عدد تصفح الموقع
اضغط على الآية لمعرفة المزيد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 4 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 4 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 184 بتاريخ الثلاثاء أكتوبر 29, 2024 2:23 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 206 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Nour El Houda Khaldi فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 71341 مساهمة في هذا المنتدى في 44690 موضوع
التحول في مفهوم الشعر و وظيفته ( نظرة تاريخية )
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التحول في مفهوم الشعر و وظيفته ( نظرة تاريخية )
التحول في مفهوم الشعر و وظيفته ( نظرة تاريخية )
إن
المتتبع للمحطات التي مر منها الشعر العربي منذ العصر الجاهلي حتى عصرنا
هذا ، يلمس تحولا في مفهوم
الشعر و وظيفته ، ففي العصر الجاهلي كان
الشاعر مشدودا إلى قيم القبيلة ، متفانيا في خدمتها ، فقد كان صوت
الجماعة
القبيلة بامتياز ، لأنه كان ينافح عن قبيلته و يدافع عنها ، و يفتخر
بأمجادها و يشيد ببطولاتها ، كما يهجو
خصومها ، وينال ممن يتعرض لها
بسوء ، ولم لا و الشاعر في الجاهلية كان حكيم قومه و مرشدهم و خطيبهم و
نائبهم
و المتكلم باسمهم و مؤرخهم و العالم بأنسابهم و مفاخرهم و
هزائم أعدائهم ، مدركا لمواطن الضعف النفسي في القبائل
التي تنازع
قبيلته ، ولنقائصهم التاريخية مما يجعله قادرا على التشهير بهم و جعلهم
موضع هزء و سخرية ...
و لنا في ذلك من الأمثلة ما تضج به كتب تاريخ
الأدب ، مثل تعيين قبيلة تغلب لشاعرها ( عمرو بن كلثوم ) ، و تعيين
قبيلة
بكر شاعرها ( الحارث بن حلزة ) للدفاع كل عن قبيلته في واقعة التحكيم
المتعلقة بالرهائن عند الملك
( عمرو بن هند ) و كذا مدح ( الحطيئة )
لقبيلة ( بني أنف الناقة ) و الحط من غيرهم بعدما كانوا يعيرون باسمهم ،
فصاروا
يتباهون به بعد بيت الحطيئة :
قوم هم الأنف و الأذناب غيرهم و من
يسوي بأنف الناقة الذنبا
و غير ذلك من الأمثلة كثير . و بعد مجئ
الإسلام تم استبدال مفهوم القبيلة بمفهوم الأمة ، لكن و وظيفة الشاعر لم
تتغير،
و هي إيقاف شعره على خدمة الجماعة هذه المرة ليست القبيلة و إنما الأمة .
و
هكذا انخرط الشعراء الذين اعتنقوا الإسلام في الدفاع عن الدولة الإسلامية
الناشئة ضد خصومها ، و أمثال هؤلاء
نجد في مقدمتهم ( حسان بن ثابت )
و ( كعب بن زهير ) و ( عبد الله بن رواحة ) و غيرهم ، و قد كرسوا شعرهم
للحديث
في مواضيع مثل : الدعوة إلى الجهاد و الفتوحات و الغزوات ، و مدح الرسول
عليه الصلاة و السلام ، و رثاء
ورثاء الشهداء ، و مناقضة و مهاجاة
خصوم الدعوة مثل ( عبد الله بن الزبعري ) و ( عمرو بن العاص )
و (
أبي سفيان ) .
أما في العصر الأموي و هو جزء من العصر الإسلامي فقد
ظل الشاعر وفيا لصوت الجماعة و هذه المرة ليس الأمة
و إنما الأحزاب
السياسية ، فتراه أمويا تارة ، و هاشميا و زبيريا أو خارجيا تارة أخرى .
و
هكذا نجد أن الشعر في العصر الجاهلي كان في خدمة القبيلة فأصبح في مطلع
العصر الإسلامي في خدمة الدين
و الدفاع عن العقيدة ثم تحول في العصر
الأموي إلى شعر سياسي في خدمة الحزب و الفكرة و هكذا نجد مثلا :
(
الكميت ) يمثل النزعة الهاشمية ن و ( الطرماح ) النزعة الخارجية ، و (
الأخطل ) و ( جرير ) و ( الفرزدق )
النزعة الأموية .
