من لم يحفِظ ما بينَ فكّيه ، ظلّ يُقلِّبُ كفّيه.

وباتَ يتملمَلُ على دَفّيه ، حُزناً على ما فرّطَ فيه من التحفُّظ. وأسِفاً على ما فرَّطَ مِنهُ من التلفـُّظ ،

ولو كان اللسِانُ مخزُوناً. لم يكن الفؤادُ محزوناً ، وقلَّمَا يَحرسُ مُهجته. من لا يُخرِسُ لهجته.

ولن تجدَ على السِرِ أميناً. إلّا من كان بكُلِّ أمانةٍ قمينَا.



من كتاب " أطواق الذهب في المواعظ والخطب " لـ أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد ، الزمخشري جار الله ( المتوفى : ٥٣٨هـ )