين الشقيقة لاتني
من رد عدوان اليهود الأشنع
قد يشبع ابن الوحش شلو فريسة
إلا ابن آدم ماله من مشبع
الحر لايجري دماً لم يستبح
والبر لايذكي وغى لم تشرع
الآدمية ركنها متضعضع
فاشدد دعائم ركنها المتضعضع
أفي على الأخلاق صوح زهرها
فينا وغور مالها من منبع
قف بالجزائر والح فيها أمة
يلهو الشباع بها بجنب الجوع
شط الغلاء فما ترى من مسلم
بميسر فيها عليه موسع
لم يلتحق بالقوت غير مفتر
أو يلتحف بالثوب غير مرقع
وترى الأديب الألمعي مؤخراً
ومحقراً وهو الأديب الألمعي
إربابنفسك أن تعيش ببيئة
موبوءة الأنفاس كالمستنقع
قل للأديب أعمل وكن متدرعاً
بالصبر نعم الصبر للمتدرع
دنياك ضد للعباقرة الألي
لايحفلون بحسنها التصنع
والشرفي الانسان طبع ثابت
والخير في الإنسان محض تطبع
مارد كيد الناس عنك تضرع
فاصرف لرب الناس كل تضرع
لابد أن تعي البلاد نصيحة
مصحوبة لك بالدليل المقنع
أو ماتراها استشرفت مثل الربا
لحقوقها وتدفقت كالمشرع
المهتدي فيها بجنب المهتدي
واللوذعي بها بجنب اللوذعي
دعت البلاد شبابها فأجابها
عجلاً وحسبك بالشباب لإذا دعي
أهلاً وسهلا ً بالفدا ورجاله
الطامحين إليه غير القنع
أوي العمائم والعمامة شارة
لليعربي وزينة للأصمعي
من فيكم يحي خلالاً أربعاً
يحيي الجزائر بالخلال الأربع
صدق العتيق وعزة الفاروق في
حلم ابن عفان وعلم الأصلع
أذوي العمائم علموا وتعهدوا
بالوعظ والذكرى ذوات البرقع
آتوا النساء نصيبهن من الهدى
يخرجن نشاكالرماح الشرع
وآبنوا المدارس نضرة مزدانة
تحكي المغارس في الربيع المونع
وابنوا المساجد حرة ليست إلى
متحكم تعزي ولامتبدع
واكفوا مشاريع البلاد تبرعاص
ما قام مشروع بدون تبرع
ياشعب إن الكون حقلك فاحترث
وازرع فحقل الكون أخصب مزرع
ثق بالاله تعش عزيز القدر لا
بمرغم انفاً ولا بمجدع
فبإذنه في البدء قد حزت الرضى
وبإذنه ستحوزه في المقطع