إن
هذا الارتباط بين الشاعر و الجماعة ليس متأتيا – فقط – من الظروف العامة
المحيطة بالشاعر ، و إنما
متأت كذلك من الصورة التي كونها المجتمع
حول الشعر و مفهومه ، و هذا الفهم هو الذي كرس البعد الوظيفي للشعر ،
و
من المفاهيم التي تدولت حوله أنه صناعة وفصاحة لسان مما حذا بالشعراء إلى
أن ينقحوا قصائدهم و يجودوها
إرضاء لأذواق الناس ، و استجابة
لرغباتهم ، و ( معنى ذلك أ ن فضيلة الشعر ، تحافظ على ضرورة الجمع بين حذق
اللسان
و نطقه بالمشاعر التي تربط الشاعر ( الفرد ) ، و القوم ( الجماعة ) . و
التي تجعل من الشاعر مواليا بوجدانه
للجماعة ، بمحض الاختيار ، و
بدافع الانتماء و الولاء للذين يدفعان على خدمة لسان الجماعة ، و إبراز
تجليات رقيه
خصوصا في صناعة الشعر ) 1 . و هذه المسألة الأخيرة هي
التي خلقت نوعا من الازدواجية الفنية في شعر شعراء
العصر العباسي
أمثال : ( أبي تمام ) و ( أبي نواس ) و ( بشار بن برد ) ، حيث كانوا
يتقيدون بتقاليد الشعر العربي
أو ما يسمى بعمود الشعر في مدحهم
للخلفاء و بما أن هذا الشعر موجه للآخر و لو في صورة الحاكم فقد كان الشاعر
يتقيد
برغبة الآخر أن يكون شعره مصاغا وفق الشكل أو الصورة التي يرغب فيها الآخر
، لكن عندما يخلو هذا
الشاعر إلى نفسه و إلى الموضوعات التي تخصه
مثل الخمر و المرأة فقد كان يتحرر من تلك الرقابة المجتمعية و من
تلك
القواعد الفنية المحمية من لدن الجماعة .. و قد ( .. بقي أمر الشعر في عصر
النهضة على ماكان عليه في
بيئته الأولى ، إذ حافظ شعراء الإحياء
على مفاهيم القول الشعري ، و خصائص الصياغة الفنية ، وورثوا روح المحاكاة
و
استمر عندهم الطرح الذي يرسخ دلالة الكلام البليغ الذي يجري على طرف
اللسان ) 2 . و هكذا بقي ( .. الشعر
التقاء بين طرفين : الشاعر (
القائل ) و ( الجماعة ) المتلقية للقول ، و طواف حول حقيقة الوجدان المشترك
بين المتكلم
بالشعر و المخاطب به . إن التواصل بهذا المعنى اتفاق
بين ما يطلبه الذوق و يرتضيه و يفضله ، و ما ينجزه الشاعر
مراعاة
لمقتضيات الطلب و تلبية للمقاييس الفنية السائدة في المجتمع الشعري ) 3
و
إن خضوع الشعر للسائد و لقيم الجماعة له عواقب وخيمة على جمالية الشعر و
فنيته ، هذه الجمالية و هذه الفنية
التي من المفروض أن تكون رسالة
الشاعر الأولى و الأخيرة ، ف ( هذه العلاقة التوجيهية بين الجماعة و شاعرها
،
وإن كانت نابعة من الولاء فإنها تصرف الشاعر عن ذاته ، و تبعده
عن الإبداع المتأمل ، و تحصر قوله المنظوم بين
قضايا المجتمع و
موضوعاته وفق شروط فنية قائمة لا يجوز الابتعاد عنها .. ) 4 ، لكن هذا
الوضع لم يثبت على
حاله – من حسن الحظ – فقد شكل الاتجاه الرومانسي
انعطافة حاسمة في مفهوم الشعر و وظيفته ، لأنه أعاد ربط
الشعر
بذاتية قائله و على عكس التقليدية التي ( .. لم تعمل إلا على صون مؤسسة
النقد القديم و الوفاء لمعاييرها بإرغام
الشعر على أن يقترن
بالذاكرة و ليس بالذات الكاتبة أو ما تمليه تجربتها . فالتحول الذي أحدثته
الرومانسية العربية
في مفهوم الشعر و ممارسته ، بتمجيدها للخيال و
تعويلها على الذات و تضييقها بين الشعر و النثر ، سمح باللقاء مع
التصوف
) 5 هذا اللقاء الذي كان نتيجة تحول مفهوم الشعر و وظيفته ، فقد أصبح
الشعر تجربة ذاتية ، تعيشها الذات
الشاعرة و تكابدها متوسلة بالحلم
و الخيال و الحدس لتحقق وظيفة فنية و جمالية ...
لكن بعد هذا
يحق لنا أن نطرح السؤال : هل هذا التحول هو تحول حاسم و نهائي ؟ ألا توجد
بعض الارتدادات هناك
أو هناك ؟ إن الجواب يضمر النفي ، بحيث أن
الكثير من الشعراء قلما يعون هذا التحول ، و قلما يلتفتون إلى حركة
تطور
الشعر ، فنجدهم يرتدون بشكل أو بآخر إلى بدايات الشعر في نماذجه السيئة و
إن اختلف الشكل من العمودي إلى
التفعيلي أو النثري ، فنجدهم خاضعين
لسلطة الجماعة ، معتمدين على مايهيج الشعور الجمعي من خلال تناولهم
لمواضيع
تشكل أفق الجماعة و انتظارها وتتوافق مع مكبوتاتها ، و هذه المواضيع تتعدد
فتبدأ من القضايا الكبرى
سياسية كانت أو اجتماعية و تنحدر إلى
قضايا الجنس و السرير ، و غالبا ما ينسى الشاعر في هذا الخضم لغته
و
أدواته ، فبدل أن يخلق نجده ينسخ ، وبدل أن يشكل نجده يصف ، و بدل أن يبدع
نجده يحاكي و يكرر .. لأنه
ضمن تصفيق الجماعة من خلال ركوبه السهل
فاستراح عند أقدام الواقع يجتره و جعله بديلا عن الارتفاع
و
التحليق في سماء الخيال الصعب
إن
المتتبع للمحطات التي مر منها الشعر العربي منذ العصر الجاهلي حتى عصرنا
هذا ، يلمس تحولا في مفهوم
الشعر و وظيفته ، ففي العصر الجاهلي كان
الشاعر مشدودا إلى قيم القبيلة ، متفانيا في خدمتها ، فقد كان صوت
الجماعة
القبيلة بامتياز ، لأنه كان ينافح عن قبيلته و يدافع عنها ، و يفتخر
بأمجادها و يشيد ببطولاتها ، كما يهجو
خصومها ، وينال ممن يتعرض لها
بسوء ، ولم لا و الشاعر في الجاهلية كان حكيم قومه و مرشدهم و خطيبهم و
نائبهم
و المتكلم باسمهم و مؤرخهم و العالم بأنسابهم و مفاخرهم و
هزائم أعدائهم ، مدركا لمواطن الضعف النفسي في القبائل
التي تنازع
قبيلته ، ولنقائصهم التاريخية مما يجعله قادرا على التشهير بهم و جعلهم
موضع هزء و سخرية ...
و لنا في ذلك من الأمثلة ما تضج به كتب تاريخ
الأدب ، مثل تعيين قبيلة تغلب لشاعرها ( عمرو بن كلثوم ) ، و تعيين
قبيلة
بكر شاعرها ( الحارث بن حلزة ) للدفاع كل عن قبيلته في واقعة التحكيم
المتعلقة بالرهائن عند الملك
( عمرو بن هند ) و كذا مدح ( الحطيئة )
لقبيلة ( بني أنف الناقة ) و الحط من غيرهم بعدما كانوا يعيرون باسمهم ،
فصاروا
يتباهون به بعد بيت الحطيئة :
قوم هم الأنف و الأذناب غيرهم و من
يسوي بأنف الناقة الذنبا
و غير ذلك من الأمثلة كثير . و بعد مجئ
الإسلام تم استبدال مفهوم القبيلة بمفهوم الأمة ، لكن و وظيفة الشاعر لم
تتغير،
و هي إيقاف شعره على خدمة الجماعة هذه المرة ليست القبيلة و إنما الأمة .
و
هكذا انخرط الشعراء الذين اعتنقوا الإسلام في الدفاع عن الدولة الإسلامية
الناشئة ضد خصومها ، و أمثال هؤلاء
نجد في مقدمتهم ( حسان بن ثابت )
و ( كعب بن زهير ) و ( عبد الله بن رواحة ) و غيرهم ، و قد كرسوا شعرهم
للحديث
في مواضيع مثل : الدعوة إلى الجهاد و الفتوحات و الغزوات ، و مدح الرسول
عليه الصلاة و السلام ، و رثاء
ورثاء الشهداء ، و مناقضة و مهاجاة
خصوم الدعوة مثل ( عبد الله بن الزبعري ) و ( عمرو بن العاص )
و (
أبي سفيان ) .
أما في العصر الأموي و هو جزء من العصر الإسلامي فقد
ظل الشاعر وفيا لصوت الجماعة و هذه المرة ليس الأمة
و إنما الأحزاب
السياسية ، فتراه أمويا تارة ، و هاشميا و زبيريا أو خارجيا تارة أخرى .
و
هكذا نجد أن الشعر في العصر الجاهلي كان في خدمة القبيلة فأصبح في مطلع
العصر الإسلامي في خدمة الدين
و الدفاع عن العقيدة ثم تحول في العصر
الأموي إلى شعر سياسي في خدمة الحزب و الفكرة و هكذا نجد مثلا :
(
الكميت ) يمثل النزعة الهاشمية ن و ( الطرماح ) النزعة الخارجية ، و (
الأخطل ) و ( جرير ) و ( الفرزدق )
النزعة الأموية .
إن
هذا الارتباط بين الشاعر و الجماعة ليس متأتيا – فقط – من الظروف العامة
المحيطة بالشاعر ، و إنما
متأت كذلك من الصورة التي كونها المجتمع
حول الشعر و مفهومه ، و هذا الفهم هو الذي كرس البعد الوظيفي للشعر ،
و
من المفاهيم التي تدولت حوله أنه صناعة وفصاحة لسان مما حذا بالشعراء إلى
أن ينقحوا قصائدهم و يجودوها
إرضاء لأذواق الناس ، و استجابة
لرغباتهم ، و ( معنى ذلك أ ن فضيلة الشعر ، تحافظ على ضرورة الجمع بين حذق
اللسان
و نطقه بالمشاعر التي تربط الشاعر ( الفرد ) ، و القوم ( الجماعة ) . و
التي تجعل من الشاعر مواليا بوجدانه
للجماعة ، بمحض الاختيار ، و
بدافع الانتماء و الولاء للذين يدفعان على خدمة لسان الجماعة ، و إبراز
تجليات رقيه
خصوصا في صناعة الشعر ) 1 . و هذه المسألة الأخيرة هي
التي خلقت نوعا من الازدواجية الفنية في شعر شعراء
العصر العباسي
أمثال : ( أبي تمام ) و ( أبي نواس ) و ( بشار بن برد ) ، حيث كانوا
يتقيدون بتقاليد الشعر العربي
أو ما يسمى بعمود الشعر في مدحهم
للخلفاء و بما أن هذا الشعر موجه للآخر و لو في صورة الحاكم فقد كان الشاعر
يتقيد
برغبة الآخر أن يكون شعره مصاغا وفق الشكل أو الصورة التي يرغب فيها الآخر
، لكن عندما يخلو هذا
الشاعر إلى نفسه و إلى الموضوعات التي تخصه
مثل الخمر و المرأة فقد كان يتحرر من تلك الرقابة المجتمعية و من
تلك
القواعد الفنية المحمية من لدن الجماعة .. و قد ( .. بقي أمر الشعر في عصر
النهضة على ماكان عليه في
بيئته الأولى ، إذ حافظ شعراء الإحياء
على مفاهيم القول الشعري ، و خصائص الصياغة الفنية ، وورثوا روح المحاكاة
و
استمر عندهم الطرح الذي يرسخ دلالة الكلام البليغ الذي يجري على طرف
اللسان ) 2 . و هكذا بقي ( .. الشعر
التقاء بين طرفين : الشاعر (
القائل ) و ( الجماعة ) المتلقية للقول ، و طواف حول حقيقة الوجدان المشترك
بين المتكلم
بالشعر و المخاطب به . إن التواصل بهذا المعنى اتفاق
بين ما يطلبه الذوق و يرتضيه و يفضله ، و ما ينجزه الشاعر
مراعاة
لمقتضيات الطلب و تلبية للمقاييس الفنية السائدة في المجتمع الشعري ) 3
و
إن خضوع الشعر للسائد و لقيم الجماعة له عواقب وخيمة على جمالية الشعر و
فنيته ، هذه الجمالية و هذه الفنية
التي من المفروض أن تكون رسالة
الشاعر الأولى و الأخيرة ، ف ( هذه العلاقة التوجيهية بين الجماعة و شاعرها
،
وإن كانت نابعة من الولاء فإنها تصرف الشاعر عن ذاته ، و تبعده
عن الإبداع المتأمل ، و تحصر قوله المنظوم بين
قضايا المجتمع و
موضوعاته وفق شروط فنية قائمة لا يجوز الابتعاد عنها .. ) 4 ، لكن هذا
الوضع لم يثبت على
حاله – من حسن الحظ – فقد شكل الاتجاه الرومانسي
انعطافة حاسمة في مفهوم الشعر و وظيفته ، لأنه أعاد ربط
الشعر
بذاتية قائله و على عكس التقليدية التي ( .. لم تعمل إلا على صون مؤسسة
النقد القديم و الوفاء لمعاييرها بإرغام
الشعر على أن يقترن
بالذاكرة و ليس بالذات الكاتبة أو ما تمليه تجربتها . فالتحول الذي أحدثته
الرومانسية العربية
في مفهوم الشعر و ممارسته ، بتمجيدها للخيال و
تعويلها على الذات و تضييقها بين الشعر و النثر ، سمح باللقاء مع
التصوف
) 5 هذا اللقاء الذي كان نتيجة تحول مفهوم الشعر و وظيفته ، فقد أصبح
الشعر تجربة ذاتية ، تعيشها الذات
الشاعرة و تكابدها متوسلة بالحلم
و الخيال و الحدس لتحقق وظيفة فنية و جمالية ...
لكن بعد هذا
يحق لنا أن نطرح السؤال : هل هذا التحول هو تحول حاسم و نهائي ؟ ألا توجد
بعض الارتدادات هناك
أو هناك ؟ إن الجواب يضمر النفي ، بحيث أن
الكثير من الشعراء قلما يعون هذا التحول ، و قلما يلتفتون إلى حركة
تطور
الشعر ، فنجدهم يرتدون بشكل أو بآخر إلى بدايات الشعر في نماذجه السيئة و
إن اختلف الشكل من العمودي إلى
التفعيلي أو النثري ، فنجدهم خاضعين
لسلطة الجماعة ، معتمدين على مايهيج الشعور الجمعي من خلال تناولهم
لمواضيع
تشكل أفق الجماعة و انتظارها وتتوافق مع مكبوتاتها ، و هذه المواضيع تتعدد
فتبدأ من القضايا الكبرى
سياسية كانت أو اجتماعية و تنحدر إلى
قضايا الجنس و السرير ، و غالبا ما ينسى الشاعر في هذا الخضم لغته
و
أدواته ، فبدل أن يخلق نجده ينسخ ، وبدل أن يشكل نجده يصف ، و بدل أن يبدع
نجده يحاكي و يكرر .. لأنه
ضمن تصفيق الجماعة من خلال ركوبه السهل
فاستراح عند أقدام الواقع يجتره و جعله بديلا عن الارتفاع
و
التحليق في سماء الخيال الصعب
jazila- دائم الحضور
-
عدد المساهمات : 1000
العمر : 33
رد: التحول في مفهوم الشعر و وظيفته ( نظرة تاريخية )
شكرا جزيلا يا جزيلة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
fatima- دائم الحضور
-
عدد المساهمات : 2183
مواضيع مماثلة
» مفهوم الشعر عند ابن سينا
» مفهوم الشعر العربي
» الشعر في الف ليلة وليلة
» ما هو الشعر
» نظرية داروين في الشعر
» مفهوم الشعر العربي
» الشعر في الف ليلة وليلة
» ما هو الشعر
» نظرية داروين في الشعر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى